الثورة – ناديا سعود:
تتويجاً لجهود حملة “شفاء” الطبية التي أطلقتها وزارة الصحة وامتدت لثلاثة أسابيع، ولتسليط الضوء على إنجازاتها الطبية والإنسانية، أقامت الوزارة اليوم مؤتمراً ختامياً في المدرج الكبير في المستشفى الوطني الجامعي بدمشق.
المؤتمر الذي نظمه المكتب الطبي التابع للتجمع السوري في ألمانيا بالتعاون مع منظمة الأطباء المستقلين (IDA)، حضره وزراء الصحة الدكتور مصعب العلي، والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي، والطوارئ والكوارث رائد الصالح، والقائمة بأعمال السفارة الألمانية مارغريت ياكوب, إضافة إلى ممثلين عن الشركاء والمنظمين.
معاني إنسانية
وزير الصحة الدكتور مصعب العلي أكد خلال كلمته أن حملة “شفاء” حملت معاني إنسانية عميقة، فقد وضع نخبة من الأطباء السوريين في ألمانيا خبراتهم في خدمة أبناء وطنهم، رغم ما يواجهونه من تحديات وعقوبات، لافتاً إلى أن هذه الحملة رسالة حب ووفاء، أثبتوا من خلالها أن الوطن ليس مجرد مكان نعيش فيه، بل هو انتماء وعطاء.
زرع الأمل
وعبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي عن فخره وامتنانه للقائمين على الحملة، قائلاً: مع ختام هذه المبادرة، نقف بفخر أمام من عمل على تقديم الرعاية وزرع الأمل في قلوب المرضى.
تجسد الوفاء والانتماء
بدوره، وصف وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح الحملة أنها تجسد الوفاء والانتماء للوطن، مؤكداً أن السوريين في المهجر هم جسر التواصل بين سوريا والعالم الخارجي، وأن مثل هذه المبادرات تسهم في تضميد جراح البلاد.
تحديات ميدانية
من جهتها، أشادت القائمة بأعمال السفارة الألمانية في دمشق مارغريت ياكوب بالجهود المبذولة، مشيرةً إلى أنها تابعت الحملة منذ بدايتها، وشهدت عن كثب التحديات الميدانية، مثل نقص الكهرباء والتجهيزات، معربة عن أملها بتجاوز هذه الصعوبات مستقبلاً.
مبادرة وطنية
المتحدث باسم المؤتمر الدكتور صادق الموصللي بين أن حملة “شفاء” كانت مبادرة وطنية بامتياز، انطلقت بالشراكة بين التجمع السوري في ألمانيا ومنظمة الأطباء المستقلين IDA وعدد من الشركاء المحليين، بهدف تقديم الدعم الطبي لأبناء الوطن.
عمليات نوعية
من جهته، أشار ممثل المكتب الطبي للتجمع السوري الدكتور مهدي العمار إلى أن الحملة التي استمرت ثلاثة أسابيع، شهدت إجراء 670 عملية جراحية متنوعة، بينها 236 عملية داخلية، و52 بولية، و46 حشوية، و67 عصبية، و43 وعائية، و9 صدرية، و52 ترميمية، و31 هضمية. كما تم إجراء نحو 3850 معاينة طبية و230 قثطرة قلبية، بالإضافة إلى عمليات نوعية معقدة مثل جراحة الجنف للأطفال واستئصال أورام الدماغ.
ورشات تدريبية
وأشار العمار إلى أن الجهود لم تقتصر على العمل الجراحي، بل شملت أيضاً تنظيم ورشات تدريبية للأطباء ودورات متخصصة في معالجة حالات احتشاء القلب مجاناً في مركز دمر لأمراض القلب، إضافة إلى إرسال شحنات من المستلزمات الطبية عبر الجو لدعم المستشفيات السورية.
تجربة استثنائية
الدكتور فراس فارس- مشارك، أكد أن حملة “شفاء” كانت تجربة استثنائية رغم المعوقات العديدة، مشيراً إلى أن المستشفيات المنهكة والعقوبات ونقص الأجهزة والكوادر شكلت تحدياً كبيراً، إضافة إلى الكثافة العالية للمرضى.
وأوضح أن الحملة كلفت نحو 300 ألف يورو، تم تغطيتها بدعم متطوعين ومتبرعين، معرباً عن أمله بأن تكون هذه المبادرة نواة لانطلاق حملات ومبادرات طبية مستقبلية.