مؤتمر “سكريبت” في حلب.. صناعة محتوى وطني في عصر التأثير الرقمي

الثورة – جهاد اصطيف:

انطلقت أمس الاثنين فعاليات مؤتمر “سكريبت” لصناع المحتوى والمؤثرين في مدينة حلب، تحت شعار “مؤثرون من أجل سوريا”، بتنظيم من وزارة الإعلام، وبالتعاون مع الغرفة الفتية الدولية (JCI)، وبمشاركة واسعة من مئات المؤثرين السوريين والعرب، إذ يعد المؤتمر الأكبر من نوعه، ليس على مستوى حلب بل على مستوى المنطقة.

لماذا حلب؟

إن انعقاد هذا المؤتمر في مدينة حلب، التي تحمل رمزية خاصة في الذاكرة السورية والعالمية، نظراً لصمودها وتاريخها الثقافي، يمنحه بعداً إضافياً يجمع بين الرسالة الإعلامية وبين الدلالات الوطنية العميقة.

وخلال العقد الأخير، تغيرت موازين الإعلام عالمياً، ولم تعد القنوات التقليدية – صحف وتلفزيون وإذاعة – وحدها هي التي تحتكر صناعة الرأي العام، فقد فرضت المنصات الرقمية حضورها بقوة، وأصبح “المؤثر” الذي يملك مئات الآلاف من المتابعين على “يوتيوب أو تيك توك ” قادراً على إحداث أثر أعمق وأسرع من مقالة صحفية أو تقرير تلفزيوني.

في سوريا، ورغم الصعوبات الاقتصادية والتقنية التي تواجه قطاع الإعلام الرقمي، برزت في السنوات الأخيرة عشرات الصفحات والقنوات المؤثرة، التي خلقت مساحات جديدة للنقاش والتفاعل.

ومن هنا جاءت مبادرة وزارة الإعلام، لرعاية مؤتمر “سكريبت”، باعتباره محاولة مؤسساتية لتنظيم هذا القطاع واستثماره في خدمة القضايا الوطنية.

تحويل الإعلام الرقمي إلى أداة وطنية

لا شك أن المؤتمر هدف بالمقام الأول، لتسخير قوة الإعلام وترسيخ الاستقرار الوطني وتعزيز “الشراكة المجتمعية”، فالوزارة تعلق أهمية بالغة على دور صناع المحتوى في ” صناعة الوعي”، لمجرد وصولهم المباشر إلى جمهور واسع.

كما يسعى المؤتمر إلى توظيف الطاقات الرقمية للترويج لـ “القطاعات الحيوية في سوريا “، ودفع التنمية المستدامة في خطوة نحو تحويل التأثير الرقمي إلى دعم فعلي للبناء الوطني، فالمؤتمر كما هو معروف يركز على 12 محوراً رئيسياً تشمل الإعلام الرقمي، التسويق، التعليم الإلكتروني، الترويج السياحي، ريادة الأعمال وتمكين الشباب وغيرها، هذا التنوع في المحاور يتيح لصناع المحتوى تشكيل رؤية متكاملة، حول كيفية دعم القضايا الوطنية بجوانب اجتماعية وأخرى اقتصادية وثقافية.

قصص النجاح وصياغة رؤية إيجابية

وصف العديد ممن واكبوا المؤتمر في حلب الفعالية بأنها “الأكبر من نوعها”، وأنها منصة لإبراز قصص النجاح السورية وإطلاق مبادرات، المؤتمر بحد ذاته كان تأكيداً على قدرة البلاد على تجاوز التحديات، وترويج صورة إيجابية عن الحاضر والمستقبل.

ورغم الأهمية التي يوليها المنظمون للمؤتمر، إلا أن الفعالية واجهت نقداً من بعض الناشطين السوريين، الذين اعتبروا أن إنفاق مبالغ كبيرة على فعاليات دعائية غير ذات قيمة عملية، لا يتناسب مع ” الأوضاع المعيشية المتدهورة ” لغالبية الشعب السوري.

