الثورة:
احتفلت الطوائف المسيحية في سوريا اليوم بعيد الفصح المجيد، وذلك بإقامة الصلوات والقداديس في الكنائس وأماكن العبادة على نية السلام والاستقرار وتعافي البلاد، ونشر الأمل والفرح بين أبناء الوطن وفي العالم.
دمشق: سوريا ستبقى دائماً منارةً للأمم
ففي كاتدرائية مار جرجس البطريركية للسريان الأرثوذكس بدمشق، أقيم قداس ترأسه قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، تحدث فيه عن معاني عيد الفصح المجيد السامية، والتي تتمثل في انتصار الخير على الشر والمحبة والسلام على الحرب والعدوان، مبيناً أن الانتصار الحقيقي يتحقق عندما يركز الإنسان على بناء نفسه وبلده.
ووفق ما ذكرته “سانا”، دعا البطريرك أفرام الثاني إلى الصلاة من أجل سوريا الجديدة، متمنياً التوفيق للقائمين في الحكومة الجديدة في سبيل تحقيق الخير والسلام والاستقرار والرفاهية لأبناء البلاد الذين عانوا كثيراً.
وأشار بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي في عظته بكاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك إلى أهمية الحوار المشترك بين المسلمين والمسيحيين، لبناء مستقبل مشرق قائم على الأخوة والاحترام والصدق المتبادل.
وفي مطرانية الأرمن الكاثوليك كنيسة سلطانة العالم، أشار رئيس طائفة الأرمن الكاثوليك المطران جورج اسادوريان إلى أن قيام السيد المسيح يعد إشراقة رجاء وإشعاع نور في قلوب المؤمنين، متوجهاً إلى الله بالدعاء ليوفق الحكومة الجديدة في مهامها في سبيل إرساء الطمأنينة والازدهار في عموم البلاد وأن يحل الأمن والأمان فيها.
وقال رئيس أساقفة دمشق وتوابعها للأرمن الأرثوذكس المطران أرماش نالبنديان في عظته بكنيسة مار سركيس للأرمن الأرثوذكس بدمشق: “إن سوريا ستبقى دائماً منارةً للأمم في تعزيز روح التآخي، وسيظل وعي أبنائها الضامن الأكبر لخروجها منتصرة في مواجهة المؤامرات”.
وطالب رئيس أساقفة دمشق للسريان الكاثوليك المطران مار يوحنا جهاد بطاح في عظته بمطرانية مار بولس للسريان الكاثوليك، بوضع الخوف والتعب والآلام والجراح التي خلفتها السنوات الماضية جانباً، والتفكير بالأمل والرجاء بكل إيمان وثقة، داعياً الله أن يمنح القيادة الجديدة في البلاد الحكمة والقوة لتجمع الشعب السوري، الذي عانى كثيراً من أجل بناء وقيام سوريا الجديدة. من جهته أوضح رئيس طائفة اللاتين بدمشق الأب فراس لطفي من كنيسة اهتداء القديس بولس للاتين أننا في هذا اليوم نحتفل بعيد تحريرنا من الظلمة إلى النور ومن العبودية إلى الحرية والتحرر من الخطايا، مهنئاً الحكومة الجديدة بهذه المناسبة، وداعياً إلى الصلاة ليعم الخير على البلاد.
وترأس القس بطرس زاعور رئيس السينودس الإنجيلي في سوريا ولبنان والرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية المشيخية الوطنية بدمشق قداساً دينياً في الكنيسة الإنجيلية أشار فيه إلى بشارة الحق والسيد المسيح الذي هو الخير والحب والسلام، مؤكداً أن العيد مناسبة لدعوة العالم إلى العيش بفرح الانتصار على الخطايا.
واعتبر الأب فريد بطرس راعي كنسية الكلدان بدمشق أن هذا اليوم المقدس يعد فرصة ليغير الإنسان حياته نحو الأفضل والأجمل، على الصعيد الشخصي والكنسي والاجتماعي والوطني.
