الثورة – ناصر منذر:
منذ سقوط النظام المخلوع، تسعى روسيا لإعادة بناء جسور تواصل، وعلاقات قوية مع القيادة الجديدة في سوريا، بما يضمن استمرار نفوذها ودورها كلاعب قوي ومؤثر في المنطقة، وسوريا تعتبر بالنسبة لها بوابة رئيسية لاستمرار هذا الدور، والذي يشكل قاعدة مهمة تستند عليها لتعزيز استراتيجيتها الدولية. لاسيما وأن مسألة وجود قواعدها في طرطوس وحميميم، ترى فيها موسكو أمراً حيوياً لاستمرار نفوذها في المياه الدافئة.
في هذا الإطار كشفت صحيفة وول ستريت جورنال اليوم، إن روسيا تسعى للتوصل إلى اتفاقات مع القيادة السورية الجديدة تضمن لها الاحتفاظ بقواعدها العسكرية في البلاد، وذلك ضمن محادثات شملت جملة من المواضيع، بما في ذلك تسليم مليارات الدولارات نقدًا واستثمارات في حقول الغاز والموانئ، واعتذارا من موسكو عن دورها في قصف المدنيين، وحتى طلب تسليم بشار الأسد، وهو الأمر الذي رفضته روسيا. بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أوروبيين وسوريين، أن علاقة روسيا مع القيادة السورية الجديدة اكتسبت زخما عقب أول مكالمة بين الرئيسين أحمد الشرع و فلاديمير بوتين، لافتة في الوقت ذاته إلى أن المحادثات بشأن قاعدتين روسيتين في سوريا توسعت لتشمل علاقات اقتصادية أوسع بين البلدين. تضمنت مواصلة بناء ميناء طرطوس الذي تم تعليقه، إضافة إلى تطوير الامتيازات الضخمة للغاز الطبيعي في عرض البحر، ومناجم الفوسفات وحقول الهيدروكربونات في منطقة تدمر، بالإضافة إلى بناء مصنع للأسمدة في حمص وسط سوريا.
وأوضحت الصحيفة بأن المباحثات بدأت عندما وصل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، والمبعوث الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرينتييف إلى سورية في يناير/كانون الثاني الماضي.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن 8 مصادر سورية وروسية مطلعة على اجتماع سوري – روسي نهاية كانون الثاني، أن الرئيس الشرع طالب روسيا بأموال أودعها رئيس النظام المخلوع بشار الأسد في موسكو. لافتة إلى أن روسيا تريد ضمان مصالحها في سوريا عبر الاتفاق مع الحكومة السورية.
وبحسب المصادر فإن الوفد الروسي الذي زار دمشق مؤخراً أبلغ الشرع أن الأسد لم يودع أموالاً في روسيا، مشيرة إلى أن المحادثات بين الإدارة السورية الجديدة والوفد الروسي تناولت أيضاً الديون السورية لروسيا والتي تناهز 23 مليار دولار، وطالبت دمشق موسكو بإلغائها.
وأشارت رويترز، إلى أن الشرع يريد إعادة التفاوض على عقود إيجار القواعد الروسية التي تم توقيعها في عهد الأسد. موضحة أنه لا يبدو أن القيادة الجديدة في سوريا تريد إخراج روسيا بالكامل ولكنها تسعى إلى إبقاء القواعد الروسية مقابل دعم دبلوماسي وتعويضات مالية من موسكو.
يشار إلى أن الرئيس الشرع، كان قد أكد في حديث سابق لمحطة العربية، أن روسيا ثاني أقوى دولة في العالم ولها أهمية كبيرة، لافتا إلى أن الإدارة الحالية لا تريد أن تخرج روسيا بطريقة لا تليق بعلاقتها الطويلة مع سوريا، وأكد أنها تتطلع إلى مصالح الشعب السوري أولاً، ولا تريد إثارة المشاكل والصراعات مع الدول الخارجية.
#صحيفة_الثورة