الثورة – لينا شلهوب:
شهدت العاصمة دمشق اليوم زيارة وزير التربية التركي يوسف تكين والوفد المرافق له إلى مقر وزارة التربية بدمشق، وعقد اجتماع بين وزير التربية الدكتور محمد عبد الرحمن تركو، بحضور السفير التركي في سوريا.
وتناولت المباحثات جملة من القضايا التربوية الحيوية التي تمثل محور اهتمام مشترك للبلدين، في خطوة تهدف إلى إعادة رسم ملامح التعاون التعليمي بعد سنوات طويلة من الانقطاع.
وتركّزت المباحثات على سبل تعزيز التعاون بين وزارتي التربية في سوريا وتركيا، ولا سيما في مجالات التعليم المهني والتقني، بما يتيح تبادل الخبرات وتطوير البرامج التعليمية لمواكبة احتياجات سوق العمل في البلدين، كما أولى الجانبان اهتماماً خاصاً بملف إعادة تأهيل المدارس المتضررة في سوريا.
وأكد الوزير تركو أن ترميم البنية التحتية التربوية يمثل أولوية قصوى لعودة العملية التعليمية إلى مسارها الطبيعي، مشيداً باستعداد الجانب التركي لتقديم الدعم الفني واللوجستي في هذا المجال.
ومن أبرز المحاور التي نوقشت خلال اللقاء، قضية الأطفال السوريين العائدين من تركيا، حيث شدّد الطرفان على ضرورة توفير بيئة تعليمية مناسبة تضمن سرعة دمج هؤلاء الطلاب في المدارس السورية، وتم التطرق إلى الإجراءات الكفيلة بتذليل العقبات أمامهم، بدءاً من تسهيل عودتهم إلى مقاعد الدراسة وصولاً إلى تهيئتهم للانسجام مع المناهج السورية بعد سنوات قضوها في مدارس تركية.
كما بحث الاجتماع ملف تصديق الشهادات للطلاب السوريين القادمين من تركيا، وهو ملف شائك لطالما شكّل عائقاً أمام استكمال آلاف الطلاب لمسارهم الدراسي أو الأكاديمي، واتفق الجانبان على وضع آليات عملية لتسريع هذه العملية بما يضمن الاعتراف المتبادل بالشهادات، ويمنع ضياع سنوات من الجهد الدراسي للطلاب.
وفي موازاة ذلك، جرى التطرق إلى سبل تطوير التعليم المهني عبر تبادل الخبرات والبرامج المشتركة، مع التركيز على رفد سوق العمل بكوادر مؤهلة في مجالات تقنية وصناعية متنوعة، وأكد الوزيران أن هذا النوع من التعليم يمثل حجر الأساس للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشددَين على أن التعاون الثنائي من شأنه أن يسهم في رفع مستوى جودة التعليم المهني في البلدين.
واختتم الاجتماع بالتأكيد على أن هذه المبادرات لا تقتصر على تبادل الخبرات فحسب، بل ترمي أيضاً إلى الارتقاء بمستوى التعليم عموماً، وتعزيز أطر التعاون التربوي والعلمي بين سوريا وتركيا على أسس ثابتة ومستدامة، وينتظر أن تشكّل هذه الزيارة بداية لمسار جديد من الانفتاح بين البلدين في قطاع التعليم، بما ينعكس إيجاباً على الطلاب السوريين والأتراك على حد سواء.