الثورة:
لما كان النظام البائد قد اتبع أسلوباً متعمداً لرفع أسعار المحروقات، ناهيك بصعوبة تأمينها، فقد عانى أغلب القاطنين في المناطق الباردة في حماة من الظروف السيئة ألجأهم للتحطيب وقطع الأشجار لتأمين بعض الأخشاب تقي عائلته برد الشتاء القارس فيما استخدمها البعض الآخر لطهو الطعام وغيره من الأمور الضرورية لاستمرار الحياة.
مبادرات أهلية
شهدت منطقة مصياف مؤخراً العديد من المبادرات المجتمعية والأهلية نظمها العديد من شباب مدينة مصياف وقراها رداً على التعديات السابقة ونتيجة لتعرض الثروة الحراجية في منطقة مصياف، متمثلة بجبالها الخضراء للعديد من التعديات كالقطع الجائر أو الحرق والتحطيب والتفحيم وغيرها في زمن النظام البائد.وإيماناً من شباب الوطن في مصياف جرى تنظيم فعاليات متكاملة في المدينة بالتعاون بين أهالي المجتمع المحلي ووزارة الزراعة من خلال تنفيذ العديد من حملات التشجير لتحريج المواقع المحروقة أو المتدهورة وإعادة استزراعها من جديد.تشجير 500 غرسة حراجية.
رئيس شعبة الحراج في مصياف المهندس عبد الهادي الحكيم أشار لـ”الثورة” إلى اقتراح إلى مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي، فحواه تنفيذ فعالية تحت مسمى دروبنا الخضراء تتضمن تشجير موقع المشهد العالي بــ300 غرسة حراجية من أنواع الغار والخرنوب والسماق وإكليل الجبل.وبين أن الشعبة رفعت العدد إلى 500 غرسة حراجية تنوعت بين مئة غرسة للسنديان ومئة أخرى من الزنزرخت نتيجة الإقبال الشديد من المواطنين والأهالي المشاركين في الفعالية.
تغطية المواقع المتدهورة
وأشار الحكيم إلى أن الهدف من هذه الفعالية إعادة التغطية الحراجية للمواقع المتدهورة والغابات الخضراء إلى رونقها الجميل في مختلف المحافظات وفي مدينة مصياف خاصة المشهورة بطبيعتها الساحرة وجبالها العالية وخاصة موقع المشهد العالي.
اندفاع ذاتي وطوعي
وذكر المهندس إياد إدريس- من دائرة زراعة مصياف، أن الحملة التي شهدت مشاركة واسعة من قبل فعاليات أهلية واجتماعية وشبابية وحزبية في منطقة مصياف اتسمت بطابع طوعي للعمل واندفاع ذاتي للمشاركة انطلاقا من قيمة الشجرة وفوائدها وضرورة حمايتها خاصة في ظل ما تعرضت له من تعديات مؤخراً.الحملة- بحسب إدريس- تضمنت زراعة حوالى ألف غرسة حراجية متنوعة من أصناف الصنوبر الثمري والغار والزعرور والبطم على مساحة 15 دونماً بمشاركة 150 متطوعاً ومتطوعة، وعدد من أطفال المدارس.وأوضح بلال الجابر أحد منظمي الحملة أنها تأتي استمراراً لحملات نفذتها فعاليات مختلفة في عدة مواقع تحت عنوان معاً لنزرع الشجر والحب والخير والجمال بهدف الرد على الاحتطاب الجائر بحق الثروة الجراحية بأسلوب حضاري يعكس أصالة قيم ومبادئ أهالي المنطقة، منوهاً بالجهود المبذولة من قبل مديرية زراعة حماة ودائرتي الحراج والزراعة في مصياف لتأمين الغراس بشكل مجاني.أوضح تمام قبلان- من المنظمين للحملة، أن المبادرة تعزز مفاهيم العمل التطوعي وتسهم في نشر التوعية بين جيل الشباب خاصة مع وجود ثروة حراجية خاصة في مصياف تحتاج للاهتمام والمتابعة منعا للتجاوزات والاحتطاب الجائر والحرائق، لأن الغابات بخضارها وبهجتها هي عنوان الجمال ولأنها رئة الطبيعة التي يزينها الغطاء النباتي فاستمرارها يعني أوكسجين الحياة ورئتيه.ولأن أغلب غاباتنا الخضراء تعرضت سابقا للتدهور في غطائها النباتي الذي كان وما زال ضرورة ملحة لكل مدينة وبلدة مما جعلها في موعد قريب مع التصحر الذي بات مشكلة حقيقية تهدد غاباتنا الخضراء.
حماة تنبض من جديد
بعد تحرير محافظة حماة من آثار النظام البائد، أعطت المحافظة قدراً كبيراً من الاهتمام لرعاية الغابات وحمايتها، وأولى عبد الرحمن السهيان محافظ حماة الثروة الحراجية مزيداً من الاهتمام.وأطلقت حملة شوارعنا الخضراء في شهر آذار الماضي تحت رعاية المحافظ على كامل مساحة المحافظة ضمن مبادرة “حماة تنبض من جديد”، بهدف تشجير شوارعنا وإعادة الحلة الخضراء لها وزرع الأمل في نفوس أبنائها، وتجسد الغرسات مصدراً للطموح والسعادة يأمل أهالي حماة الوصول إليها من خلال عودة البهجة والألق واللون الأخضر إلى كل جزء فيها في أقرب وقت ممكن.
تحريج المواقع الحراجية
انطلقت في شتى مدن وبلدات المحافظة حملات التشجير للمساحات المتضررة وانطلقت في مدينة حماة إعادة تأهيل دوار عين اللوزة بشكل حديث مما يعزز من جمالية المدينة، ولاقت حملة التشجير أيضاً في سلحب وحورات عمورين والعشارنة بريف حماة الغربي تعاوناً لافتاً لتحقيق التنمية البيئية.من جهة أخرى شهدت حملة التشجير في سلمية بريف حماة الشرقي بحضور مدير المنطقة أمين سويد تعاوناً بين مؤسسة الآغا خان والمجلس الإسماعيلي ومجلس مدينة السلمية. ولفتت حملة التشجير في صوران وريف حماة الشمالي على التعاون البيئي ورعى حملة تشجير بلدة الشيحة بريف حماة الغربي محافظ حماة.
وبدأت حملة تشجير في بلدات بسيرين وتيزين وكفربهم بمشاركة الأهالي في غرس الشجار إضافة لحملات التشجير في مدينة حلفايا بحضور مدير مدينة محردة.
كل هذه النشاطات جرت بمشاركة فاعلة من مختلف الفعاليات الأهلية لتعزيز البيئة المحلية وتحقيق التوازن البيئي في المناطق المتضررة وزيادة رقعة المساحات الخضراء.