أيمن مراد
لأنّها سوريا، نحبّها كما لا نحبّ شيئاً آخر.. الوطن ليس مجرد جغرافيا نعيش عليها، ولا محطة عابرة بل هو الروح التي تسكننا، والتاريخ الذي يشهد علينا، والمستقبل الذي نحلم به.. هو المكان الذي تبدأ فيه الحكاية ولا تنتهي، وتتشكل فيه الهوية، وتنبض فيه القلوب بحب لا يشيخ.
لأنّها سوريا، نؤمن أنّ الدفاع عنها ليس فقط بالسلاح، بل بالكلمة، بالعلم، بالعمل، وبكل ما يُبقيها شامخةً حرةً كريمةً آبية. فالوطن لا ينهض إلا بسواعد أبنائه، ولا يُحفظ إلا بإخلاصهم، ولا يزدهر إلا بعطائهم.
لأنّها سوريا، نتحمّل من أجلها، ونصبر على قسوتها، ونحلم معها، ونعمل من أجلها، نحتفل بإنجازاتها كأنها إنجازاتنا، نشعر بالألم إن مسّه سوء، كأن قلبنا هو الذي مسه الضر.
الوطن هو البيت الكبير الذي يجمعنا رغم اختلافنا، هو الأمان الذي نعود إليه مهما ابتعدنا، هو الأم التي لا تغضب إن أخطأنا، وتظل تحبنا رغم كل شيء.
لأنّها سوريا، نزرع الأمل فيها، ونسقيها بالإيمان، ونرعاها بالصدق، وندعو لها في كل حين بأن تبقى موحدة، عامرة بالحب، نابضة بالحياة.

التالي