الثورة- منهل إبراهيم:
“باتريوت”.. قصة طويلة الفصول لصاروخ دفاعي بدأتها أميركا قبل 6 عقود، وهي منظومة دفاع جوي صاروخية من نوع أرض جو، تستخدم للتصدي للطائرات والصواريخ الباليستية، وتتميز بأنظمة متقدمة للصواريخ الاعتراضية ورادارات عالية الكفاءة.
وحل “باتريوت” محل كل من نظام “نايك-هرقل” للدفاع العالي والمتوسط ونظام “إم آي إم-23 هوك” (MIM-23 Hawk) التكتيكي للدفاع المتوسط، فضلاً عن دوره كنظام مضاد للصواريخ الباليستية “تي بي إم” (TBM)، وهي مهمته الرئيسية في الوقت الحاضر.
وفي خطوة عسكرية لافتة نقل الجيش الأميركي كتيبة من منظومة الدفاع الجوي “باتريوت” من منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى الشرق الأوسط، وتمت عبر ما لا يقل عن 73 طلعة جوية بواسطة طائرات الشحن من طراز “سي-17″، وفق ما كشفه الأدميرال صموئيل بابارو، قائد القيادة البحرية الأمريكية في منطقة المحيطين.
وأوضح الجيش الأميركي أن نشر هذه المنظومة المتطورة يأتي في توقيت حرج، وتتمتع الكتيبة المنقولة بقدرة عالية على اعتراض الصواريخ والطائرات، ما يعزز الدفاعات الجوية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.
وكشف بابارو عن هذه التفاصيل خلال جلسة استماع في الكونغرس، كان يرافقه خلالها الجنرال كزافييه برونسون، قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية.
وأكد بابارو أمام أعضاء مجلس الشيوخ على أهمية تعزيز القدرات اللوجستية الأميركية، مشدداً على أن “الاستدامة كانت مفتاح النصر في الحرب العالمية الثانية”، في إشارة إلى أهمية الإمدادات العسكرية المستمرة في مواجهة التهديدات.
وفي السياق نفسه، قال جوناثان روه، مدير السياسة الخارجية في المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، لموقع “أكسيوس”: إن الجسر الجوي الذي أُنشئ لنقل كتيبة الباتريوت يُعد ضرورياً لحماية القواعد الأميركية الرئيسية وشركائها في الشرق الأوسط، والتي وصفها بأنها “أكثر عرضة للخطر من إسرائيل” بسبب تهديدات الصواريخ الإيرانية القصيرة المدى.
وأضاف أن هذا النشر يعزز أيضاً موقف الولايات المتحدة التفاوضي في أي محادثات مرتقبة مع طهران.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من التعزيزات الأمنية التي تنفذها القيادة المركزية الأميركية، حيث أعلنت انضمام حاملة الطائرات “كارل فينسون” إلى نظيرتها “هاري إس ترومان” في مياه المنطقة، مع بث لقطات لطائرات مقاتلة تقلع من سطح الحاملة.
وأظهرت صور أقمار صناعية وجود عدد غير معتاد من قاذفات “بي-2” الاستراتيجية في جزيرة دييغو غارسيا الواقعة في المحيط الهندي، وعلّق الخبير هانز كريستنسن من اتحاد العلماء الأمريكيين بأن هذا الانتشار الجوي “ضخم بشكل غير مسبوق”.
وتُعد منظومة باتريوت جزءاً محورياً من شبكة الدفاع الجوي الأميركي، وقد صممتها شركة “رايثيون” لاعتراض الصواريخ والطائرات قبل وصولها إلى أهدافها.
وتبلغ قدرتها على اعتراض الأهداف الجوية حوالي 160 كيلومتراً، بينما يمكنها التعامل مع الصواريخ الباليستية على مدى يصل إلى 75 كيلومتراً، وتاريخياً، فإن أول تواجد لمنظومة “باتريوت” في الشرق الأوسط كان في حرب الخليج عام 1991.
وتتميز النسخة الأحدث من منظومة باتريوت، PAC-3 MSE، بتحسينات كبيرة في قدرتها على اعتراض التهديدات الجوية والصاروخية بفضل نظام التوجيه المتقدم الذي يعتمد على تقنية Hit-to-Kill، وتم تزويد النسخة بمحركات دفع أقوى تمنحها مدى أطول وقدرة على المناورة في ارتفاعات أعلى.