الثورة – يامن الجاجة:
كثيرة هي الأسئلة التي كانت محور حديث وتفاعل عشاق ومتابعي منتخبنا الوطني لكرة القدم خلال الأيام الماضية، ولاسيما بعدما أعلن مدرب منتخبنا الوطني الإسباني خوسيه لانا، عن قائمة اللاعبين المستدعاة لتمثيل منتخبنا في أولى مبارياته أمام باكستان، ضمن المجموعة الخامسة من الملحق المؤهل لكأس آسيا (2027).
(الثورة) توجّهت لرئيس مكتب الألعاب الجماعية في الاتحاد الرياضي العام، الكابتن فراس تيت، بجميع التساؤلات التي ينتظر الشارع الرياضي الإجابة عنها، فكان الحوار الآتي:
– من المؤكد أن المباراة الأولى في أي بطولة، أو تصفيات تكون صعبة.. هل يوجد خشية من أي مفاجآت، على اعتبار أن معظم الترشيحات تصب في خانة منتخبنا على حساب نظيره الباكستاني في افتتاح منافسات المجموعة؟
— أؤكد أن الجهاز الفني والإداري يدرك تماماً حساسية وأهمية المباراة الأولى في أي تصفيات، نعم غالباً ما تكون المباريات الافتتاحية هي الأصعب، ليس فقط على المستوى الفني، بل أيضاً من حيث الضغط النفسي والتوقعات، نحن نحترم منتخب باكستان بكل جدية، ولا نعتمد على الترشيحات أو الأرقام السابقة، لأن كرة القدم لا تعترف بالأسماء فقط، بل بالجهوزية والانضباط داخل الملعب، لذلك تم التحضير لهذه المواجهة بأعلى درجات التركيز، وتمت دراسة المنافس بشكل دقيق لتفادي أي مفاجآت.
اللاعبون يدركون حجم المسؤولية، ويدخلون المباراة بعقلية الانتصار، دون استهانة أو تهاون،
نطمح إلى تحقيق بداية قوية تكون بمثابة رسالة واضحة بأن منتخب سوريا حاضر بكل قوة.
– هناك تناقض كبير بين الأسماء التي اعتمد عليها المدرب في المباريات الاستعدادية، وبين تلك المستدعاة لتمثيل المنتخب في أول مباراة رسمية لرجال كرتنا بقيادة خوسيه لانا.. ما تفسير ذلك؟
–أود التوضيح أن التباين بين قائمة المباريات الاستعدادية، وتلك المستدعاة للمباراة الرسمية الأولى، ليس تناقضاً، بل نتيجة طبيعية لعدة عوامل فنية وتنظيمية، المدرب خوسيه استخدم الفترة التحضيرية لاختبار مجموعة واسعة من اللاعبين، بهدف تقييم جاهزيتهم وتفاعلهم مع فلسفته التكتيكية، ومن الطبيعي أن تشهد القائمة النهائية تغييرات، بناءً على تطور مستوى بعض اللاعبين، أو العكس، إضافة إلى جاهزية البعض الآخر بدنياً وفنياً في اللحظات الحاسمة.
نحن نثق بخيارات المدرب، التي تستند إلى رؤية فنية دقيقة، والهدف الأساسي هو بناء منتخب قوي، متماسك، وقادر على تمثيل سوريا بأفضل صورة، سواء الآن أم على المدى البعيد.
– استدعاء أسماء مخضرمة لقائمة المنتخب، مثل السومة والميداني وكروما، وعناصر أخرى تجاوزت مرحلة النضج، وباتت على أعتاب الاعتزال، ينسف خطة تجديد المنتخب التي كان المدرب قد تحدث عنها مراراً وتكراراً.. هل توقفت عملية التجديد أم إن الصبغة الرسمية لاستحقاق المنتخب تفرض الاعتماد على أسماء ذات خبرة وتجارب سابقة؟
— أود أن أوضح أن عملية تجديد المنتخب لم تتوقف، بل تسير بشكل مدروس ومتوازن، استدعاء أسماء مخضرمة مثل السومة والميداني وكروما، لا يتعارض مع مشروع التجديد، بل هو جزء من مرحلة انتقالية طبيعية يمر بها أي منتخب في الاستحقاقات الرسمية، خصوصاً في بداية التصفيات يكون للحضور القيادي والخبرة الميدانية دور حاسم، سواء في ضبط الإيقاع داخل الملعب أم في التعامل مع الضغوط النفسية، لذلك فإن وجود هذه الأسماء في المرحلة الحالية هو خيار استراتيجي، وليس تراجعاً عن خطة التطوير، نحن نؤمن أن دمج الخبرة بالشباب هو المفتاح الحقيقي لصناعة منتخب متماسك ومنافس، وعبر الوقت سيتم ضخ دماء جديدة بوتيرة متزنة تضمن الاستمرارية والنجاح معاً.
– مدير المنتخب رغدان شحادة، أكد عدم استدعاء لاعبينا المحترفين في أمريكا الجنوبية للمنتخب مجدداً نظراً لمطالبهم المالية.. هل بات الاعتماد على المحترفين في أمريكا الجنوبية في خبر كان، أم إنه غياب مؤقت لهؤلاء اللاعبين الذين أثبتت التجربة أهمية وجودهم بتشكيلة المنتخب في أكثر من مركز ؟
— أؤكد أن موضوع استبعاد اللاعبين المحترفين في أمريكا الجنوبية، ليس قراراً نهائياً بقدر ما هو تقييم واقعي للظروف الحالية، نعم هناك صعوبات تتعلق بالجوانب المالية واللوجستية المرتبطة باستدعاء بعض المحترفين من أمريكا الجنوبية، إضافة إلى بعض المطالب التي لم تكن قابلة للتطبيق ضمن إمكانات الاتحاد، لكن هذا لا يعني إغلاق الباب أمامهم بشكل نهائي، نحن لا نستغني عن أي لاعب قادر على تمثيل المنتخب، وقد أثبت بعضهم حضوراً فنياً مميزاً بالفعل، المسألة ببساطة مرتبطة بمدى الجاهزية، الالتزام، وتقدير كل لاعب لقيمة اللعب للمنتخب الوطني.
إذا توافرت الظروف المناسبة، ووجدنا رغبة حقيقية من اللاعب بالانضمام بعيداً عن الشروط التي تتعارض مع سياسة الانضباط والعدالة داخل الفريق، فالباب سيبقى مفتوحاً، في النهاية المنتخب ليس مكاناً للترضية ولا للصفقات، بل لمن يستحق أن يرتدي قميص سوريا، ويدافع عنه بكل شغف ومسؤولية.