الثورة – هاني شاهرلي:
مسيرته التدريبية مثيرة وشيّقة، ترى فيه روح الشباب وخبرة الكبار، الانطلاقة الحقيقية كانت من سلّة رجال الفيحاء، وبه صَعَدَ إلى الدرجة الممتازة، درّب الحرية وحقق نتائج مميزة، كما كانت له وقفة مع سيدات الوحدة وقاسيون، امتازَ على صعيد منتخباتنا الوطنية، وحقق بطولات بالفئات العمرية وصعد بهم للتصنيف (A) كان ضمن الطاقم الفني مع الكابتن هيثم جميّل في المنتخب الوطني للرجال، والتأهل حصل حينها لأمم آسيا، قبل أن يعتذر عن إكمال المشوار في النهائيات، واليوم حطّ الرّحال في كتيبة حمص الفداء، إنه الكابتن أشرف دركزّلي والذي كانَ لـ(الثورة) هذا الحوار اللطيف معه.
– بدايةً كيف ترى تواجدك كمدرب في نادي حمص الفداء ؟
— من المؤكد ستكون تجربة ممتعة جداً، والمتعة في رأيي لا تكون بالوصول للهدف، بل تكمن أثناء الرحلة إلى الهدف، برفقة اللاعبين والكادر الفني والإداري والطبي، كذلك سترون فريق عمل مكوّناً من أسرة واحدة، تقوم بعمل وأداء احترافي عالي المستوى، والنتائج ستشاهدونها على الأرض.
– الجميع يتابع ويراقب تعاقدات الإدارة الفدائية مع اللاعبين، سؤالي لكم هل هذه التعاقدات مبرمجة مسبقاً أم هي من اختياركم وبناء على طلب مباشر منكم ؟
– – سأصدُقكَ الكلام إنْ قلت لك إنّ الكادر الفني بالكامل، بالإضافة لتعاقدات اللاعبين، حتّى الكادر الطبي كانَ من اختياري، وبطلب شخصي منّي، فكل الشّكر للإدارة على الاستجابة والتي تعمل بطريقة احترافية عالية، تحرق المراحل وتقوم بعمل جبّار، عكس ما نسمع عن عمل بعض الإدارات بإجراء تعاقدات مع لاعبين وكادر فني، ومن ثم يأتي بعدها موضوع التعاقد مع المدرب، وهذا عمل غريب وغير احترافي على الإطلاق، ولو فكّرنا قليلاً لوجدنا مبرّراً جاهزاً للمدرب في حال فشله، أنّ اللاعبين الموجودين ليسوا من اختياره، فهو لا يتحمّل سوء النتائج حينها، وهذا الأمر مرفوض جملةً وتفصيلاً.
– ذكرتم طواقم عمل الفريق، فنّياً وإداريّاً وطبّياً، لكن ماذا عن الحالة النفسية في الفريق، لماذا لا يتم التعاقد مع مُعد نفسي يُجهّز اللاعبين قبل كل مباراة وهذا الفكر موجود في أكبر الأندية عالمياً؟
— ( ابتسامة جميلة ) ربما من نقاط القوّة التي أمتلكها، والتي منحني إياها رب العالمين، هذه الجزئية، والتي قد يراها البعض بسيطة، لكنها لا تقل أهمية عن الإعداد الفني والبدني للفريق، فأنا اليوم أعمل على الناحية النفسية للاعبين، كما الحالة الفنية، وجُلّ الانتصارات التي حققناها بالفئات العُمرية على صعيد المنتخبات، كانت لـِتجهيزنا للحالة النفسية عند اللاعبين، وفيها تفوّقنا على خصوم كانوا فنياً أفضل، لكن يبقى العامل النفسي عاملاً مهماً في تحقيق النتائج الإيجابية، وعندما أرى نفسي في مرحلة ما، لا أستطيع تغطية هذا الجانب، لن أتوانى عن طلب التعاقد مع مُعد نفسي للفريق، وهذا أمر أنا مؤمن به تماماً.
– لنتحدث قليلاً عن مشاركتكم القادمة ببطولة الأندية العربية في دبي.