كما تساءل آخرون عن جدوى دعوة مؤثرين قد لا يقدمون محتوى ذا مصداقية أو ذا قيمة، معتبرين أن الشهرة وحدها لا تكفي لتشكيل وعي أو صورة وطنية إيجابية.

وفي المقابل، يرى المنظمون أن التعامل مع المؤثرين بات ضرورة في العصر الرقمي لأنهم يمثلون الوسيلة الأقرب للوصول إلى شرائح واسعة من الجمهور، خاصة من فئة الشباب التي يصعب الوصول إليها من خلال الإعلام التقليدي.

المهم في الأمر هو المؤتمر من حيث القيمة وصناعته للمحتوى الوطني، فما دام الغرض ترسيخ الاستقرار وتعزيز الشراكة المجتمعية والترويج للتنمية، فإن الانتقادات حول فاعلية وتلبية الاحتياجات المباشرة وقصص النجاح الوطنية، والرؤية المستقبلية للتنمية تشفع للمؤتمر ومنظميه، ويعد إتمام هذه الخطوة التي بدأت أمس بمؤتمر “سكريبت” خطوة لازمة وضرورية، تحديداً في ظروف حساسة ودقيقة تمر بها البلاد.

نقطة تحول

درة هذا الحدث تكمن في قدرته على الدمج بين الإعلام الرقمي والوعي الوطني، فالمؤتمر يمكن أن يشكل نقطة تحول إذا نجح في تحويل تأثير المؤثرين، إلى مبادرات فعلية تخدم القضايا الوطنية، وتقريبياً تظهر سوريا في ضوء إيجابي يبرز تطلعاتها للتقدم والثبات.

لكن ولتحقيق ذلك، يجب أن يرفق حضور “المؤثرين” بمحتوى أصيل يقدم قيمة حقيقية، ويخدم الجمهور الوطني بدل أن يغرق في مظاهر الترويج الناعمة من دون مضمون فعلي.

آخر الأخبار
في حادثة صادمة.. فصل طالب لضربه مدير ثانوية في درعا "الطوارئ" :  2000 حادث سير منذ مطلع العام و120 وفاة جلسة مجلس الأمن: دعوات لرفع العقوبات ودعم العملية السياسية في سوريا رئيس الوزراء القطري والمبعوث الأميركي يبحثان سبل دعم سوريا الهلال الأحمر القطري يطلق مشروعاً إنسانياً لإنقاذ مرضى الكلى في سوريا سجن المزة العسكري .. تاريخ أسود من القهر والتعذيب الاعتماد الصحي يدخل الخدمة .. وزير الصحة ل " الثورة " : ضمان الجودة والسلامة في الرعاية الصحية "المفوضية الأوروبية": على أوروبا الاضطلاع بدور فعال في دعم سوريا المصارف.. انكشاف مالي عابر للحدود تصدير 89 براداً من الخضار والفواكه إلى الخليج في 4 أيام الشفافية الدبلوماسية على لسان " الشيباني "  بدعم من "يونيسف".. "السويداء" تطلق أعمال ترميم ست مدارس ارتفاع الأسعار مرض اقتصادي يترقب العلاج! كيف حوّل النظام المخلوع مدارس ريف دمشق إلى ثكنات عسكرية؟ توسيع الطاقة الاستيعابية في المدينة الجامعية بحلب لجنة فنية  لدراسة الاعتراضات على المخططات التنظيمية بحلب تفاوت أسعار الأدوية بحلب.. غياب للرقابة والنقابة لا تجيب..! الإنارة في دمشق ..حملات صيانة لا تلامس احتياجات الأحياء 10 آلاف مستفيد من خدمة "شام كاش"  في "بريد اللاذقية" الأمن الداخلي يُعلن التحرك بحزم لإنهاء الفوضى في مخيم الفردان