الثورة-أسماء الفريح:
بدأ حجاج بيت الله الحرام منذ صباح اليوم الثامن من شهر ذي الحجة بالتوافد إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، تقرباً إلى الله تعالى برجاء القبول والمغفرة، واقتداء بسنة النبي محمد، عليه الصلاة والسلام.
وذكرت “واس” أن الحجاج سيبقون في مشعر منى إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة، ثم يعودون إليها بعد “النفرة” من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام (10 – 11 – 12 – 13)، ورمي الجمرات الثلاث، جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجّل.
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي “محسر”.
ويعد المشعر ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الجمار، وذبح فدي إسماعيل -عليه السلام-، ثم أكد نبي الهدى -صلى الله عليه وسلم- هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستنّ المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد “الخيف”، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى ومازال قائمًا حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته وعمارته في عام 1407هـ.
ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى، بيعتا العقبة الأولى والثانية.
واستشعارا منها للفترة الزمنية التي يقضيها الحجاج في منى، وإيمانًا بحجم المتطلبات التي تضمن راحة ضيوف الرحمن خلال فترة أداء مناسكهم، جاء اهتمام الحكومة السعودية بالمشعر وتوفيرها الخدمات الأمنية والطبية والتموينية ووسائل النقل؛ للتسهيل على قاصدي بيت الله الحرام حجهم، وأداء مناسكهم بروحانية وطمأنينة.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلةً في الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة، عن بثها (36,866,159) مليون رسالة نصيّة (SMS) على جوالات الحجاج ومقدمي الخدمة، بلغات عالمية مختلفة، منذ بدء موسم الحج وحتى اليوم وذلك ضمن الخطة التنفيذية لأعمال التوعية بالحج.
وتناولت الرسائل شرح مناسك الحج والعمرة، والتعريف بخدمة الهاتف المجاني والمكتبة الإلكترونية، إلى جانب التأكيد على أهمية الالتزام بالتعليمات التي تضمن أمن وسلامة ضيوف الرحمن.
بدورها، قالت الهيئة السعودية للمياه بأن إجمالي كميات المياه التي ضختها منظومة المياه في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، في اليوم السابع من ذي الحجة بلغت (928,544) متراً مكعباً، فيما بلغ مجموع كميات الضخ خلال الأيام السبعة الأولى من ذات الشهر، (5,918,544) متراً مكعباً، مشيرة إلى أن المنظومة تعمل بكامل طاقتها لضمان إيصال المياه إلى كل المشاعر المقدسة ومكة.