الثورة- نور جوخدار :
بعد أن كُسرت أذرع إيران في الشرق الأوسط بدءًا من لبنان وغزة إلى اليمن، وصولًا إلى سوريا، لا تزال طهران تحاول التظاهر بالقوة، غير أن الواقع بحسب تقارير استخباراتية يشير إلى افتقارها لأي خطط بديلة للتعامل مع التعثرات التفاوضية مع واشنطن، تعنّت قد يجرها إلى مواجهة عسكرية مدمرة مع إسرائيل، وبأسلحة أميركية هذه المرة لا إسرائيلية.
وفي السياق، كشفت شبكة “سي.إن.إن” الأميركية، نقلًا عن مسؤولين مطّلعين، عن معلومات استخباراتية جديدة تفيد بأن إسرائيل تجهز لضرب منشآت نووية إيرانية.
وأوضحت الشبكة أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد من قبل القادة الإسرائيليين، مشيرة إلى وجود انقسام داخل الإدارة الأميركية حول الموقف من هذه الضربة المحتملة.
ووفقًا لمصادر الشبكة، فإن فرص تنفيذ الضربة قد ترتفع في حال توصّلت واشنطن وطهران إلى اتفاق لا يقضي بتخلص إيران من كامل مخزونها من اليورانيوم، واعتمدت المعلومات الاستخباراتية على اتصالات علنية وسرية لمسؤولين إسرائيليين كبار، بالإضافة إلى الكشف عن مكالمات وتحركات عسكرية إسرائيلية توحي بأن الضربة قد تكون وشيكة، راصدة حركة ذخائر جوية واستكمال مناورات جوية.
وعلى خلفية هذا التصعيد، قال المرشد الإيراني علي خامنئي أمس: إن مطالب واشنطن بامتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم “زائدة عن الحد ومهينة” واصفا إياها بالوقاحة مشككا فيما إذا كانت المحادثات النووية ستؤدي إلى نتائج.
من جهتها ذكرت وكالة “رويترز” أمس، نقلا عن ثلاثة مصادر إيرانية أن القيادة الإيرانية تفتقر إلى خطة بديلة واضحة لتطبيقها في حال انهيار الجهود الرامية إلى حل النزاع النووي المستمر منذ عقود، وذلك في ظل تعثر المحادثات بين طهران وواشنطن جراء التوتر المتصاعد بين الطرفين بشأن تخصيب اليورانيوم.
وأشارت المصادر إلى أن طهران تعوّل على دعم الصين وروسيا كـ “خطة بديلة” في حال استمرار التعثر، إلا أن انشغال موسكو بحربها في أوكرانيا والحرب التجارية المتصاعدة بين بكين وواشنطن تبدو خطة طهران البديلة هشة.
وقال مسؤول إيراني كبير “الخطة البديلة هي مواصلة الاستراتيجية قبل بدء المحادثات، ستتجنب إيران تصعيد التوتر، وهي مستعدة للدفاع عن نفسها.. تشمل الاستراتيجية أيضاً تعزيز العلاقات مع الحلفاء مثل روسيا والصين”، غير أن مسؤولين إيرانيين اثنين ودبلوماسي أوروبي أكدوا أن إيران ترفض شحن مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج، أو فتح نقاش حول برنامجها للصواريخ الباليستية.
وعلى الرغم من أربع جولات تفاوضية لكبح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، لا تزال العقبات تعترض طريق المحادثات.
وكيلة وزارة الخارجية الأميركية السابقة للشؤون السياسية التي قادت فريق التفاوض الأميركي في اتفاق عام 2015 بين طهران وست قوى عالمية ويندي شيرمان قالت: إنه من المستحيل إقناع طهران “بتفكيك برنامجها النووي والتخلي عن تخصيب اليورانيوم رغم أن ذلك سيكون مثاليا”.
وأشارت شيرمان إلى أن الفشل في التوصل لاتفاق قد يفضي إلى طريق مسدود، وربما نشوب حرب، وهو أمر لا يبدو أن ترامب يسعى إليه فعليًا، كونه أعلن خلال حملته الانتخابية أنه رئيس سلام”.
وعند سؤالها عن خيارات إيران في حال فشل المحادثات، قالت شيرمان: إن طهران ستواصل على الأرجح “التحايل على العقوبات وبيع النفط، إلى حد كبير إلى الصين، وربما الهند وغيرها”. وقد ساعدت الصين، المشتري الرئيسي للنفط الإيراني رغم العقوبات، في تفادي طهران الانهيار الاقتصادي.
وعن خيارات إيران في حال انهيار المفاوضات، توقعت شيرمان استمرار طهران في التحايل على العقوبات وبيع نفطها للصين والهند وغيرهما، ورغم أن الصين المشتري الرئيسي للنفط الإيراني، فإن تصعيد واشنطن ضد الكيانات التجارية والناقلات الصينية تهدد هذه الصادرات.
ويرى محللون أن المفاوضات بين طهران وواشنطن تجري وسط محاولات الرئيس ترامب كبح اندفاع نتنياهو نحو الحرب.