الثورة – رولا عيسى:
يواجه القطاع الصناعي اليوم في سوريا مسارات متعددة نتيجة حالة من التدهور الكبير حلت بهذا الملف الشائك، والتي بدأت منذ حقبة النظام البائد، وما زاد المرض وأجهز على القطاع هو ممارسات فاسدة للأجهزة الحكومية، وقوانين معقدة تجاه هذا الملف.
السؤال المطروح اليوم ما هي القطاعات التي يمكن أن نبدأ بها لإعادة النهوض بالقطاع الصناعي، لتكون بوصلة البداية في المرحلة القادمة؟.
البوصلة
أمين سر غرفة صناعة حمص والباحث الاقتصادي عصام تيزيني يقول في حديثه لصحيفة الثورة: من المهم أن تكون هناك قطاعات نعتبرها بوصلة البداية للنهوض بالقطاع الاقتصادي.
وهو أمر مهم، كما يشير الباحث تيزيني، ويحدد البوصلة بالذهاب نحو الاستثمارات النوعية والصناعات الحديثة، وأهمها الصناعات التكنولوجية، ويضيف: السوريون قادرون، لكن إذا قارنا إنتاجنا مع الدول المتحضرة صناعياً، نجد أننا لا نمتلك صناعة حقيقية، فكل صناعتنا عبارة عن تجميع لمواد أولية مستوردة نعيد ترتيبها بشكل نهائي، وهذا لا يسمى صناعة.
الصناعة مدمرة منذ 60 عاماً
ويتابع: للأسف الصناعة السورية تدمرت منذ 60 عاماً بشكل ممنهج، لذلك المطلوب أن نشجع أو نهيئ بنية تحتية ليكون لدينا صناعات تكنولوجية عريقة والسوريون قادرون، ولديهم خبرات وهم نجحوا في أوروبا حتى على صعيد إدارة المؤسسات التكنولوجية.
هوية صناعية واضحة
لذلك يعتقد الصناعي تيزيني أن البوصلة يجب أن تكون من الانطلاق في صناعات نوعية محورية تبني اقتصاداً حقيقياً له هوية واضحة، وأهمها الصناعات التكنولوجية المتعلقة بمنتجات الطاقة، مثلاً إنتاج ألواح الطاقة الشمسية، والموبايلات والمحركات، فنجد صناعة الغسالة وطنية لكن كل قطعها مستوردة، وعليه فالأولوية هي في أن نخترق عالم الصناعة الفعلي الذي يؤدي إلى نمو الاقتصاد واستقلاليته.