الثورة – همسة زغيب:
المعلم هو من يعد الأجيال ويرشدها لتحمل المسؤوليات الضخمة، بقي المعلم السوري على مدى عقود من الزمن ولا يزال نبراساً يضيء طريق العلم والمعرفة، ويحمل في قلبه رسالة سامية، ويسعى من خلالها إلى بناء مجتمع قوي ومتماسك.
نقف اليوم تحية إكبار وإجلال للمعلم في عيده العظيم لما يقدمه لنا، فالتعليم من أعظم الأعمال التي يقوم بها الإنسان وأجلها، والمعلم ليس مجرّد ناقل للمعرفة، بل قدوةً لطلابِه، يحفٍّزُهُم على التفكير الإبداعي والنقدي ويشجّعهم على المشاركة الفاعلة في المجتمع، والعمل من أجل تقدّمِه وازدهاره.
فالمعلم كالرسول في إنارة طريق الأمة وبناء الأجيال المثقفة التي تخدم المجتمع وقد أحسن الشاعر أحمد شوقي وأجاد حين قال:
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ
عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
وللمعلم مكان عظيم، وشرف جليل يتحمل مسؤوليةً جليلةً وأمانةً كبرى، ينقل طلابه من ظلمات الجهل إلى أنوار العلم والمعرفة، ويسهم في وضع حجر الأساس لبناء أمّتِنا بأخلاقِه وعِلمِه وإخلاصِه، فالمعلم خير قدوة ومثال يحتذى، فيجب أن يرى الطالب في معلمه مثال الصلاح والتقوى وأن يكون ملتزماً بطاعة الله، ويزرع المحبة ويحيي نفوس التلاميذ ويفتح أعينهم ليروا الجمال والمعرفة، لأنه القدوة السلوكية، قبل الوالدين، وهم يقضون الكثير من الساعات مع معلميهم أكثر مما يقضوها مع الأهل، لذلك يجب أن يرى الطالب في معلمه مثال الصلاح والتقوى الملتزم بطاعة الله.
وقد أصبح اليوم 20 آذار من كل عام يوماً للاحتفال بالمعلم، وتخصيص هذا اليوم للمعلم هو جزء بسيط له لما يقدمه من أجل الأجيال والأوطان.
نحييك أيّها المعلم ونقول لك ونحن نحتفل بيومك المبارك: أنت الأساس في إنارة عقول الأجيال، وأنت الأساس في بناء الأوطان، لما تقدمه من إنجازات وتضحيات ولما تدفعه من الغالي والنفيس حتى يكون مستقبلنا أفضل، ولك منّا كلُّ التقدير والحب والاحترام، وأدامك الله نبراساً تنير طريق الأمة والأجيال إلى الحق، والعلم والمعرفة، وتبعث فيهم روح الانتماء وحب وطنهم والسعي لرفعته والنهوض به.