مواطنون وتجار من حلب لـ”الثورة”: تحسن ملموس في الأسواق مع استمرار ضعف القوة الشرائية

 

 

الثورة – جهاد اصطيف وحسن العجيلي:

 

“أصبحنا نحسب حساب كل مكون على سفرة الإفطار بسبب الغلاء”، هذا حال الكثير من المواطنين في حلب، فالأساسيات مثل اللحوم والأرز والحبوب أصبحت مكلفة، وليس من السهل طهيها بشكل مستمر حتى في رمضان العام الماضي، اعتادت العائلة على تناول نفس أصناف الأطعمة بشكل مكرر لعدة أيام وبكميات أقل من المعتاد، نظراً لأن أغلب السلع كانت إما غير متوفرة بكثرة، أو أن سعرها كان مضاعفاً عن رمضان الحالي.

تحسن ملموس ولكن!

وتحدثت صحيفة الثورة مع مواطنين وأصحاب محال حول الأوضاع الاقتصادية خلال شهر رمضان الحالي واختلافه عن السنوات السابقة، حيث اتفق أكثرهم على تحسن ملموس في الأسواق مع استمرار ضعف القوة الشرائية والرواتب وعوامل أخرى، ليستقبل الناس رمضان هذا العام لأول مرة منذ أكثر من خمسة عقود من دون حكم النظام البائد، في ظل تحديات اقتصادية كبرى خلفها النظام المخلوع الذي ترك لنا إرثا ثقيلاً من الديون وشح القطع الأجنبي، مع تأثيرات العقوبات الغربية، وإن أزيل بعضها، لتبقى البلاد تشهد ارتفاعاً بأسعار السلع وضعف القدرة الشرائية وتذبذب الليرة السورية، وسط خطط حكومية للتعافي.

استعادة الروابط الاجتماعية

صباح عبد الغفور، من ريف إدلب- أم لسبعة أولاد، متزوجة وتقطن بحلب، أوضحت أن عائلتها اجتماعية جداً وكانت تتبادل الدعوات يومياً في رمضان، تقول: إن دعوة الآخرين على الإفطار في رمضان حالياً أصبحت ثقيلة جداً على الجيب بسبب التكلفة والتعب، الأمر الذي أضعف الروابط الاجتماعية والأسرية بشكل كبير للآسف، وتضيف: بالنسبة لنا، خاصة بعد التحرير، نحاول أن نستعيد تلك الأيام الجميلة والروابط الاجتماعية، بالعودة لتلك التجمعات والألفة بين العائلات.

ومع انخفاض أسعار بعض السلع بشكل ملموس، والتوقعات بزيادة الرواتب، تأمل صباح أن تتمكن العائلات من العودة لسابق عاداتهم وتقاليدهم من حيث تناول طعام الإفطار سوياً مع أقاربهم ومعارفهم، وتعويض ما فاتهم خلال السنوات الصعبة السابقة.

ورغم الصعوبات الاقتصادية، تؤكد أن التضامن الاجتماعي يشكل سمة مميزة في رمضان، ففي هذا العام عادت العديد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات المحلية إلى تقديم المساعدات النقدية والمادية للعائلات الفقيرة وهي كثيرة، مثل توزيع السلات الغذائية أو تقديم الوجبات المجانية، ما يساعد في تخفيف بعض الضغوط على الأسر المحتاجة.

تغير سلوك المستهلك

بدورهم، العديد من أصحاب المحال الذين تحدثنا معهم، أشاروا إلى أن معظم السلع التي لم تكن متوفرة أصبحت موجودة بشكل أكبر وعلى الرغم من أنها رخيصة نسبياً، إلا أن القدرة الشرائية تبقى ضعيفة أيضاً.

وقالوا: حتى هذه اللحظة هناك الكثير ممن لا يستطيعون بمختلف طبقاتهم شراء تلك السلع، الأمر الذي يعني عدم وجود فرق كبير من الناحية المعيشية.

