ما قصة تعزيز روسيا لقواتها قرب فنلندا.. تحضير للحرب أم استعراض للقوة؟

الثورة- منهل إبراهيم:

وسط جو مشحون بالقلق والمخاوف، تعمل روسيا منذ أشهر على تعزيز تواجدها العسكري على طول المنطقة الحدودية مع فنلندا، وهي أحدث دولة التحقت بركب حلف شمال الأطلسي “ناتو”، فيما تحاول فنلندا على الأرجح الاستعداد للدفاع عن نفسها تحسبا لنزاع محتمل جديد بعد نهاية الحرب في أوكرانيا، وفق ما أجمع مراقبون وخبراء دوليون.

وبالنسبة إلى موسكو، تعتبر هذه المنطقة استراتيجية لأن الحدود مع فنلندا الممتدة على مسافة تتخطى 1300 كيلومتر، تشكل أطول خط للتماس بين حلف شمال الأطلسي وروسيا، كما أنها ذات أهمية حيوية للدفاع عن منطقة سانت بطرسبرغ.

ويؤكد موقع “فرانس 24” الإخباري الفرنسي أنه بالموازاة مع استمرار الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا، تواصل موسكو تعزيز موقفها ميدانيا لغير صالح حلف شمال الأطلسي، فقد كشفت صور حديثة للأقمار الاصطناعية، أن روسيا قد عززت انتشارها العسكري خلال الأشهر الأخيرة على حدود فنلندا، أحدث دولة انضمت للناتو في 2023، أي بعد عام من حربها مع أوكرانيا.

وتظهر الصور صفوفا من الخيام تم إقامتها حديثا، ومستودعات جديدة قادرة على استيعاب المركبات العسكرية، وكذا عمليات صيانة وتجديد لملاجئ الطائرات الحربية.

وأوضح “فرانس 24”  أنه منذ فبراير/شباط الماضي، نصب الروس في مدينة كامينكا الواقعة على بعد 60 كيلومترا فقط من الحدود الفنلندية، أكثر من 130 خيمة للجيش في موقع لم يكن قادرا حتى 2022 على استيعاب مثل هذه القوات التي قد يصل تعدادها إلى 2000 جندي.

ويورد الموقع الفرنسي مثال آخر على الانتشار العسكري الروسي بالمنطقة، مدينة بيتروزافودسك التي تبعد حوالي 200 كيلومتر عن الحدود مع فنلندا، حيث تم بناء ثلاث مراكز كبيرة للتخزين، وهي قادرة على استيعاب حوالي 50 مركبة مدرعة،  كما يجري منذ أبريل/نيسان العمل على بناء منشأة رابعة فيها.

مخاوف وقلق

وقال الموقع نفسه: “تذكرنا هذه التطورات بمشهد مماثل قبل أعوام شهدته الحدود الروسية الأوكرانية، فقبل أيام من بدء الغزو الروسي، قالت كييف إن موسكو قد حشدت 149 ألف جندي عند حدودها، فيما أكد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن حينها، أن بوتين عازم على غزو أوكرانيا”. تؤكد هذه المخاوف، تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء الماضي قال فيها: إنه لا يشعر من جانبه بالقلق إزاء تقارير تحدثت عن حشد عسكري روسي على طول حدود فنلندا، وذكر ترامب بالبيت الأبيض عندما سُئل عن هذا الأمر: “لا، أنا لست قلقا بشأن ذلك على الإطلاق”، وأضاف: “ستكونان آمنتين للغاية”، في إشارة إلى فنلندا والنرويج، حسبما نقلت وكالة رويترز.

وأضاف الموقع الفرنسي “بالعودة إلى الوقت الراهن، تشهد المنطقة الواقعة شمال الدائرة القطبية سيفيرومورسك-2 وهي قاعدة لطائرات الهيلكوبتر بدورها أعمال صيانة وتجديد، فبعد إغلاقها في 1998، عادت إلى الخدمة في 2022”.

وفي هذا الصدد يشرح المؤرخ العسكري الفنلندي إميل كاستيهلمي: “في البداية، انتشر فوج الطائرات المسيرة هناك، لكنها لم تُستخدم لإطلاق المروحيات، من حينها، أعاد الروس ترميم المنشأة بما في ذلك تنظيف المواقع التي اجتاحتها الأعشاب، يُظهر هذا على الأرجح سعيهم إلى تكثيف أنشطتهم بالمنطقة”.
ويضيف المحلل الفنلندي الذي شارك في تحليل صور الأقمار الاصطناعية ضمن فريق من المحللين يطلق عليه مجموعة الطائر الأسود: “نشهد حاليا توسيعا للبنية التحتية العسكرية وتغييرات على المستوى التنظيمي وعلى الأغلب تدريب جنود جدد، لكن هذه التغييرات ليست جذرية بعد”.