— طبعاً هي محطّة تحضيرية مهمّة للموسم المقبل، كان لدينا عدة خيارات، وبتنسيق مع الإدارة كان الاتفاق بالمشاركة في هذه البطولة، والتي تضم أندية عربية عالية المستوى الفني، نتمنى أن نحصل على أكبر قَدر ممكن من الاستفادة، هي مرحلة لتقييم العمل والتركيز على نقاط القوة عند الفريق، وتلافي الأخطاء وسد الثغرات ونقاط الضعف في حال وجودها، نأمل تحقيق نتائج إيجابية طيبة، وإن حالفنا التوفيق قد نصل إلى أدوار متقدّمة، المهم لديّ، هو تحضير كل مباراة على حِدة، وأن تكون كل مباراة عبارة عن نسخة أفضل من سابقتها، لكن همّنا الأول هو التركيز على وضع الفريق وتحضيره لمباريات الدوري، فهي عملية ترتيب للأوراق من أجل الوصول إلى الهدف المنشود.
– توقعاتكم للموسم السلوي المقبل، وقد سمعنا عن تحضيرات قوية لأندية الوحدة وأهلي حلب والكرامة.
— طبعاً جميع الأندية تعمل وتجتهد وأغلبها بصمت، لكن حتى الآن ما زالت الصورة ضبابية، من حيث قوانين الدوري المقبل، هل سيُسمَح بالتعاقد مع محترفين أجانب أم لا، قريباً هناك اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد كرة السلة، وعندها ستتضّح الرؤية تماماً، وجميع الأندية عندها حق مشروع للوصول إلى الفاينال فور، أتوقع موسماً قوياً، ونتمنى عودة الجماهير إلى الصالات.
– بالنسبة لتعاقد الأندية مع المحترفين الأجانب، أحياناً نرى أن الأجنبي أقل مستوى من لاعبنا المحلّي! ويأخذ مكانه في المركز، وكذلك نراه يكلّف خزينة النادي أضعاف ما يناله اللاعب المحلّي، ما رأيكم ؟
– – أحياناً لا تكون العلّة باللاعب الأجنبي بقدَر ما تكون المشكلة بعملية التوظيف وضبط اللاعب داخل الصالة، مثال على ذلك، أثناء عملي مع الكادر الفني في مباريات النافذة، حققنا نتائج إيجابية، وتغلّبنا على الإمارات والبحرين، بنتيجة جيدة وأداء مميز، لدينا المجنّس (مايرون جوردون) كان يَخدُم المنتخب ويُخدَّم، وقد نال استحسان وإعجاب الجميع، بينما شاهدنا في مباريات بطولة آسيا، المجنّس كان عالة على المنتخب، والمدرب أراد من اللاعبين تخديم اللاعب، كان مسموحاً له ارتكاب الأخطاء، والوقوف متى يشاء، والركض متى أحب، بينما كان لاعبنا المحلّي في المنتخب في حالة خوف ورعب من أي خطأ قد يرتكبه، حيث تتم عملية تبديله فوراً، وهذا الأمر سبّب شرخاً واسعاً داخل الفريق، وعلى أرض الصالة أثناء المباراة، وهذا كلّه يعود لسوء عملية التوظيف الصحيح كما ذكرت لك سابقاً.
– تحدّثتَ لنا عن الخروج الأخير والنتائج الكارثية للمنتخب في بطولة أمم آسيا، ما سبب حدوث ذلك برأيك ؟
— شكلاً ومضموناً المنتخب كان غير مرضٍ، ربما كان بسبب القرار المفاجئ بإقالة الكابتن هيثم جميّل، وظروف توقف الدوري، بالإضافة لخيارات المدرب الجديد غير الموفّقة، في مباراة غوام مثلاً كان من الممكن إدارة المباراة بشكل أفضل، كان من المفترض أن نجعلهم يلعبون كما نريد، إلّا أنّنا كنا نلعب كما أرادوا هم، كذلك الحالة النفسية السيئة عند اللاعبين كان لها دور كبير في الخروج المبكّر من الدور الأول، طبعاً الكادر الفني ما زال على رأس عمله، نتمنى له التوفيق في الاستحقاقات القادمة، فهناك تصفيات كأس العالم، وكنا نتمنّى أن يخرج أحد علينا بمؤتمر صحفي يوضّح أسباب ما حصل، ويضعنا في موقع ما يجري، لكن هذا لم يحصل للأسف، نتمنى الخير لسلّتنا، نمتلك مقوّمات العنصر البشري، لكن نفتقر للمنشآت والبُنى التحتية، نتمنى حدوث ثورة رياضية حقيقية في منشآتنا الرياضية والبُنى التحتية في جميع المحافظات، فاليوم نحن على مستوى القطر لا نملك إلا صالة واحدة مُعتمَدة من الفيبا في دمشق، بعد أن رُفِضَت صالة الحمدانية في حلب مؤخّراً، لعدم توافر المعايير، وقريباً قد تخرج صالة الفيحاء عن الخدمة، يجب تدارك الأمر، والعمل على إنشاء صالة دولية واحدة على الأقل في كل مدينة.
