الثورة – سمر رقية:
شق ضاحي خليل طريقه من مشروع بسيط ومن دون رأس مال ضخم، واستطاع إثبات ذاته وتوفير فرص عمل لعشرات العمال، من خلال مشروع لإنتاج السماد العضوي بعد مروره بمشاريع صغيرة ومتعددة، من مواد متوفرة بين يديه، وساعد أسرته وعدة أسر أخرى وعدد من العمال من خلال الحاجة إلى عمال فاعلين قادرين على إعالة أسرهم، في مرحلة كانت الأصعب اقتصادياً ومعيشياً.
صحيفة الثورة زارت المشروع والتقت صاحب المشروع ضاحي خليل، الذي حدثنا عن بدايات المشروع وأهميته، مبيناً أن البداية كانت في عام 2020 بقرية مجبر في ريف الشيخ بدر بطرطوس وبمشروع متناهي الصغر لعدم توفر رأس المال المطلوب، وهو مفقس دواجن رغم صغره نجح المشروع، ودعمته بمفقس ثاني لإنتاج صوص للتربية.
ويضيف: بالتوازي مع هذا المشروع والأخذ بنصيحة أحد الأصدقاء، بدأت بمشروع استنبات الشعير واستكمالاً لمشروع الاستنبات قمت بشراء قطيع من الأغنام وكبر واتسع مع تربية الأبقار والبداية كانت ببقرة واحدة إلى أن أصبحت الآن مزرعة، وهكذا كانت بدايات العمل خطوة خطوة وبتنوع إلى أن وصلنا إلى هذه المرحلة.
ويتابع خليل حديثه: بعد فترة زمنية أخذ عدد الأبقار والأغنام في المزرعة بالازدياد هنا واجهتنا مشكلة الروث الناتج عن الحيوانات وكيفية الاستفادة منه، وكان لا بد من الأخذ بنصيحة الصديق صاحب فكرة استنبات الشعير مرة تانية بـ “الهاضم الحيوي” للاستفادة من الكميات الكبيرة الناتجة من روث الحيوانات.
وعملت بنصيحته، وخلال فترة قصيرة جهزنا الهاضم الحيوي والذي تتم فيه عملية تخمير الروث لمدة 60 يوماً، وبعد عملية التخمير نحصل على سماد عضوي، ونتائجه كانت جيدة على النباتات الأشجار بشهادة كل من قام بتجربته، وهذا ما دفعني للاستمرار بتوسيع مشروعي الصغير وتحسينه، فقمت بإضافة الطحالب للروث ضمن الهاضم وأيضاً النتيجة سماد عضوي فعال وبسبب فعاليته ونتائجه المذهلة على النبات اتسعت رقعة المعرفة بالمشروع، وقمت بترخيص المشروع ليكون العمل قانونياً، هذه الخطوة ساعدت في نشر وتوسيع استخدام السماد في عدة مناطق.
سماد مطلوب للأشجار المثمرة
ولفت خليل أنه وبسبب غلاء السماد الكيماوي أصبح إنتاج المشروع مطلوباً خاصة لمن جربه وشاهد نتائجه على الأرض وخاصة على الأشجار المثمرة وخاصة من قبل سكان القرى المجاورة، بعد ذلك قمت بتحسين السماد، بإضافة روث الطيور وتحديداً البط والبراهما والفري وتم تخصيصه لأشجار الزيتون الذي أعطى نتائج مذهلة، وازداد الطلب على هذا النوع خاصة في منطقة صافيتا وحمص، إضافة لاستخدامه لجميع النباتات والمزروعات الورقية وخاصة نبتة الدخان وهو الموسم الوحيد الذي يعتمد عليه المزارعون في أرياف طرطوس كذلك كانت نتائجه رائعة.
ونوه بأن هذه الأسمدة باتت مطلوبة ومرغوبة من قبل من استخدمها مرة أو أكثر ولاحظ نتائجها على محصوله.
واستكمل حديثه بالقول: أمام هذا العمل اعترضتنا صعوبات كثيرة منها الكهرباء الذي دفعنا للاعتماد الطاقة الشمسية، وكذلك مشكلة استهلاك المياه بشكلٍ كبير، لأن الأبقار في الصيف تعطش كثيراً، بالتالي استهلاك المياه يزداد، لكن مع كل مشكلة تعترضنا نجد الحل لأجل الاستمرار والنجاح.
وختم خليل حديثه بنصيحة أي شاب مقبل على الحياة البدء بأي مشروع مهما كان صغيراً بالنهاية سيصل إلى الغاية التي من أجلها قام بمشروعه، ولا بد من تحمل المنغصات وكل ما يعترضنا من صعوبات تذلل بالصبر والمتابعة للوصول إلى غاياتنا.