الثورة – فؤاد العجيلي;
اقتصاديات السوق في رمضان تعتمد على التسوق الليلي، وخاصة في مدينة حلب، حيث تقصد العائلة منفردة أو مجتمعة الأسواق سواء بقصد “التمشاية أم التسوق”، وهذا كله يتجلى بشكل كبير بعد منتصف شهر رمضان، وتتحضر العائلة لتجهيز مستلزمات العيد سواء من الناحية الغذائية أم الألبسة.
“صحيفة الثورة” رصدت سوق التلل الشعبي، ويضم العديد من محال بيع الألبسة والضيافة، إلى جانب البسطات المتوضعة وسط الشارع، وتم لحظ منافسة البسطات للمحال من ناحية الأسعار، وإن اختلفت الجودة، خاصة وأن أسعار البسطات تناسب غالبية الطبقات.
حسومات مغرية
أوضح أبو خالد- صاحب محل بيع للألبسة النسائية، أنه اضطر لتقديم حسومات مغرية على كل المنتجات، كونه شريكاً في إحدى ورشات تصنيع الألبسة، ولو كان متسوقاً لما استطاع أن يقدم هذه الحسومات، مشيراً إلى أنه ومع ذلك لم يستطع أن ينافس المنتجات الموجودة على البسطات، حيث يباع بنطال الجينز النسائي على البسطة بمبلغ 50 ألف ليرة، وفي المحل يصل إلى 150 ألف كحد أدنى.
قطعتين وقطعة مجاناً
وصلت المغريات التي تقدمها المحال إلى عرض بيع مع كل قطعتين قطعة مجاناً، وذلك من أجل جذب الزبائن، فأشار عبد الله- وهو بائع في محل ألبسة أطفال، إلى أنه تم تقديم هذا العرض عسى ولعل أن يتم استقطاب الزبائن.
البسطة سيدة الموقف
رغم كل المغريات التي تقدمها المحال تبقى البسطة سيدة الموقف نظراً لأسعارها المنخفضة جداً، والتي تناسب ذوي الدخل المحدود، وكشف زهير- صاحب إحدى بسطات الألبسة النسائية أن سوق البسطات ينتعش أكثر في النصف الثاني من شهر رمضان، ولهذا فقد اعتمد على تقديم عروض لجذب أكبر عدد ممكن من المواطنين المستهلكين.
لا ضرائب ولا رسوم
أكد الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الحميد الحلبي أن السبب في انخفاض أسعار المنتجات التي تباع على البسطات يعود إلى عدم وجود ضرائب ورسوم مالية وإيجارات، ولا أجور عمال على البسطات، وبالتالي فإنهم لا يضيفون أي مبالغ على المنتجات، بينما أصحاب المحال يتكبدون مبالغ إضافية “ضرائب- رسوم مالية- إيجارات- أجور عمال”، وهذه المبالغ تضاف نسب منها على المنتجات، وبالتالي لا يستطيع أصحاب المحال المنافسة، وتبقى البسطات هي مقصد المستهلكين.
واقترح الحلبي بهذا الخصوص، ومن أجل تمكين أصحاب المحال من المنافسة، أن تقوم الحكومة بإعفاء المحال من الضرائب والرسوم خلال شهر رمضان.