الثورة – سومر الحنيش:
لم تكن عودة عمر السومة إلى الدوري السعودي مجرد انتقال عادي، بل تحول إلى قصة إحياء مسيرة لاعب سوري يكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة السعودية، وفي واحد من أقوى الدوريات في العالم والمنطقة، فبعد مغادرته نادي الأهلي السعودي في (2023) لخوض تجربة قصيرة مع العربي القطري، يعود النجم السوري ليذكر الجميع بأن “الهداف التاريخي” لم يغادر سجلات الأرقام القياسية بعد، بل ما زال قادراً على صنع المعجزات، حتى في عمر (35).
السومة لا يعوضلا يقتصر تأثير السومة على الأهداف فقط، فحسب تحليل أرقام الدوري، فإن العروبة سجل ثمانية أهداف، في ست مباريات التي شارك فيها اللاعب، كان هو صانع (50%) منها، أما عن تسديداته، فقد أطلق (15) تسديدة في مرمى الخصوم، (7) منها كانت على المرمى، ما يظهر دقته المعهودة.
وفي تصريح لمدرب العروبة لوسائل الإعلام، خالد العطوي قال: “السومة لاعب استثنائي، حضوره أعطى الثقة للفريق ككل، حتى في الدفاع، خبرته جعلت اللاعبين يدركون أنهم قادرون على الفوز في أي مباراة”.
السومة أكثر لاعب إسهاماً بالأهداف في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، برصيد (149) هدفاً، متخطياً عبد الرزاق حمد الله بفارق سبعة أهداف.
وقبل انضمام السومة للعروبة، سجل الفريق هدفين فقط خلال تسع مباريات، وقبل وصوله، كان العروبة يتخبط في المركز (14) بالدوري، بـأربعة انتصارات فقط، في (18) جولة، لكن مع أولى خطوات المهاجم السوري على العشب الأخضر، انقلبت المعادلة إلى ثلاثة انتصارات، في آخر أربع مباريات، وقفز إلى المركز (11) بفارق خمس نقاط عن منطقة الهبوط.
“السومة هدية من سوريا لنا”
تحولت ترانيم المشجعين من القلق إلى الفرح، يقول مشجعو العروبة: “كنا نعتقد أن السومة سيأتي ليجمع آخر أمواله ويغادر، لكنه جاء ليعلم شباب الفريق معنى الاحتراف، إنه هدية من الشعب السوري لنا”.
ابن دير الزور الذي احتضنته السعودية
لا تختصر قصة السومة في أهدافه، بل في إصرار لاعب سوري اخترق المنافسة في بلد يزخر بالنجوم الأجنبية، فبعد تتويجه هدافاً للدوري السعودي ثلاث مرات متتالية (2014-2017) وحصوله على لقب أفضل لاعب أجنبي في تاريخ البطولة، ها هو يعود ليثبت أن الخبرة السورية قادرة على المنافسة حتى مع شباب الأندية الثرية.
تحديات تنتظر السومة
رغم النجاح السريع، إلا أن مهمة السومة لم تنته بعد، فالعروبة ما زال عليه خوض ثماني جولات في الدوري، يحتاج خلالها إلى الحفاظ على نفس الأداء لتأمين البقاء، كما يتطلع السومة إلى كسر حاجز الـ(150) هدفاً في الدوري السعودي، وهو رقم يضعه على عرش الهدافين دون منازع لفترة طويلة.
عودة الملك إلى عرشه
بينما تحاول الأندية السعودية الكبرى جذب نجوم عالميين، يثبت السومة أن بعض اللاعبين يصنعون تاريخاً لا يمحى، عودته ليست مجرد نقلة سوقية، بل رسالة أن الأرقام والخبرة لا تقل أهمية عن الأضواء، الجماهير السعودية تعرف ذلك جيداً، وها هي تحيي “الهداف التاريخي” من جديد.