الثورة -أسماء الفريح :
مع بدء أعمال الدورة الـ87 لجمعية الصحة العالمية في جنيف اليوم بمشاركة سوريا, يزخر جدول الأعمال بموضوعات عديدة منها التأهب للأوبئة والمخاطر الصحية المرتبطة بالمناخ والصحة النفسية ورعاية الأمومة والعدالة البيئية.
وذكر مركز أنباء الأمم المتحدة في تقرير له، أنه مع تصاعد التوترات الجيوسياسية حول العالم، فإن التعاون الدولي في هذه القضايا الحيوية وغيرها سيكون محل اختبار, مشيرا إلى أن السؤال حول مدى استعداد العالم للجائحة القادمة المحتملة يمثل جوهر اتفاق دولي من المقرر التفاوض عليه خلال اجتماع الجمعية.
وأوضح أنه مع استمرار الدول في التعامل مع آثار جائحة كوفيد-19، فإن قادة الصحة يأملون في أن يضمن الاتفاق الجديد اتخاذ إجراءات سريعة لحماية الأرواح وسبل العيش عند حدوث تفشٍ جديد، أو جائحة أخرى.
مسودة اتفاق
وبين التقرير أن التفاوتات الصارخة في الوصول إلى التشخيصات والعلاجات واللقاحات عند ظهور كوفيد -19، سواء داخل البلدان أو فيما بينها والذي أُثقِل كاهل خدمات الرعاية الصحية، وأدى إلى تعطل الاقتصادات بشدة، وفقدان ما يقرب من سبعة ملايين شخص حياتهم, شكلت كلها الدافع وراء تضافر جهود الدول للعمل على اتفاق يضمن تعامل العالم مع الجائحة القادمة بطريقة أكثر عدلا وكفاءة.
وتابع أن مسؤولو الصحة سيناقشون نص الاتفاق، الذي وصفه مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بأنه “حيوي للأجيال القادمة”, وفي حال اعتماده، رغم حساسية المفاوضات سياسيا, فسيكون إنجازا كبيرا في طريقة تعامل العالم مع الأوبئة والأزمات الصحية.
ولأن أزمة المناخ لا تقتصر على ارتفاع درجات الحرارة فقط، بل إنها تعرض الأرواح للخطر، جراء تزايد الظواهر الجوية المتطرفة وتفشي الأمراض، ما يجعل صحة ملايين الأشخاص على المحك, فإن خطة عمل وضعتها منظمة الصحة العالمية تدعو لتضافر سياسات المناخ والصحة، وتعزيز القدرة على الصمود، وضمان التمويل اللازم لحماية المجتمعات الضعيفة.
الرعاية الصحية للجميع
ووفق التقرير فإن توفير الرعاية الصحية الشاملة سيكون من أهم أولويات الجمعية، حيث سيناقش المندوبون استراتيجيات لتعزيز أنظمة الرعاية الصحية الأولية، وتأمين التمويل المستدام، وتوفير الرعاية للفئات الضعيفة.
وأشار إلى أنه رغم أن ضمان حصول جميع الناس على مجموعة كاملة من الخدمات الصحية الجيدة بتكلفة معقولة يعد أحد أهداف التنمية المستدامة إلا أن تحسينات الخدمات الصحية شهدت ركوداً على مدى السنوات العشر الماضية.
وذكر التقرير بحملة الصحة العالمية التي أطلقتها في نيسان الماضي وتستمر عاما كاملا لإنهاء وفيات الأمهات والمواليد الجدد التي يمكن الوقاية منها, وخاصة إذا علمنا أن ما يقرب من 300 ألف امراة تفقد حياتها بسبب الحمل والولادة كل عام فيما يلقى أكثر من مليوني رضيع المصير ذاته في أول شهر من حياته.
وتحث الحملة، التي تحمل عنوان “بداية صحية لمستقبل واعد”، الحكومات والقطاع الصحي على تكثيف الجهود لإنهاء وفيات الأمهات والمواليد الجدد، وإعطاء الأولوية لصحة المرأة ورفاهها على المدى الطويل.
الأمراض غير المعدية
ومن المقرر أن يستعرض المجتمعون في جنيف كيفية تعاون المنظمة مع الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص للوقاية من الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والسرطان والسكري ومكافحتها، ومناقشة سبل تحسين الوصول إلى الأدوية الأساسية والتقنيات الصحية, وذلك استعدادا لاجتماع المنظمة بهذا الخصوص في أيلول القادم.
وتودي الأمراض غير المعدية، بحياة عشرات الملايين من الناس كل عام, وتحدث حوالي ثلاثة أرباعها في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل, وبالتالي فمن الممكن إنقاذ أرواح كثيرة لو تبنت المزيد من الدول استجابات وطنية فعالة، تشمل الكشف والفحص والعلاج، بالإضافة إلى الرعاية التلطيفية.
جدير بالذكر أن جمعية الصحة العالمية هي أعلى جهاز لاتخاذ القرار في منظمة الصحة العالمية, وتجتمع الجمعية مرة كل عام بحضور وفود من جميع الدول الأعضاء في المنظمة, وتتمثل الوظيفة الرئيسية للجمعية في تحديد سياسات المنظمة.