خطة لبنان وسوريا لترسيم الحدود خطوة إيجابية

الثورة- ترجمة هبه علي:
بعد عقود من الحدود غير المحدّدة، والمثيرة للجدل أحيانا بين البلدين، وقعت الحكومتان اللبنانية والسورية اتفاقيةً لترسيم حدود كلٍّ منهما، وهي خطوةٌ قال عنها ضباطٌ عسكريون لبنانيون سابقون وخبراءٌ خارجيون إنها قد تُشير إلى بداية عهدٍ جديد من التعاون، لكنها ستعتمد بشكل كبيرٍ على الإرادة السياسية.
وتتضمن الاتفاقية التي تم توقيعها أواخر الأسبوع الماضي في السعودية “تشكيل لجان قانونية ومتخصصة بينهما في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق بين الجانبين للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية، وخاصة تلك التي قد تنشأ على الحدود بينهما”، بحسب وكالة الأنباء السعودية .
وقّع الاتفاقية وزير الدفاع اللبناني العماد ميشال منسا ونظيره السوري اللواء مرهف أبو قصرة، وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنه تم خلال اللقاء بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك بين سورية ولبنان، بما يعزز الأمن والاستقرار بينهما.
ومن المتوقع عقد اجتماع متابعة في المملكة، بحسب الوكالة نفسها.
ويأتي الاتفاق في وقت حساس للغاية وذو أهمية تاريخية لكلا البلدين، فسوريا تعمل على إعادة البناء وسط استمرار العنف في أعقاب السقوط المذهل للديكتاتور بشار الأسد، في حين يحاول الرئيس اللبناني الجديد التعامل مع وقف إطلاق النار الهش مع إسرائيل والمساعدة في إعادة بناء أجزاء من بلاده- بما في ذلك أجزاء من بيروت- التي دمرتها القوات الإسرائيلية.
وقد تجلى هشاشة الوضع الراهن بالنسبة لكلا البلدين في وقت سابق من هذا الشهر عندما أسفرت الاشتباكات الحدودية العنيفة عن مقتل 10 أشخاص.
وفي هذا السياق، قال ضباط وخبراء لبنانيون سابقون كبار لموقع “بريكينج ديفينس”: إن الاتفاق الجديد، بما في ذلك خطط ترسيم الحدود على طول الحدود التي يبلغ طولها نحو 230 ميلاً، يشير بالتأكيد إلى خطوة إيجابية في العلاقات بين البلدين، لكنه سيعتمد على الإرادة السياسية والعملياتية لتحويل المحادثات إلى سياسة وعمل.
قال العميد المتقاعد في الجيش اللبناني وهبي قاطيشا لموقع “بريكينج ديفنس”: “إذا تم تطبيق الاتفاق الإداري والتنسيق الأمني على جانبي الحدود، فسوف يشكل ذلك حقبة جديدة لكلا البلدين وأساسا جيدا لمزيد من التطوير نحو ترسيم الحدود”.
اتفق المحلل آرام نركيزيان مع هذا الرأي، قائلاً: “إن مشاركة اللبنانيين والسوريين في أي نقاش حول ترسيم الحدود، ناهيك عن أمنها، أمرٌ إيجابي.
وقال نيركيزيان، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن العاصمة، لموقع بريكينج ديفينس: “البديل هو المزيد من عدم الاستقرار والمخاطر عبر الحدود في حدود تتباعد فيها الخرائط اللبنانية والسورية في طرق رئيسية”.
وحذر العميد المتقاعد خليل الحلو من أن الكلام العلني يجب أن يقابله تقدم على الأرض، وهو ما سيستغرق وقتا، وقال: “ترسيم الحدود لا يتم بين عشية وضحاها، إنها عملية طويلة جدا، هناك العديد من القضايا الحدودية التي تتطلب إعادة النظر فيها أولًا لتحديد نقاط الحدود الإشكالية وحلّها”.
وأضاف الحلو أن تطبيق المتطلبات العلمية لترسيم الحدود سيستغرق سنوات، إلا أن المنهج العلمي يتطلب إرادة سياسية دائمة من الجانبين، هذا موجود لدى الجانب اللبناني، أما الجانب السوري، فيبقى أن نرى.
وفي رأيه، قال العميد المتقاعد في قوى الأمن اللبناني ناجي ملاعب: إن “نية السوريين الاعتراف للمرة الأولى بضرورة ترسيم الحدود هو إنجاز، وتبقى التفاصيل للمستقبل”.
وأضاف أن التداخل السكاني في بعض النقاط على الحدود قد يوقف المشكلة، لكن “إذا كانت هناك ضمانة سعودية مستقبلية لبعض الحلول التي قد تشمل ترسيم الحدود البرية، فإن ذلك سيعفينا مستقبلا من كثير من الأمور الإشكالية”.
وقال نيركيزيان: إنه من الصعب أن نقول ما إذا كان “أي من هذا سيؤدي إلى مجموعة دائمة من الترتيبات على أساس تفاهم مشترك حول مكان الحدود، وكيف يجب على المجتمعات التي تعيش عبر الحدود استيعاب السيادة اللبنانية والسورية”.
وقال: “إننا لا نزال في بداية الطريق على أقل تقدير، ولكن مشاركة اللبنانيين والسوريين على الأقل أمر مشجع، والأمر الأكثر تشجيعا هو أن المملكة العربية السعودية تلعب دورا نشطا في الوساطة بين البلدين”.
المصدر- Breaking Defense

آخر الأخبار
الوزير الشيباني: شروط سوريا ثابتة وهذا موعد توقيع الاتفاق الأمني مع إسرائيل تضمنت 28 بنداً.. ما الذي نعرفه عن خطة ترامب لوقف الحرب الروسية الأوكرانية؟ بنية هشة وإمكانات محدودة تثقل كاهل سكان ريف دمشق مع قدوم الشتاء وزارة الدفاع تشارك في فعاليات هيئات التدريب بالجامعة العربية بيت سحم بين تراجع الخدمات وجهود المعالجة.. الأهالي بانتظار حلول جذرية بعد القمع والحرب.. المرأة السورية تصوغ مستقبلها الآمن الطريق إلى الوعي الغذائي.. يبدأ بمسح وطني شامل أذربيجان وتركيا تعمقان تعاونهما في الملف السوري إضرابات على بعض خطوط دمشق بعد تخفيض التعرفة.. ومؤسسة النقل تتدخل لضمان الخدمة بعد انقطاع لأعوام.. عبور أول قافلة ترانزيت من سوريا إلى الخليج عبر باب الهوى مع تراجع حضور الكتاب.. الملخصات تفرض نفسها وتعمّق أزمة الدراسة الجامعية إيجارات المنازل في حلب تواصل ارتفاعها.. هل من حلول بالأفق؟ المنتخب الوطني للكيك بوكسينغ يشارك في بطولة العالم بأبوظبي مدونة السلوك الجديدة... خطوة لإعادة بناء الثقة بين المواطن ورجل الأمن تحركات حكومية تمهد لإصلاح مصرفي شامل قاتل في سوريا.. من هو "طبطبائي" الذي قتلته إسرائيل بـ"الضاحية الجنوبية"؟ وصفات صندوق النقد الدولي بين الفرص والمخاطر قوى الأمن الداخلي في حمص تمدد حظر التجوال إثر تصاعد التوترات الطائفية حمص.. اختبار الخوف ومسؤولية النجاة أعطال السيارات في إدلب.. جدل حول جودة المازوت وشركة البترول ترد