الثورة- ترجمة هبه علي:
قال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، كريستوفر هيل الاثنين، إن الوقت قد حان للاستثمار في سوريا ودعم العائدين إلى البلاد ومجتمعاتهم.
وقال ديفيد كاردين للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: “اليوم، لدينا سوريا جديدة، سوريا مليئة بالأمل والفرصة”.
وحذرمن أنه “بينما تراجعت مستويات الصراع في العديد من أجزاء البلاد، فإن الأزمة الإنسانية في سوريا لا تزال بعيدة عن الانتهاء”، حيث يحتاج 16 مليون شخص إلى المساعدة.
تسيرالبلاد على طريق التحول السياسي بعد الإطاحة بنظام الأسد في كانون الأول الماضي وانتهاء قرابة 14 عاما من الحرب الأهلية. كما تعرضت البلاد وجارتها تركيا لزلازل مدمرة في شباط 2023.
وتعمل الأمم المتحدة مع السلطات الانتقالية في دمشق على تطوير إجراءات أكثر كفاءة لتوصيل المساعدات، ومعالجة قضايا مثل نقص التمويل العام، وتبسيط الإجراءات بشكل أكبر.
وكان السيد كاردين يتحدث من عبر الحدود التركية في غازي عنتاب، حيث قامت آلية تابعة للأمم المتحدة بتسليم المساعدات إلى شمال غرب سوريا وخارجها لأكثرمن عقد من الزمان.
وأعلن أن منصبه سيتم إلغاؤه رسمياً اعتباراً من يوم الثلاثاء – كجزء من جهود الأمم المتحدة الانتقالية الرامية إلى تبسيط الاستجابة المنسقة في سوريا تحت إشراف المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في دمشق، بحلول نهاية حزيران.
وأضاف أن الهيكل الحالي ــ الذي أشار إليه لاحقاً بأنه “فريد إلى حدّ ما في السياق العالمي” ــ يتضمن وجود منسقين مختلفين خارج سوريا لدعم تقديم المساعدات إلى البلاد.
واطلع المسؤول الكبير على إنجازات آلية عبور الحدود التي أقرّها مجلس الأمن الدولي في تموز 2014 للسماح بدخول المساعدات إلى مناطق في شمال غرب سوريا لا تخضع لسيطرة الحكومة ويقطنها أكثرمن أربعة ملايين شخص.
وقد سهلت العملية توصيل أكثر من 62 ألف شاحنة من المواد الغذائية والإمدادات الطبية والمأوى الطارئ وغيرها من المساعدات، لتصل إلى ملايين السوريين كلّ شهر.
وقال: إن الأمم المتحدة أرسلت هذا العام حتى الآن 936 شاحنة محملة بالمساعدات إلى كافة أنحاء سوريا من خلال هذه الطريقة عبر الحدود، وهو ما يزيد عن إجمالي ما أرسلته في العام الماضي بأكمله .
وأضاف أن الدعم الإنساني امتد إلى ما هو أبعد من مجرد تسليم مواد الإغاثة.
على مرّالسنين، ساعدت الأمم المتحدة وشركاؤها السوريين على إعادة بناء سبل عيشهم، ودعت في الوقت نفسه إلى حماية المدنيين في مواجهة القصف والغارات الجوية المستمرة. كما نفذوا أنشطة أخرى، بما في ذلك إعادة تأهيل المنازل والمدارس والمستشفيات، وتوفير خدمات التثقيف الصحي والحماية الأساسية.
بالإضافة إلى ذلك، خصص صندوق المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية ما يقرب من 1.1 مليار دولار لمشاريع إنقاذ الأرواح والتعافي المبكر.
وقال السيد كاردين :إن هذا كان ممكناً بفضل الدعم المستمر من المانحين والمجتمع الدولي، وخاصة حكومة تركيا التي كانت داعمة للغاية لآلية العبورعبرالحدود.
قال: “لقد تغيرت الأوقات”، مشيراً إلى وجود 16 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة في سوريا، أي ما يعادل نحو 70% من السكان. معظمهم من النساء والأطفال، ويقيم أكثرمن 40% منهم في مدينتي إدلب وحلب شمال غرب البلاد.
وعلاوة على ذلك، وعلى الرغم من الزيادة التدريجية في أعداد العائدين السوريين هذا العام، فقد نزح نحو سبعة ملايين شخص، مما يجعل أزمة النزوح واحدة من أكبرأزمات النزوح في العالم.
المصدر- UN News