الثورة – فؤاد الوادي:
على وقع المجازر الوحشية والإبادة المتواصلة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، تتصاعد أزمة الجوع والعطش بفعل الحرب المستمرة والحصار المطبق الذي لا يزال يفرضه الاحتلال.
وذكرت وكالة ” وفا ” الفلسطينية أنه مع شح الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية الأخرى وارتفاع أسعار ما تبقى منها، أغلقت بعض المحال التجارية أبوابها، والمخابز والتكايا (بنوك الطعام) أيضا، بالتزامن مع أزمة عطش غير مسبوقة، بفعل تدمير الاحتلال محطات تحلية المياه، والبنى التحتية للشبكة التي تمثل عصب الحياة في القطاع.
يأتي ذلك بينما واصلت قوات الاحتلال قصفها العنيف على مواقع واسعة من قطاع غزة، خصوصا في خان يونس ورفح جنوبا، ودير البلح في المحافظة الوسطى، مستهدفة عائلات بأكملها، الأمر الذي أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من الفلسطينيين اليوم الثلاثاء.
في غضون ذلك، تلقت حكومة الاحتلال مقترحا مصريا جديدا لصفقة تبادل أسرى مقابل وقف إطلاق النار في القطاع، يشمل الإفراج عن ثمانية أسرى إسرائيليين أحياء مقابل وقف لإطلاق النار لمدّة تصل إلى 70 يوما، وذلك وفقا لموقع العربي 21.
ويتضمن المقترح المصري إعادة 8 أسرى إسرائيليين أحياء، بينهم الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، إضافة إلى جثث 8 أسرى، ويتضمن أيضا إعادة فتح محور نتساريم، وعودة سكان غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، والنقاش حول المرحلة الثانية، مع ضمانات من الوسطاء.
وأشار الموقع إلى أن “الحديث يدور حول محاولة وساطة للتقريب بين موقف حركة حماس، التي وافقت على الإفراج عن 5 أسرى، وبين المطلب الإسرائيلي بالإفراج عن 11 أسيرا.
وتدعي حكومة الاحتلال وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، بحسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وترفض “إسرائيل” مناقشة المقترح المصري بسبب البند الذي يتطلب مناقشة إنهاء الحرب، وهو الأمر الذي تعارضه بشدة، وحتى الآن تحظى الأخيرة بدعم أمريكي في معارضتها، وتأمل الأطراف أن يساعد لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في الضغط على “إسرائيل’”.
وعقب لقائه الرئيس ترامب في البيت الأبيض الاثنين، ادعى نتنياهو، أن حكومته تعمل على صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع حركة حماس لإطلاق سراح جميع الأسرى في قطاع غزة.
وقال نتنياهو: “نعمل على صفقة أخرى ونأمل أن ننجح في إطلاق سراح جميع المختطفين، وإخراج حماس من غزة”، دون مزيد من التفاصيل.
وفي وقت سابق، عُقد اجتماع بين نتنياهو والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وعلى إثره صرّح مصدر إسرائيلي ضمن وفد نتنياهو بأن “هناك تحركات داخل “حماس”، والاجتماع الليلة يُعتبر حاسما”.
وتابع المصدر الإسرائيلي: “يوجد تنسيق كامل بين “إسرائيل” والولايات المتحدة. نبذل جهدًا لإخراج أكبر عدد ممكن من المختطفين في المستقبل القريب، والرسالة التي ننسقها مع ترامب لها أهمية حاسمة دائما، وخاصة في هذه اللحظات”.
ومطلع آذار الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين “حماس” و”إسرائيل” بدأ سريانه في 19 كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية. لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية.
