الاحتلال يواصل العبث بأمن سوريا وسط غياب المحاسبة الدولية 7 شهداء بعدوان إسرائيلي على “كويا” بدرعا.. والأردن يدين
الثورة – ناصر منذر:
يصعّد الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته الغاشمة على الأراضي السورية، لمحاولة رسم معادلات ميدانية جديدة، مستغلاً حالة الظرف الراهن التي تمر بها سوريا، إذ تشهد مرحلة انتقالية لها متطلباتها وأولوياتها بعد سقوط النظام المخلوع، وفي مقدمتها إعادة بناء مؤسسة عسكرية وطنية، يناط بها مسؤولية الدفاع عن الوطن، وحمايته من أي اعتداءات وتهديدات خارجية، إلى جانب تأمين متطلبات الانتقال السياسي، والعمل على تجاوز التحديات الماثلة على مختلف الصعد، تمهيداً لمرحلة التعافي والاستقرار.
الاحتلال، وبحكم عقليته الاحتلالية والتوسعية، لا يريد مطلقاً أن تنعم سوريا بالأمن والاستقرار، وأن تستعيد قوتها وتماسكها، وهو يواصل العبث بأمنها لمحاولة فرض واقع احتلالي غير قانوني وغير شرعي، والعمل لاحقاً على شرعنة هذا الواقع الجديد أمام المحافل الأممية، ومن هذا المنطلق الاستعماري، يواصل اعتداءاته، وارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين في الجنوب السوري، وآخرها ما حصل اليوم، حيث شن عدواناً جديداً على بلدة كويا في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، راح ضحيته سبعة شهداء في حصيلة أولية، وعدد من الجرحى، وفق ما ذكره مراسل “الثورة” في درعا.
وذكر مراسل “الثورة” أن قوات الاحتلال المتوغلة عملت على طرد السكان من بيوتهم ما أدى لاشتباكات مع سكان البلدة، أدى لسقوط شهداء وجرحى، في ظل قصف من الدبابات والمدافع على البلدة، فيما شهدت البلدة حركة نزوح كبيرة بسبب قصف الاحتلال على السكان، كما وجه الأهالي نداء استغاثة للكوادر الطبية لإسعاف عشرات الجــرحى، وذلك قبل أن يطلب وجهاء البلدة في وقت لاحق، وعبر مكبرات الصوت في الجوامع، من الأهالي العودة للبلدة، وعدم ترك منازلهم والبقاء فيها، والحفاظ على ممتلكاتهم، وذلك بالتوازي مع عمليات تشييع الشهداء الذين بلغ عددهم سبعة شهداء، في حصيلة غير نهائية جراء العدوان الإسرائيلي على البلدة بالدبابات والطيران المسير.
ويأتي هذا العــدوان ضمن سلسلة من الاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإســرائيلي في منطقة حوض اليرموك غرب درعا، حيث احتلت منطقة الجزيرة في وادي معرية ووضعت فيها نقطة عســكرية ومنعت المزارعين والرعاة من النزول إلى الوادي لممارسة أعمالهم، واحتجزت قطعاناً من الأغنام وأطلقت النار تجاه الأهالي.
وفي ردود الفعل العربية على العدوان الغادر، أدانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات توغل قوات الاحتلال وقصفها بلدة كويا، معتبرة ذلك خرقاً فاضحاً للقانون الدولي، وانتهاكاً صارخاً لسيادة ووحدة سوريا، وتصعيداً خطيراً لن يسهم إلا بمزيد من الصراع والتوتر في المنطقة.
ونقلت وكالة بترا، عن الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، تأكيده رفض المملكة المطلق، واستنكارها للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على أراضي الجمهورية العربية السورية، في خرق واضح لاتفاقية فك الاشتباك للعام 1974 بين إسرائيل وسوريا.
وحذر القضاة، من مغبة تفجر الأوضاع في المنطقة، مجدداً التأكيد على وقوف المملكة مع سوريا الشقيقة وأمنها واستقرارها وسيادتها.
سوريا سبق وأن أدانت الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على درعا في 17 مارس 2025، والتي أسفرت عن مقتل مواطنين سوريين، وأدت إلى إصابة 19 آخرين في ذلك الحين، مؤكدة أن هذا العمل العدواني هو جزء من حملة تشنها إسرائيل ضد الشعب السوري والاستقرار في البلاد. موضحة بأن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية لا يشكل فقط انتهاكاً للقانون الدولي، بل يمثل أيضاً تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والدولي.
ودعت أيضاً، الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجميع الهيئات الدولية المسؤولة إلى التحرك دون تأخير لوضع حد لهذه التصرفات غير القانونية وتطبيق اتفاق 1974.
وفي ظل مواصلة الاحتلال اعتداءاته، وتوغلاته السافرة، فإن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ مواقف واضحة لإدانة هذا العدوان غير المبرر، والعمل بشكل فعال للضغط على الاحتلال لوقف اعتداءاته، والانسحاب من المناطق التي احتلها، لاسيما وأن تلك الاعتداءات المتواصلة من شأنها إشعال فتيل التوتر في المنطقة كلها، ما يهدد أمن واستقرار شعوبها.