الثورة-ترجمة هبه علي:
يمكن وصف العلاقة المعقدة بين تركيا وإيران على أفضل وجه بأنها ” تنافس تعاوني”، تحافظ الدولتان على علاقات تجارية مهمة وتتداخل مصالحهما في عدة أمور، من معارضة حرب إسرائيل على غزة وقصف سوريا إلى دعم قطر خلال الحصار 2017-2021.
كما لعبت تركيا دورًا رئيسيًا في مساعدة إيران على تخفيف تأثير العقوبات الغربية، ولكن مع تطلع أنقرة وطهران إلى لعب أدوار متزايدة التأثير في الشرق الأوسط، فقد شهدتا في بعض الأحيان أيضًا مستويات عالية من المنافسة والتوتر في الشؤون الثنائية.
مع سقوط النظام السوري المتحالف مع إيران في أواخر العام الماضي واستبداله بنظام سياسي موجه نحو تركيا في دمشق، أدت الديناميكيات السائلة في سوريا، على الأقل في الوقت الحالي، إلى تحول ميزان القوى في بلاد الشام لصالح أنقرة في حين أضعفت نفوذ طهران، وقد تؤدي التطورات في سوريا إلى تعقيد العلاقات الإيرانية التركية، خاصة وأن طهران تعتقد أن سياسات أنقرة في سوريا تشكل تهديدًا للمصالح الإيرانية، ومن المرجح أن يشعر صناع السياسات الأتراك بالقلق إزاء التدخل الإيراني في سوريا والذي قد يؤثر على التحول الهش في البلاد بطرق تضر بمصالح تركيا.
ومع ذلك، تستطيع تركيا وإيران إدارة وتقسيم التوترات بينهما في مواجهة سوريا على النحو الذي يمنع اندلاع أعمال عدائية صريحة بينهما، فضلاً عن ذلك، إذا استمرت التوترات بين تركيا وإسرائيل في العلاقة مع سوريا في التصاعد، فقد يكون هناك حتى سبب لتوقع درجة من التوافق بين إيران وتركيا في سوريا.
مع ظهور تركيا باعتبارها ” الفائز الأكبر ” في سوريا بعد سقوط بشار الأسد، يشعر صناع السياسات الإيرانيون بالقلق إزاء بعض التداعيات الأوسع نطاقاً على المصالح الاستراتيجية لطهران.
إن وسائل الإعلام الإيرانية المقربة من الدولة تصور تركيا بشكل متكرر على أنها عملت مع الولايات المتحدة وإسرائيل للإطاحة بالأسد كجزء من مؤامرة أكبر تهدف إلى تمكين الغرب وإسرائيل وإضعاف إيران، ومنذ سقوط الأسد في أواخر العام الماضي، انتقد عدد من الأصوات الإيرانية تركيا بسبب دورها في تسهيل صادرات النفط الأذربيجانية إلى إسرائيل وسط الحرب في غزة ــ بحجة أن أنقرة تتحمل بعض المسؤولية عن معاناة الفلسطينيين.
المصدر-AtlanticCouncil
