الثورة:
أعلنت وزارة الداخلية أمس، تنفيذ عملية أمنية دقيقة بالتنسيق مع السلطات السعودية، استهدفت شبكات تنشط في تجارة وترويج المخدرات، وذلك ضمن ما وصفته بـ”التعاون الأمني العربي المشترك” لمكافحة هذه الآفة العابرة للحدود.
وصرّح مدير إدارة مكافحة المخدرات، العميد خالد عيد، أن العملية جاءت نتيجة تبادل معلومات استخبارية عالية الدقة بين الطرفين، مكّنت من تنفيذ مداهمات متزامنة في محافظتي إدلب وحلب.
وأسفرت العملية عن توقيف عدد من المتورطين وضبط أكثر من 200 ألف حبة كبتاغون مخبأة داخل معدات صناعية، كانت في طور التجهيز للتهريب خارج البلاد، وتمت إحالة الموقوفين إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
وأكد العميد عيد أن هذه العملية تُعد امتداداً لحملات أمنية متواصلة نفذتها الحكومة السورية خلال الأشهر الماضية، والتي شملت مناطق ريف دمشق والمنطقة الجنوبية وحمص، ونجحت خلالها في تفكيك مصانع ومستودعات ضخمة كانت مخصصة لإنتاج وتخزين الكبتاغون.
سبق أن أعلن وزير الداخلية أنس خطاب، في مقابلة مع قناة “الإخبارية السورية”، أن سوريا “قضت بالكامل على البنية الصناعية لإنتاج الكبتاغون”، مشيراً إلى أن جميع المعامل والمعدات التي كانت تُستخدم لإنتاج هذه المادة قد تم ضبطها أو تدميرها.
وبيّن خطاب أن معظم هذه المنشآت كانت متركزة في ريف دمشق والحدود اللبنانية والمنطقة الساحلية، وكانت تخضع لسيطرة الفرقة الرابعة، بقيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع. وأضاف أن سوريا اليوم خالية من أي معمل نشط لإنتاج الكبتاغون، في خطوة تهدف إلى إنهاء صفحة قاتمة ارتبطت باسم البلاد لسنوات.
ومع طي صفحة النظام السابق، تسعى الحكومة السورية الجديدة إلى استعادة ثقة محيطها الإقليمي والدولي، عبر تفكيك منظومات الجريمة المنظمة، وعلى رأسها تجارة المخدرات التي حوّلت سوريا سابقاً إلى مركز إقليمي لإنتاج وتصدير الكبتاغون، وتعد هذه الحملة الأمنية تأكيداً على التزام دمشق ببناء واقع جديد، خالٍ من شبكات التهريب والفساد، وتعزيز التعاون مع الدول العربية في حماية الأمن المجتمعي.