الثورة – نيفين أحمد:
بعد سنوات من الإغلاق، بسبب تعرضه لقصف إسرائيلي، تم الإعلان أمس عن إعادة فتح معبر العريضة الحدودي بين سوريا ولبنان، عقب إنجاز بعض عمليات الإصلاح والصيانة للمعبر، بما يضمن سهولة التنقل وانسياب حركة العبور، ما ينعكس بشكل إيجابي على مصلحة البلدين، اقتصادياً وسياسياً.
وفي هذا الإطار، قال وائل علوان، الباحث في مركز جسور للدراسات، إن افتتاح معبر العريضة هو جزء من الاستقرار الذي تشهده الحالة السورية على مستوى الاستقرار الأمني الداخلي، وعلى مستوى الاستقرار الحكومي بإعادة تفعيل المؤسسات بشكل كامل بتقديم الخدمات للمواطنين.
ولفت علوان، في تصريح خاص لـ”الثورة” إلى مستوى آخر مهم جداً، وهو إعادة رسم العلاقات مع الأطراف الخارجية لاسيما دول الجوار على أسس صحيحة، وأن تكون الدولة والقوانين المحلية النافذة والاتفاقيات البينية هي أساس التعامل الذي يبنى على تعاون تجاري وأمني، وعلى تحقيق الاستقرار والسلم على المستوى الداخلي والخارجي، بالتعاون مع الحكومات في الدول المجاورة، وليس استمرار المشكلات التي كانت تسود العلاقات مابين النظام البائد ودول الجوار.
عقدة جغرافية
ويعد معبر العريضة أحد أبرز المعابر البرية الرسمية بين البلدين، ويصل محافظة طرطوس بمحافظة عكار اللبنانية.
وعلى الرغم من موقعه الاستراتيجي، بقي هذا المعبر مغلقاً منذ الثورة السورية في 2011 إلا ما ندر من حركات عبور محدودة تتعلق بإدخال مواد غذائية أو تنسيق إنساني.
ووفق صحيفة النهار اللبنانية، فإن إعادة تشغيل المعبر، جاء بعد سنوات من الجمود الدبلوماسي بين السلطة اللبنانية من جهة والنظام البائد من جهة أخرى.
من جانبها، ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية، أن البعض في سوريا ولبنان، يروج لإعادة فتح المعبر كخطوة “إنعاشية”، تسهم في تنشيط الحركة التجارية وتخفف من وطأة الانهيار النقدي الحاد الذي يعصف بالبلدين.
وبحسب محللين في “مركز سوريا في العمق”، استُخدم معبر العريضة ومعابر أخرى لتمرير المحروقات، الدواء، القمح، وحتى البشر، بعيداً عن أعين الرقابة الجمركية أو الضوابط القانونية في عهد النظام البائد، ما جعله جزءاً من شبكة نفوذ يديرها تجار الحدود.
وتتزامن عودة تشغيل المعبر مع خطوات لبنانية لفتح قنوات سياسية غير مباشرة مع الحكومة السورية الجديدة وفقاً لصحيفة المدن اللبنانية، فيما يرى محللون من مركز “كارنيغي للشرق الأوسط” أن خطوة فتح المعبر قد تكون تمهيداً لتطبيع اقتصادي تدريجي مع دمشق دون إعلان سياسي مباشر.
ومن الناحية الأمنية، تبدي مصادر محلية في عكار وفق ما ذكرته صحيفة الشرق الاوسط تخوفاً من أن يتحول المعبر مجدداً إلى ممر لتسلل المهربين وتجارة السلاح والممنوعات في ظل غياب رقابة حقيقية من الدولة اللبنانية التي بالكاد تفرض سلطتها في هذه المنطقة.
وبحسب “صوت لبنان”، أشار أحد أعضاء غرفة التجارة والصناعة بلبنان، إلى أن بيروت تتطلع للاستفادة من سوق سوري مفتوح للبضائع اللبنانية، ووسيلة لتخفيف الأعباء عن المرافق الحدودية الأخرى.
وكانت قد أعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية الثلاثاء إعادة افتتاح معبر العريضة الحدودي بين سوريا ولبنان، بعد انتهاء المرحلة الأولى من أعمال الصيانة والتأهيل بعد إغلاق استمر 6 أشهر إثر غارات إسرائيلية استهدفت محيطه، وأوضحت الهيئة عبر قناتها في “تلغرام” أنه تم افتتاح المعبر لتسهيل حركة عبور الأهالي خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، على أن تُستكمل بقية أعمال الترميم والتجهيز بعد العطلة.