– ماذا نحتاج من أجل النهوض بكرة السلة السورية ؟
– – الرياضة أصبحت صناعة، والصناعة من دون مال غير ممكنة، فلا بد من تفعيل الاستثمارات للأندية، فليس من المعقول نادٍ يكلّف تعاقدات لاعبيه مليون دولار، وعائد استثماراته (200) ألف دولار؟! يجب كذلك دعم الأندية من التسويق والرعاية لمباريات الدوري والنقل التفزيوني، بحيث يكون هناك عائد للأندية، تبدأ من خلاله ببناء القواعد والعمل عليها، ينقصنا الكثير من الأمور، ونحن مستبشرون خيراً بعد إنشاء وزارة الرياضة والشباب، على أمل أن تبدأ عَجلة الوزارة بالدوران أسوةً بباقي الوزارات.
– مؤتمر الجمعية العمومية لاتحاد كرة السلة منتصف الشهر الجاري، ماذا تنتظر منه والجميع ينتظره ؟
– – نتمنى أن يخرج بقرارات تناسب جميع الأندية، سابقاً كان اتخاذ القرار على أهواء هذا النادي أو ذاك، نرى ضرورة اتخاذ قرارات مدروسة وعادلة، يجب العمل على تطوير لعبة كرة السلة دون اختراعات غريبة، ووضع قوانين تؤثّر على مستوى اللعبة، فمثلاً اللاعب الذي تجبره على اللعب، هذا لن يكون لاعباً، اتركوا العمل والمجال مفتوحاً أمام الجميع، افتحوا باب الاحتراف الحقيقي للجميع، ادعموا جميع الأندية، التعامل يجب أن يكون بالمساواة، لا يجب التدّخل في عمل إدارات الأندية وإلزامها بأمور تقيّدها وربما تضرّها، يجب أن نبتعد عن مجاملة بعض الأندية على حساب أندية أخرى، المنافسة الشريفة حق مشروع للجميع، أقول دعونا نعمل وسترون العَجب، لا بد من تحديد روزنامة واضحة، ويبقى الهم الأكبر دعم المنشآت والصالات، فالوضع جداً سيئ، ونحن في حمص نعاني، نتمنى إيجاد حلول سريعة وعملية، فجماهير حمص وأنديتها تستحق.
– لاحظنا ترفيع لاعبين شبّان من حمص الفداء لفريق الرجال ما رأيك ؟
– – أنا سعيد جداً بتواجد بلال أبو اللبن، وحمزة أبو الخير، ونور الطبّاع، وعبودة حمام، أستمتع جدّاً بمشاهدتهم، ينتظرهم مستقبل واعد، وهناك الكثير من المواهب الصغيرة القادمة في حمص الفداء، فقط أقول انتظروا.
– جمهور حمص الفداء، هل من وعد لهم ؟
– -أشكرهم على التقديم والتقدير،جماهير عظيمة ووفية لفريقها، أعد الجماهير بأنّهم سيكونون أمام موسم للمتعة، بمشاهدة فريقهم السلوي، وإن شاء الله سنكون منافسين أقوياء على بطولتي الدوري والكأس، بهمّة وعزيمة اللاعبين، وبتكاتف إدارة تعمل باحترافية لم أرَها في نادٍ آخر، وبحضور جمهور مثقف ومخلِص، كجمهور حمص الفداء، يبقى توفيق رب العالمين وكرمه بحصولنا على البطولة.
– كلمة أخيرة تود قولها.
– -أشكر صحيفة (الثورة) على هذا اللقاء الجميل والممتع، وإن شاء الله تتصدّر انتصاراتنا عناوين الصحافة السورية.