الثورة – أسماء الفريح:
تحذيرات جديدة أطلقتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الأممية من تأثير التخفيضات الكبيرة للتمويل على اللاجئين, بينهم السوريون, والدول المضيفة لهم وعلى ديمومة عودتهم إلى بلدانهم الأصلية.
مركز أنباء الأمم المتحدة نقل عن إليزابيث تان مديرة الحماية الدولية في المفوضية قولها في مؤتمر صحفي إن التخفيضات الكبيرة في التمويل تجرد اللاجئين الأكثر ضعفاً في العالم من الدعم الحيوي، فيما يواجهون الآن مخاطر أكبر من التعرض للإساءة والفقر والإجبار على العودة للخطر في ديارهم أو احتمال القيام برحلات جديدة محفوفة بالمخاطر.
ووفق تان فقد عاد إلى سوريا أكثر من نصف مليون لاجئ رغم استمرار حالة عدم الاستقرار، “إلا أن اندماجهم المستدام يعتمد على تحسين التمويل.. وتأثر الدعم المقدم لعودة 20 ألف سوري شهرياً من تركيا إلى ديارهم بتخفيضات التمويل”.
وأظهرت بيانات وزارة الداخلية التركية أن 175 ألفاً و512 سورياً عادوا إلى بلادهم منذ سقوط النظام المخلوع وحتى منتصف نيسان الماضي ضمن برنامج العودة الطوعية الآمنة, ليصل بذلك إجمالي العائدين منذ 2017 إلى 915 ألفاً و515 وذلك وفقاً لموقع الجزيرة نت.
وقالت تان: “يجد ثلثا اللاجئين الأمان في البلدان المجاورة لبلدانهم، ومعظمها فقير الموارد”, مضيفة أن “انخفاض التمويل يُلحق الضرر الأكبر بهؤلاء اللاجئين ومجتمعاتهم المضيفة، التي تُعاني أصلاً من ضغوط هائلة”, مشيرة إلى أن برامج الحماية قد خُفِضت أو أُلغيت في مناطق متعددة، ما ترك النساء والأطفال والناجين من العنف دون دعم.
وتابعت أنه في الأردن، تُرك 200 ألف امرأة وطفل دون مساعدة بعد إغلاق 63 برنامجاً إنسانياً.
وحذرت من أن هناك أكثر من 17.4 مليون طفل لاجئ معرضون للخطر، وبدون حماية جيدة وفي الوقت المناسب للأطفال، ستكون لذلك عواقب طويلة المدى على نموهم.
وقالت تان: إنه “في جنوب السودان، لم تعد 75 في المئة من أماكن المفوضية المخصصة للنساء والفتيات تقدم خدمات.. هذا يعني أن ما يصل إلى 80 ألف ضحية اغتصاب أو عنف لا يحصلن على رعاية طبية أو مساعدة قانونية أو اقتصادية”.
وأفادت بأنه في منطقة شرق القرن الإفريقي والبحيرات العظمى، يواجه مليون طفل معرض للخطر – كثير منهم غير مصحوبين بذويهم – تهديداً متزايداً من التعرض للإساءة والاستغلال.
وشددت على أن “قدرة المفوضية على الحماية والتسجيل والاستجابة في حالات الطوارئ تتعرض لخطر بالغ”, مطالبة بالتحرك العاجل وخاصة أن الدعم “قادر على إنقاذ الأرواح، واستعادة الكرامة، ومنح الأمل لمن فقدوا كل شيء”.