الثورة – يامن الجاجة:
أعلن اتحاد كرة القدم، منذ عدة أيام، عن إطلاق منصة إلكترونية مخصصة لتسجيل اللاعبين المغتربين الراغبين بتمثيل منتخباتنا الوطنية. وهو ما يشكل مبادرة تعكس وجود نية، ومحاولة للتطوير، لكن يبقى هناك الكثير من الشكوك والمخاوف حول جدوى تنفيذ هذه الخطوة، وفق الصيغة الحالية التي تقوم على استلام مقاطع فيديو من اللاعبين بالبريد الإلكتروني، حيث يحمل هذا التوجه في طياته الكثير من التحديات التي قد تؤدي لنتائج سلبية أكثر مما هو منتظر ومتوقع من إيجابيات.
مخاوف
وتتلخص النقاط التي يتخوف منها كثيرون في عدة جوانب، كما هو حال مسألة اعتماد الكم على حساب الجودة والنوع، وكذلك غياب العين الخبيرة التي من شأنها أن تختار الأفضل والأكثر استحقاقاً لتمثيل منتخباتنا، والأهم من كل ذلك أن فتح المجال أمام اللاعبين للتواجد في منتخباتنا بناءً على رغبتهم فقط، ودون وجود شروط تحدد من يحق له التقدم إلى المنصة المذكورة، يعطي طابعاً بأن إطلاق المنصة لا يعدو كونه تحركاً إعلامياً بعيداً كل البعد عن أي صيغة أو صبغة احترافية.
تساؤلات وغياب التخطيط
ويأتي إطلاق المنصة، ليطرح تساؤلات عن الدور المنوط بالكادر الفني المُشكَل في أوروبا، لمتابعة وتدريب اللاعبين المغتربين من أصول سورية، والذي تم الإعلان عنه بعد تشكيل اللجنة الاستشارية في اتحاد كرة القدم، واستلامها مهامها قبل نحو شهرين، ويؤكد إطلاق المنصة المذكورة عدم اعتماد خطة عمل مدروسة للتعامل مع ملف اللاعبين المغتربين، ولا سيما في ظل غياب القناعة بعمل لجان اللاعبين المغتربين التي تم تشكيلها خلال السنوات الماضية من قبل مجالس إدارة اتحاد اللعبة الشعبية الأولى.
اجتهاد
وبعيداً عن استباق الأحكام، والتعاطي بإيجابية تامة أو سلبية تامة، مع مسألة إطلاق المنصة، فإن أحداً لا يختلف على أن إطلاق المنصة هو اجتهاد، يبقى أن نرى نتائجه ليتم الحكم عليه بشكل دقيق.