بوابة للتعاون السوري – السعودي عقود وفرص جديدة

تحقيق – سعاد زاهر

في وقت تتهيّأ فيه سوريا لمرحلة إعادة بناء اقتصادي واسعة بعد سنوات من التحديات، يبرز التعاون الاقتصادي مع المملكة العربية السعودية كرافد مهم لتعزيز النمو وفتح آفاق جديدة للاستثمار.

إن وجود المستثمرين السعوديين في الأسواق السورية ومعارضها، خاصة معرض دمشق الدولي، رسالة مهمة عن الثقة بسوريا، ورغبة حقيقية في دعم اقتصادها وإعادة إطلاق عجلة الإنتاج.

حضور الشركات السعودية في المعرض يعكس حماسة واضحة نحو الاستثمار في سوريا، سواء من خلال شراكات حكومية أو عبر فتح قنوات تجارية مباشرة بين المستثمرين السوريين والسعوديين، ويظهر هذا التوجه رغبة مشتركة في تعزيز التبادل التجاري والصناعي، وتقديم الخدمات اللوجستية والمستلزمات الأساسية بأسلوب حديث وفعّال.

منصّة رقمية

معن حمود، مديرعام شركة مخدوم للخدمات اللوجستية، قال لصحيفة الثورة :إن شركته تقدّم منصّة رقمية مبتكرة لتسهيل عمليات الشحن والنقل من وإلى أي دولة، سواء براً أو جواً أو بحراً، وقال: التاجر يستطيع تحديد نوع الشحن الذي يحتاجه بأقل تكلفة وأفضل الأسعار، مع القدرة على اختيار المنطقة التي يريد الاستيراد أو التصدير إليها بسهولة كبيرة.

وحول مشاركتهم في معرض دمشق، أكد حمود أن الهدف الرئيسي هو دعم الاقتصاد السوري وتسهيل عمليات إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن سوريا بحاجة إلى نطاق لوجستي متطور، وأن شركته تعمل على فتح آفاق جديدة للتجار من خلال شراكات مع الدولة وتوقيع عقود حكومية ضخمة.

وأضاف حمود: نسعى لإنشاء مقر رئيسي للشركة في سوريا يخدم جميع القطاعات الحكومية والخاصة، لأن كلّ شيء يحتاج إلى الخدمات اللوجستية، كما وجه رسالة قوية للمستثمرين الآخرين، قائلاً: مجرد مشاركة الصادرات السعودية في دمشق هي رسالة واضحة لجميع الدول أن سوريا ذاهبة إلى مكان مهم.

تسهيل التجارة وإعادة الإعمار

عبد الرحمن الجدعاني، استشاري مبيعات شركة سلك المتحدة (بيت التصدير السعودي)، ركز على دور شركته في تصدير المنتجات السعودية إلى مختلف الأسواق العالمية، مؤكداً أن مشاركتهم في معرض دمشق دليل على التزامهم تجاه السوق السوري، وقال: نبحث عن وكلاء للماركات السعودية في سوريا، ونستطيع تقديم الدعم الكامل لهم بفضل خبرتنا وعلاقاتنا الواسعة.

وأشار الجدعاني إلى أهمية تنوع المنتجات السعودية التي يمكن إدخالها إلى السوق السوري، من الغذائيات والأدوات الكهربائية إلى الأجهزة الطبية ومواد البناء، وأضاف: المعرض فرصة لتوقيع عقود مهمة وبناء شراكات مستدامة، وهو المكان المثالي لرؤية فرص الاستثمار عن قرب.

دعم الشباب السوري

علي حسن قحل، ممثل شركة أسواق عبد الله العثيم، تحدث عن خطط التوسع في سوريا بفتح 40-50 فرعاً، مع التركيز على دعم الشباب السوري وزيادة الإنتاجية.

وأوضح أن مشاركتهم جاءت بتوجيهات القيادة العليا في المملكة بهدف دعم إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن التفاعل مع المصنعين السوريين كان إيجابياً للغاية.

وأضاف قحل: نطمح لاستيراد المنتجات السورية إلى السعودية، والعكس صحيح، بما يعزز التبادل التجاري ويوفر فرص عمل جديدة، كما أشاد بالتنظيم العالي للمعرض، والتسهيلات التي شملت الإقامة والمطار، مؤكداً أن الأجواء كانت محفزة للاستثمار والتعاون.

