وفرة بالغاز وإرهاق بالسعر … مدير عمليات الغاز لـ”الثورة”: توزيع 100 ألف أسطوانة يومياً ما فائدة تقليص مدة الاستلام وثمنها نصف الراتب ؟!

الثورة – رسام محمد:
لم تعد مشكلة الغاز المنزلي مزمنة لمعظم المواطنين بعد التطورات الإيجابية التي حصلت مؤخراً، وبدأت بما يشبه تحرير السعر، بحيث يتناسب مع معياري سعر الصرف وسعر المشتقات النفطية عالمياً.
وهذا أمر منصف- رغم الارتفاع الذي طرأ على سعر أسطوانة الغاز، لأن المواطن وبسبب طول مدة الانتظار، كان يضطر للشراء من السوق السوداء بسعر مضاعف وكان يصل سعر أسطوانة الغاز من 400- 500 ألف ليرة سورية، أما الآن سعرها لا يتجاوز 160 ألف ليرة سورية.
التطور الإيجابي الجديد هو تقصير فترة الانتظار لتصبح 30 يوماً بدلاً من 85 – 100يوم، ما ترك ارتياحاً لدى المواطن، خاصة أن الرسالة تصل في الوقت المناسب، لكن لا يخفى على أحد أن سعر 160 ألف ليرة لا يزال مرهقاً على كاهل ذوي الدخل المحدود.

تصحيح الأجور أولاً

وعن مستجدات تسهيل وتوفير الغاز بالنسبة للأسر السورية، فإن كل من التقتهم صحيفة الثورة أبدوا ارتياحاً كبيراً سواء من المواطنين أم الباعة.
وقالت عبير أبو درة- مدرسة: إن العجز عن توفير الغاز في المنزل، لطالما شكل كابوساً لكل أسرة، ولم يكن من المنطق أن ننتظر شهرين أو ثلاثة أشهر، لاستلام مخصصاتنا التي لا تكفي لأكثر من شهر مع التقنين.
من جهته قال كامل عيد: إن انخفاض سعر “الجرة”، ومن ثم تقليل مدة استلامها انعكس بصورة إيجابية على كل الأسر المحتاجة، ونأمل أن نصل مع التطورات الجديدة في البلد إلى الحصول على هذه المادة دون أي انتظار وبسعر مناسب نتيجة المنافسة.
وكان للمهندسة ميماس برهوم رأي مختلف، وعبرت عن عدم جدوى تقليص مدة الاستلام في ظل الأجور المنخفضة، فما فائدة أن تصبح المدة 10 أيام، وسعر الاسطوانة نحو نصف الراتب الشهري، فالقرارات على حد تعبيرها تحتاج لمزيد من الدراسة، وجدواها تكاد تكون معدومة إذ لم يترافق مع تصحيح الأجور والرواتب الضعيفة.
أما موقف موزعي الغاز المعتمدين نقله وفيق حلبي في شارع بغداد، فوصف القرار بأنه إيجابي، والفارق كبير بين 75 يوماً و26، فالمواطن مستفيد والموزع يستفيد أكثر، وتتلاشى الأزمة تدريجياً مع استمرارية العمل.

20 ألف أسطوانة جديدة

وللمزيد من الإيضاح التقت “الثورة” مدير عمليات الغاز عبد الفتاح الخليل، ليؤكد أنه لا يوجد نقص في عدد الإسطوانات ويوجد كميات كافية لتغطية أي زيادة في الطلب، وهناك دراسة لإعادة النظر في آلية التوزيع لتخفيض مدة الاستلام.
وخلال الفترة القادمة، والكلام لـ الخليل، ستنخفض المدة لـ 15يوماً بعد إزالة مجموعة من العراقيل والمعوقات، أبرزها تنقلات سكن المواطنين بعد التحرير، ومشكلات تتعلق بموزعي الغاز، مشيراً إلى أن عدد الإسطوانات الموزعة في سوريا على البطاقة وبشكل “حر”، تبلغ نحو 100ألف أسطوانة يومياً في جميع المحافظات، بنسبة زيادة قدرها 20 ألف أسطوانة بعد القرار الأخير.
ويشير إلى أنه في دمشق وريفها تصل وسطياً إلى 30 ألف أسطوانة يومياً، منوهاً إلى أن وزارة الطاقة افتتحت مراكز في برزة والميدان، حيث يستطيع المواطن الذي لم تصله رسالة الغاز خلال 30 يوماً أن يذهب إلى إحدى هذه المراكز ويستلم “جرة” بشكل فوري.

استقلال السعر عن الدولار

وفي سياق متصل تساءل أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة ما إذا كان هذا التحسن الذي طرأ على مدة استلام أسطوانة الغاز دائماً أم متأرجحاً.
ونوه بعدم وجود خطة واضحة بمعنى أنه لا يوجد مدة محددة لرسالة الغاز، وهذا بدوره يخلق حالة من القلق لدى المواطنين، إلا أن تثبيت سعر أسطوانة الغاز المنزلي عند 140 ألف ليرة سورية أمر جيد، لكنه في الوقت ذاته لا يتناسب مع الدخل بل يتماشى مع سعر الصرف، وهنا لابد من التأكيد على ضرورة أن يستقل عنه كونه مادة مدعومة.
ويضيف أن الشيء الإيجابي الآخر هو نزع الذريعة (ارتفاع سعر الغاز وندرته) لدى باعة المأكولات السريعة وفي المطاعم، ومحال بيع الوجبات السريعة التي تعتمد في عملها على الغاز ورفع الأسعار وتحميل القيمة على المستهلك، كما يخفف الضغط على الكهرباء بعد ارتفاع أسعارها.