الثورة – عبد الحميد غانم:
حذَّرت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي من حالة جفاف تضرب المحافظات خلال الموسم بشدات متفاوتة.
وأكد مدير الاقتصاد والتخطيط الزراعي في الوزارة الدكتور سعيد إبراهيم أن الحدث الأهم والأخطر الذي يمكن أن يؤثر على سوريا لهذا الموسم نتيجة التغيرات المناخية هو الجفاف الشديد جداً وتأثيره السلبي بشكل كبير على الزراعات البعلية، وخاصة بالنسبة للمحاصيل الاستراتيجية وأهمها محصول القمح، إضافة إلى حدوث عواصف غبارية بشدة كبيرة في المناطق الشرقية ومنطقة البادية خلال شهر نيسان الفائت.
-انخفاض الهطل:
وقال إبراهيم في تصريح خاص لـ”الثورة”: لوحظ انخفاض معدل الهطل المطري في جميع المناطق والمحافظات عن المعدل السنوي وبشكل حاد جداً، وبدأ الموسم الزراعي مع شهر أيلول (بداية الموسم الزراعي) بكميات هطل مطري مقبولة في محافظات: درعا، حمص، حماة، طرطوس، اللاذقية، إدلب، الحسكة، ومنطقة الغاب.
وبيَّن أن الأمطار تراجعت بشكل كبير مع بداية شهر كانون الثاني وانحبست في جميع المحافظات السورية، لتعاود الهطل خلال شهر شباط وتتراجع خلال شهر آذار، موضحاً أنه من خلال هذا السيناريو للتذبذب الكبير في الهطل من حيث التوزع والكمية تعتبر الهطولات المطرية أدنى من معدلاتها في جميع مناطق الاستقرار، إذ إن معظم المساحات التي تمتد عليها مناطق الاستقرار الزراعي في سوريا أساساً، إما قاحلة أو شبه قاحلة، ويبلغ معدل الهطل لأكثر من 90 في المئة من الأراضي أقل من 350 مم.
– انخفاض تجاوز 60 في المئة:
ولفت مدير الاقتصاد والتخطيط إلى أن انخفاض مخزون المياه بنسبة تتجاوز 60 في المئة مقارنة بالمواسم السابقة، وأن انخفاض المخزون المائي للسدود لشهر آذار من عام 2025 وبشكل كارثي مقارنة بعامي 2023 و2024، وأشد المحافظات تأثراً والذي يعد مؤشراً خطيراً جداً هي محافظة درعا إذ تبلغ الطاقة التخزينية للسدود فيها نحو 86 مليون م3، وحالياً لا تتجاوز 3 ملايين م3.
أما مستوى المياه الجوفية فأكد إبراهيم أنه يتراجع بشكل حاد، وفقدت بعض المناطق أكثر من 70 في المئة من مخزونها خلال الأعوام الأخيرة.. وعليه فإن نسبة التصحّر والجفاف بحسب إبراهيم، تصل إلى أكثر من 50 في المئة ببعض المناطق الزراعية الحساسة، لافتاً إلى أن انخفاض كميات المياه التي تعتمد عليها الزراعة بشكل كبير، تستدعي التخطيط لتخفيض المساحة المزروعة خلال الموسم الصيفي القادم وبشكل كبير.
– مخاطر الجفاف:
وحذَّر الدكتور إبراهيم من مخاطر الجفاف الذي يؤثر مباشرة على حياة أكثر من 4 ملايين مواطن، ويهدد أمننا الغذائي بشكل خطير.
وقال: نحن حالياً في سوريا لهذا الموسم الزراعي ضمن مرحلتين للجفاف.. إنذار في بعض المناطق وذلك بسبب أن الهطل المطري أقل بنسبة 50- 25 في المئة من المعدل العام، ومرحلة الطوارئ في مناطق أخرى، وأن الهطل المطري أقل من 50 في المئة من المعدل العام.
وأكَّد أن الانعكاس السلبي للجفاف خلال الموسم الحالي سيخلِّف آثاراً اقتصادية واجتماعية كبيرة، إذ لم تتعرض سوريا لموجة الجفاف الشديدة هذه منذ عام ١٩٥٨، داعياً إلى ضرورة تطوير استراتيجيات إدارة المياه، ودعم المشاريع المائية، والتوعية بأهمية ترشيد استهلاك المياه.