فرص واعدة

شهد معرض دمشق الدولي سلسلة لقاءات مهمة بين المستثمرين السعوديين والتجار السوريين، ركزت على بناء شراكات استراتيجية وتوقيع عقود حكومية وتجارية.

فمعن حمود وقع عقوداً ضخمة لاستيراد الاسمنت عبر البحر، كما تزايد الطلب من التجار السوريين على استيراد مواد من الصين وأوروبا.

من جانب آخر، أتاح المعرض لبيت التصدير السعودي عقد اتفاقيات مع وكلاء محتملين، مما وفر لهم منصّة لعرض منتجاتهم وإبرازها للجمهور السوري، بما يعزز فرص الاستثمارويقوي الثقة في السوق المحلي.

أما شركة أسواق عبد الله العثيم، فاستفادت من اللقاءات لتقييم إمكانية فتح فروع جديدة، والتعاون مع المصنعين المحليين لتوفير منتجات زراعية وغذائية سورية، ما يسهم في دعم الإنتاج المحلي وخلق فرص عمل.

القطاعات الأكثر جذباً

وفقًا لتصريحات المستثمرين السعوديين، تتنوع القطاعات الواعدة في سوريا وتشمل: البناء والخدمات اللوجستية لتسهيل إعادة الإعمار وتوفير احتياجات الشركات والتجار.

وكذلك المنتجات الاستهلاكية والغذائية، لتلبية احتياجات السوق السوري، والأدوات الكهربائية والأجهزة الطبية ومواد البناء، للاستفادة من الخبرات السعودية والتكنولوجيا المتقدمة.

ويرى المستثمرون أن التنوع في المنتجات والخدمات يخلق فرصاً كبيرة للتعاون بين القطاعين العام والخاص، ويعزز النمو الاقتصادي في سوريا.

شراكات استراتيجية

إن مشاركة المستثمرين السعوديين في معرض دمشق الدولي ليست مجرد حدث اقتصادي، بل هي رسالة ثقة بأهمية سوريا كوجهة للاستثمار وإعادة الإعمار من خلال شراكاتهم مع الدولة، وتوفيرهم للمنتجات والخدمات، يسهم المستثمرون في فتح آفاق جديدة للتجار السوريين وخلق فرص عمل وزيادة الإنتاجية.تجربة المعرض أثبتت أن التعاون الاقتصادي السوري – السعودي يمكن أن يكون حجر الزاوية في تعزيز النمو، وإعادة الثقة بالاستثمار في سوريا، كما أن حضور المستثمرين السعوديين، سواء في الخدمات اللوجستية أو قطاع التجزئة أو الصادرات، يشكل نموذجاً للتعاون البناء والمثمر بين البلدين.

آخر الأخبار
الاقتصاد الحقيقي.. دور حاسم في تحديد مسار النمو أسعار محصول البطاطا تعاود الارتفاع في درعا تعديل قوانين غرف التجارة قيد المناقشة شركات سورية.. لأول مرة في معرض دمشق الدولي  من الزيت المستعمل إلى الوقود عالي القيمة..ابتكار في "دمشق الدولي" تطورات في قطاع النفط.. والشركة القابضة تعزز الإنتاجية الاقتصاد الحقيقي.. دور حاسم في تحديد مسار النمو جناح الفنون الجميلة ..لوحات تنبض بالإبداع في معرض دمشق الدولي منظمة "أنصر" تُعزز دورها في التنمية المستدامة خلال مشاركتها في معرض دمشق الدولي البريد السوري في معرض دمشق الدولي: خدمات رقمية وشراكات تدعم الاقتصاد المحلي الحرف اليدوية السورية...فن يروي قصة الإبداع والهوية الثقافية بنية تحتية متهالكة وجهود كبيرة لاستقرار التيار الكهربائي في طرطوس أزمة نقل على خطّي وادي الذهب وضاحية الوليد بحمص بوابة للتعاون السوري - السعودي عقود وفرص جديدة أسباب ونتائج اختلاف أسعار السلع الغذائية بين الريف والمدينة غداً.. منتخبنا الأول يلاقي نظيره الإماراتي  اليوم.. أولمبي كرتنا يبدأ مشواره الآسيوي بحري يُفنِّد الشائعات ويغلق باب التسويق بوجه السماسرة  ناشئات كرتنا تبدأن تحضيراتهنّ منتخب الناشئين يبدأ أولى حصصه التدريبية  ربّان السفينة الحمراء: انتظروا المتعة من سلة حمص الفداء