أقوى مدفعية

و أكدت “فرانس 24” أنه على الرغم من أن الوضع الحالي على حدود فنلندا لا يشبه تماما الحشد الروسي الهائل الذي سبق أن أطلق بوتين عليها اسم “العملية الخاصة” ضد أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، فإن هذه التحركات قد تشكل مؤشرا لأولى الخطوات من زيادة النشاط العسكري خلال السنوات المقبلة، بحسب الاستخبارات الفنلندية.

وبحسب الموقع الفرنسي يشكل تعزيز التواجد العسكري الروسي في هذه المنطقة جزءا من سياق أوسع للصراعات الجيوسياسية المتنامية في القطب الشمالي، فقد أجرت القوات الأمريكية والفنلندية مؤخرا مناورات واسعة النطاق هناك، في سيناريو يحاكي أصلا نزاعا مع روسيا.

ويوضح الموقع الفرنسي أنه على الرغم من كل شيء، فإن فنلندا، التي حاربت الاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية، لا تزال تعتبر أن روسيا هي عدو الأمس والغد على حد سواء، وفي مواجهة “طموحات” فلاديمير بوتين، ضاعفت فنلندا جهودها في السنوات الأخيرة لتحديث جيشها.

وتحرص فنلندا بشكل خاص على زيادة إنفاقها الدفاعي بنسبة تصل إلى ما لا يقل عن 3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2029، كما تبحث إمكانية رفع سن قوات الاحتياط إلى 65 عاما لبلوغ مليون شخص مؤهل للتعبئة بحلول 2031، أي ما يناهز واحد من كل خمسة مواطنين فنلنديين.

وفي هذا الإطار قال إد أرنولد الباحث في المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية (RUSI): “فنلندا على الأرجح هي من بين دول التحالف (الناتو) التي تملك أفضل الدفاعات، وتملك أقوى مدفعية في الاتحاد الأوروبي، ناهيك عن “مخزونات هائلة من الأسلحة والذخيرة، وسيكون من الغباء أن يبدأ الروس عملية عسكرية ضد الناتو بمهاجمة فنلندا أولا”.

آخر الأخبار
تركت ارتياحاً في الأوساط الصناعية.. اتفاقيات سورية تركية تدعم الشبكة الكهربائية آفاق جديدة للدعم الطبي.. سوريا والنرويج نحو شراكة مستدامة "المالية" تستعرض أرقام النفقات والإيرادات للموازنة العامة الشرع وعبد الله الثاني: المجلس التنسيقي يفتح مرحلة جديدة بين البلدين "تجارة دمشق" تلغي شرط التأمينات الاجتماعية الغريواتي لـ"الثورة": يدفع الكثير من التجار للتسجيل بالغر... أردوغان: رفع العقوبات عن سوريا خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار مستقبل احتياطات العالم ومخاطر العملة الواحدة  احتياطي الصين في زمن الاضطراب ..تفكيك الاعتماد على الد... انطلاق أولى قوافل الحجاج من مدينة حماة "نادي الإعلاميين السوريين في قطر".. خطوة مهنية لتعزيز الحضور الإعلامي في الخارج ٨ باصات جديدة بالخدمة في اللاذقية تنفيذي جديد لتجارة و صناعة طرطوس السوريون بين مرحلتين:  الخوف "من الدولة" إلى الخوف "على الدولة" نمذجة معلومات البناء BIM في  حمص "انهض بمدينتك".. تحسين الواقع الخدمي في درعا مشروع فردي باستثمار ذكي  " السماد العضوي" في  "مجبر" طرطوس يؤمن عشرات فرص العمل  ما قصة تعزيز روسيا لقواتها قرب فنلندا.. تحضير للحرب أم استعراض للقوة؟ مخلفات الحرب.. إرث قاتل يخطف الأرواح  القرى المستفيدة من مشروع "البغلة" بريف طرطوس عطشى.. والمؤسسة تستجيب "مياه درعا".. تراجع غزارة ينابيع وادي الهرير وعين ذكر للنصف تزايد الصادرات التركية لسوريا بنسبة 36,7 بالمئة في 4 أشهر