الثورة -أسماء الفريح:
بعد أن هدد قادة بريطانيا وكندا وفرنسا بفرض عقوبات على “إسرائيل” إذا لم توقف هجومها على غزة وترفع القيود التي فرضتها على دخول المساعدات إلى القطاع, من المقرر أن يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم إمكانية تعليق اتفاقية الشراكة معها.
ونقلت وكالة وفا عن مصدر في الاتحاد قوله إنه من المتوقع أن يناقش الاجتماع الوزاري سبل الضغط على “إسرائيل” للامتثال لالتزاماتها الدولية، بما في ذلك إمكانية تعليق الاتفاقية، أو فرض عقوبات تستهدف المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في الانتهاكات.
وقد دعت دول مثل إسبانيا وإيرلندا إلى مراجعة الاتفاقية، مشيرة إلى ضرورة تقييم التزام “إسرائيل” بحقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية.
وسيشارك في الاجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد، بالإضافة إلى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.
ومنعت “إسرائيل” دخول الإمدادات الطبية والغذائية والوقود إلى غزة منذ بداية شهر آذار, ووفقا ل”توم فليتشر” وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فإن “إسرائيل” سمحت لتسع شاحنات محملة بالمساعدات بالدخول أمس إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، بعد حصار شامل دام 11 أسبوعا.
عقوبات محددة الهدف
وأكد بيان مشترك لبريطانيا وفرنسا وكندا نشرته الحكومة البريطانية الليلة الماضية أن “منع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان المدنيين أمر غير مقبول وينتهك القانون الإنساني الدولي.”
وأضاف البيان وفقا لرويترز: “نعارض أي محاولة لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية… ولن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات، بما في ذلك فرض عقوبات محددة الهدف”.
وشدد قادة الدول الثلاث على أنهم لن يقفوا متفرجين بينما تواصل حكومة نتنياهو “هذه الأعمال الفظيعة”.
وعبروا أيضا عن دعمهم للجهود التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وقالوا إنهم ملتزمون بالاعتراف بدولة فلسطينية كمساهمة في تحقيق حل الدولتين.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في منشور له عبر منصة “إكس” الليلة الماضية إن مستوى المعاناة الإنسانية في قطاع غزة بلغ “حدا لا يطاق”, معربا عن معارضته الشديدة لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع .
وفي إشارة إلى المؤتمر الذي سيعقد في ال18 من حزيران المقبل في نيويورك بالولايات المتحدة حول القضية الفلسطينية، أشار ماكرون إلى ضرورة العمل ضمن هذا الإطار على “حل الدولتين.”
اليأس بلغ ذروته
كما طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، السلطات الإسرائيلية برفع حصارها على غزة , مؤكدة أن “اليأس بلغ ذروته” في القطاع في ظل أزمة إنسانية خانقة.
وفي بيان لها نشرته عبر منصة “إكس” , حذرت الأونروا من “تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة في قطاع غزة جراء الحصار، وأوامر التهجير، والقصف الإسرائيلي المكثف”.
وقالت: “بلغ اليأس ذروته بغزة، حيث تبحث العائلات عن الطعام والإمدادات، بينما يُجبر الآلاف على الفرار”, مضيفة: “يجب أن ترفع إسرائيل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ال2 من آذار الماضي.
من ناحيته, قال وزير الخارجية اليوناني جورجوس جيرابيتريتيس، إن ما يجري في غزة “كابوس”، مشدداً على أن ازدياد عدد القتلى فيها يجب أن ينتهي.
وأضاف جيرابيتريتيس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي هذا الشهر، لـ”أسوشييتد برس”: “لا أستطيع حقاً أن أتحمل ما يحدث الآن في الشرق الأوسط.”