الثورة:
أدان بابا الفاتيكان ليون الرابع عشر بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في العاصمة السورية دمشق، واصفاً إياه بأنه “جرس إنذار جديد” يعكس استمرار هشاشة الوضع في سوريا رغم مرور أكثر من 13 عاماً على اندلاع الحرب.
قدّم البابا في كلمته الأسبوعية التي ألقاها أمام آلاف المؤمنين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، تعازيه الحارة لأسر الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين، ومعرباً عن تضامنه العميق مع المسيحيين في سوريا والشرق الأوسط.
وقال البابا ليون: “إن استهداف بيت من بيوت الله هو استهداف للسلام، ولروح الإنسان، ولهوية المجتمعات، ما حدث في دمشق يذكّرنا مجدداً بأن سوريا لا تزال في أمسّ الحاجة إلى تضامن دولي حقيقي، وإلى التزام أخلاقي طويل الأمد يضع الإنسان وكرامته في صلب أي عملية إعادة بناء.”
من جانبه، قال الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان، إن البابا أصيب “بحزن بالغ” لدى اطلاعه على تفاصيل التفجير، مؤكداً أن الكرسي الرسولي يعرب عن تضامنه الكامل مع جميع السوريين المتضررين من العنف، داعياً المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم سوريا بمسارات إنسانية وتنموية واضحة.
وفي أعقاب الموقف الفاتيكاني، دعت شخصيات دينية ومدنية سورية إلى تحرك دولي عاجل لضمان حماية أماكن العبادة من التهديدات الأمنية، مشددة على أن الاعتداء على المقدسات هو اعتداء على كرامة الإنسان وهويته الجامعة.
جاء تفجير كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، يوم الأحد 22 حزيران، ليشكّل واحداً من أكثر الاعتداءات دموية منذ المرحلة الانتقالية، ويحمل الهجوم أبعاداً تتجاوز البعد الأمني، إذ يعكس محاولة لضرب التعايش بين مكونات المجتمع السوري، وزرع الفتنة الطائفية في لحظة تعمل فيها الحكومة السورية الانتقالية على ترسيخ قيم المواطنة والتعددية، وفتح صفحة جديدة بعد عقود من القمع والإقصاء تحت حكم نظام الأسد.