الثورة – جهاد اصطيف وحسن العجيلي:
مثلت لحظة الاتفاق بين الرئيس أحمد الشرع والمكون الكردي في سوريا، رمزاً للفخر والانتماء، وتعزيزاً للوحدة الوطنية وتذكيراً بتاريخنا العريق وتضحيات أجدادنا في سبيل بناء الوطن تحت راية واحدة، ففي الأمس القريب كانت سوريا لسنوات طوال متفرقة، وهو ما دفع الثورة السورية إلى البدء بمعركة التحرير المباركة لتوحيدها وإعادتها إلى مكانتها الطبيعية، ولتخلصنا من النظام البائد وتستعيد لنا دمشق.. فجر الثامن من كانون الأول الماضي، ليصبح هذا اليوم تاريخاً مهماً في حياة سوريا، والإعلان عن بداية مرحلة جديدة لمستقبلها وشعبها.
توثيق وتأريخ اللحظة المهمة
لحظة إعلان الاتفاق مع المكون الكردي خرجت الناس لتعبر عن فرحتها، وتنظم عروضاً للألعاب النارية في مختلف أنحاء سوريا، لتضفي جواً من الاحتفال، حرص أبناء شعبنا من خلالها على توثيق وتأريخ هذه اللحظة المهمة في أذهان العامة للاعتزاز بالقيمة التاريخية والامتنان للخطوات التي اتخذتها القيادة الجديدة، تمهيداً للرخاء والاستقرار الذي سيعم البلاد.
ولا أجمل
إلى ذلك، احتشد الآلاف من المواطنين بمختلف الساحات للاحتفال بالاتفاق، وفاض من تبقى من الجماهير المحتشدة في الشوارع والنواحي في مشهد لا يتكرر إلا مع ما يوحد السوريين، وفي أهم اللحظات، وهي لحظات الوحدة الوطنية، التقت صحيفة الثورة مع البعض ممن احتشدوا في حيي الأشرفية والشيخ مقصود بحلب، للدلالة عن معنى هذا المشهد المهيب والاحتفالي، ليعتبر محمد أحمد أن هذا اليوم مناسبة عظيمة تعكس فخر واعتزاز الشعب السوري بوحدته وهويته، ويظهر كيف يمكن للإرادة والعزيمة أن تصنع تاريخاً مشرقاً، وتتجلى في الاحتفالات قيم الوطنية والانتماء، تعبيراً عن حب الشعب لوطنه، في لحظة لن تكون مجرد ذكرى تاريخية، بل هي التزام بالمضي قدما نحو مستقبل مشرق يجسد تطلعات سوريا وشعبها نحو التنمية والازدهار، تعزز الوحدة من قيم التعاون والمحبة بين أبناء الوطن، ما يجعلها مناسبة يستحقها كل سوري بفخر واعتزاز.
لحظة مفصلية
ووصف حسين العلي طبيعة المشاعر التي تنتابه نتيجة فرحة واحتشاد الآلاف من المواطنين قائلاً: إنها لحظة مفصلية ومهمة بحياة السوريين، مليئة بالمشاعر المختلطة، بين الابتهاج والاعتزاز بوحدتنا، ويضيف: إننا في يوم سوري وتاريخي بامتياز هنا في حلب، كما في بقية المحافظات، مشهد يثبت فشل من كان يتربص بنا في تحقيق أهدافه.
وتابع: قد يبدو هذا المشهد استفتاء على خيار الناس، الهتافات كلها تدلل على أن الشعب يلتف حول خيار الوحدة الوطنية، ونبذ أي خيارات أخرى، مؤكداً أنه بالنسبة لنا أن القطار السوري انطلق ولن توقفه محاولات من يريد العبث بوحدتنا.
صفحة طوت الماضي
فيما شاطره الرأي صطاف أحمد بقوله: بوحدتنا الوطنية نطوي صفحة الماضي البائس، وفي لحظة ستكون أشهر من نار على علم، أشرقت فيها شمس الأمل والأمان والشموخ في كل ربوع سوريا، إن الشعاع الذهبي الوهاج لهذه اللحظة التاريخية، غمر كل أبناء شعبنا، من دون أي تمييز على أي أساس مذهبي أو طائفي أو عرقي أو حتى فئوي أو جغرافي، نفوسنا أسعدت، وقلوبنا ابتهجت، ورسمت السعادة العارمة على محيانا، في كل شبر من أرض الوطن، توشحت بقناديل الفرح المضيئة الساطعة، معلنة فرحة عارمة، كي تمنحنا الألق والرائحة الفواحة بعبق التاريخ والمستقبل.
يوم مبارك.. في شهر مبارك
ويقول أبو غازي محمود: سوريا تتحدث عن نفسها داخل كل مدينة وكل منطقة وحي يقطنه سوريون تجمعهم وحدة المصير، فمنذ لحظة إعلان الاتفاق، تم رصد روح المحبة التي سادت الأمكنة بأكملها وفرضت نفسها على الجميع، إنه يوم مبارك في شهر مبارك لا فرق فيه بين سوري وآخر، وتابع: منذ عقود ونحن نعيش سوية، فسعادتنا اليوم لا تقدر بثمن، لأن سوريا كلها ستكون يداً واحدة ونقول لكل متربص في وحدتنا، أنكم لا تعرفون بعد هوية الشعب السوري الأصيل.
مجمل القول: إن الوحدة الوطنية تعمل على تمتين الروابط الاجتماعية، وتعميق مشاعر الإخوة، ونبذ الفرقة والخلاف، بين كل أبناء الوطن، امتثالا لأمر الله تعالى، القائل : “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”.
إن سوريا ولدت من جديد عبر وحدة اندماجية بالهوية والانتماء، ذابت فيها عوامل التفرقة، بعد مرورها بمخاض عسير، استمر لسنوات من الفوضى وعدم الاستقرار.
#صحيفة_الثورة