حمص: نأمل أن نرى سوريا بأفضل مكانة
وفي محافظة حمص، ترأس مطران الروم الأرثوذكس غريغوريوس الخوري قداساً إلهياً في كاتدرائية القديسين الأربعين شهيداً للروم الأرثوذكس بحمص القديمة، قال فيه: “نتمنى أن نرى بلدنا سوريا بجهود أبنائها جميعاً بأفضل مكانة، بلداً يملؤه الازدهار، ويسوده الأمن والسلام قائماً على الحقّ والقانون والعدالة وحماية الجميع، وأن تنهض سوريا بإرثها وتراثها بهمّة أبنائها”.
وفي كنيسة أم الزنار في حمص ترأس مطران حمص وحماة وطرطوس للسريان الأرثوذكس مار متى الخوري قداساً إلهياً أقيمت فيه الصلوات والقداديس، وتضرّع خلاله المصلّون إلى الله أن يعمّ الأمن والسلام في سوريا وكل بقاع الأرض.
درعا: دعاء بمنح سوريا الأمن والاستقرار
وفي محافظة درعا، احتفلت الطوائف المسيحية بعيد الفصح المجيد، حيث أقيمت القداديس والصلوات، ترأسها أصحاب الغبطة البطاركة والسادة المطارنة الذين تحدثوا عن المعاني السامية التي يحملها عيد الفصح المجيد.
راعي كنيسة مار ميخائيل في إزرع نكتاريوس الفرنان قال في تصريح لـ سانا: “احتفلنا في كنيسة مار ميخائيل في حي الغسانية بمدينة إزرع بعيد الفصح المجيد، وتضرعنا لله عز وجل أن يمنح سوريا الأمن والاستقرار، وأن يكون عاماً يعمه الخير والمحبة والتطور والتسامح لبلدنا الحبيب سوريا”.
حلب: الحرية والكرامة ركائز سوريا الجديدة.
وفي محافظة حلب تركزت عظات رؤساء الكنائس على رمزية عيد الفصح وما يحمله من معانٍ للتجدد والحرية والكرامة والتي تشكل ركائز سوريا الجديدة.
بدوره لفت ممثل مديرية الأمن العام بحلب في تصريح لمراسل سانا إلى جهوزية القوى الأمنية في تأمين المصلين انطلاقاً من الواجب الوطني لتحقيق الأمن والاستقرار بكل المناطق.
السويداء: نشر المحبة والسلام
وفي محافظة السويداء، ترأس المطران أنطونيوس سعد، متروبوليت بصرى حوران وجبل العرب والجولان للروم الأرثوذكس، مساء أمس الصلاة وقداس عيد الفصح المجيد في كنيسة القديس جاورجيوس بالمطرانية، حيث أكد على ضرورة تمثل قيم السيد المسيح القائمة على نشر المحبة والسلام بين الناس، وتعميق مفهوم العمل الصالح، داعياً بأن تولد سوريا برؤية وأهداف وتطلعات جديدة تحاكي لغات العالم المتميز.
وفي دير وكنيسة يسوع الملك للآباء الكبوشيين، أكد الأب فادي زيادة راعي الكنيسة بعد ترؤسه قداس عيد الفصح اليوم، أن هذا العيد هو عيد الخروج من الظلام إلى النور، داعياً بأن يكون عيد رحمة وتسامح ومحبة بكل أطياف الشعب السوري، وأمن وازدهار لكل سوريا.
كما أقيمت صباح اليوم في كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية الوطنية يسوع الراعي الصالح صلاة العيد، وأقيمت القداديس في كنيسة القديس مار جاورجيوس للروم الكاثوليك في بلدة عرى، وفي كنيسة المشيخية الوطنية في خربا وفي كنائس المزرعة، وشهبا، وعنز.
من جانب آخر، قام محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور، برفقة قائد شرطة محافظة السويداء العميد نزار الحريري والعميد ثائر عوير رئيس فرع المرور وعدد من الأعضاء التنفيذيين في المحافظة بزيارة للمطران أنطونيوس سعد، وللأب فادي زيادة، ولراعي كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية الوطنية يسوع الراعي الصالح والقس جبرائيل جاك بطة، للتهنئة بعيد الفصح المجيد وللتأكيد على وحدة الشعب السوري والمساواة في المواطنة والتآخي بين جميع المكونات.