وأشاروا إلى أن شهر رمضان خلال السنوات السابقة كان يشهد حركة بيع وشراء محدودة جداً على عكس المعتاد، حتى أن البعض كان يشتري بالحبة الواحدة، أما عن السلع التي تباع بالوزن، فكان الكثير من الناس يشترون ربع كيلو من اللحم على سبيل المثال، أو حتى أقل بسبب سوء الأوضاع وضعف القدرة الشرائية، هذا فضلاً عن عدم توفر السلع في الكثير من الأحيان، الأمر الذي كان يثير حالة من الفوضى في الأسعار تؤدي إلى ارتفاعها، ويعرض التجار لعقوبات في حال تم ضبطهم، مشيرين إلى تغيرات في سلوك المستهلك بسبب الأزمة التي شهدتها البلاد وسوء الأوضاع، حيث يزداد الطلب على بعض السلع الأساسية، بينما يتراجع الطلب على بعض السلع الكمالية أو حتى العادية، لكن الكثير أصبح يعتبرها كمالية نظراً لعدم قدرتهم على شرائها، مثل الدجاج واللحوم، كذلك ارتفعت أسعار العديد من السلع، بسبب ارتفاع تكاليف إنتاجها ونقلها وارتفاع تكلفة المواد الخام، بالإضافة إلى تقلبات في سعر صرف الليرة السورية والدولار، ما انعكس بشكل كبير على حركة السوق.

شعور بالفرحة

عموماً، الناس بدأت تشعر بالفرحة، من خلال التحسن، ولو بشكل بسيط في الأوضاع، خاصة بعد زوال النظام البائد، وتحديداً من خلال عودة أبناء كانوا في الخارج ولو للزيارة ولمة الأقارب والجيران والأصدقاء، وهذه العوامل جميعها معروف أنها تنشط الحركة التجارية والاقتصادية، لأن هذه الزيارات والدعوات تزيد استهلاك الوقود والمشتريات وغيرها، لذلك الجانب الاجتماعي حالياً هو لاعب أساسي لعودة الاقتصاد وتحسن الأحوال، خاصة في مدينة كبرى مثل حلب، والدليل ظهور بعض المؤشرات على تحسن طفيف في رمضان الحالي، ما أثار آمال الناس نحو مستقبل أفضل، خاصة إذا علمنا أن كل تسعة من كل عشرة أشخاص في سوريا يعيشون في فقر، كما أن واحداً من كل أربعة أشخاص عاطلين عن العمل، ولكن اقتصاد البلاد يمكن أن يستعيد مستواه في غضون عقد من الزمان في ظل نمو قوي، بحسب الأمم المتحدة.

أفضل مما سبقه بالتأكيد بعد التحرير ووعود بتحسن الأوضاع الاقتصادية وانخفاض الأسعار، لمس الناس حركة أفضل في الأسواق، وإن كانت بشكل محدود، ما ساهم بعودة المواطنين بحلب للإقبال على السلع التي كانوا غير قادرين على شرائها في السابق، ولسان حالهم يقول: من الواضح أن رمضان الحالي أفضل من السنوات الكثيرة السابقة، ونأمل بمزيد من التحسن، خاصة مع توقعات بمزيد من التعافي لليرة السورية ورفع الرواتب التي وعدت بها الحكومة الجديدة.

 

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا "The Voice Of America": سوريا تتعهد بالتخلص من إرث الأسد في الأسلحة الكيماوية فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا استفزاز جامعة دمشق تختتم امتحانات الفصل الأول حين نطرح سؤالاً مبهماً على الصغار تكلفة فطور رمضان تصل إلى 300 ألف ليرة لوجبة متواضعة Anadolu Agenci : فورد: يجب على أميركا أن تسحب قواتها العسكرية من سوريا دوري أبطال أوروبا.. الكبار يقطعون نصف المشوار بنجاح "باب سريجة".. انخفاض في المبيعات على الرغم من الحركة الكثيفة مجلس الأمن الدولي: محاولات إقامة "سلطة حكم موازية" في السودان أمر خطير أبناؤنا واللامبالاة.. المرشدة النفسية السليمان لـ"الثورة": ضبط سلوكهم وتحمل المسؤولية منذ الصغر محافظ اللاذقية يتفقد فرع الهجرة والجوازات وأمانة السجل المدني اشتباكات مع المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون في الصنمين بعد رفضها تسليم عناصرها تنظيم حركة المركبات والدراجات في حمص ارتفاع حصيلة الضحايا في الصنمين إلى خمس