الثورة- منذر عيد;
يشكل “الترخيص العام رقم 25″، الذي أصدرته وزارة الخزانة الأميركية ليل أمس، ترجمة عملية لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا ولقائه الرئيس أحمد الشرع في الرياض الأسبوع الماضي، كما يمثل نقلة نوعية نحو علاقة جديدة بين سوريا والولايات المتحدة.
وأكدت الخزانة الأميركية التي أصدرت قرار رفع العقوبات عن الرئيس الشرع، ووزير الداخلية أنس الخطاب، إضافة إلى البنك المركزي وعدد من البنوك الأخرى والعديد من شركات النفط والغاز الحكومية، والوزارات، والخطوط الجوية السورية، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، وموانئ اللاذقية وطرطوس، أن القرار يمثل خطوة أولى على طريق جهد أميركي أوسع لرفع العقوبات عن سوريا، ليوضح في ذات السياق وزير الخارجية ماركو روبيو في بيان أن “تحركاتا اليوم تمثل الخطوة الأولى في تحقيق رؤية الرئيس لعلاقة جديدة بين سوريا والولايات المتحدة”، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز”.
لا شك أن القرار رقم 25 يفتح الباب واسعا أمام تدفق الاستثمارات الاقتصادية الخارجية للعمل في السوق السورية، ويعمل على ضخ الدم مجددا في جميع قطاعات الاقتصاد السوري، خاصة بعد أن وصف ترامب تلك العقوبات أنها كانت قاسية ومُشلّة، وعليه فقد شددت وزارة الخزانة الأميركية في بيانها أن القرار يهدف إلى المساعدة في إعادة بناء الاقتصاد السوري والقطاع المالي والبنية التحتية، بما يتماشى مع مصالح السياسة الخارجية الأميركية، منوهة إلى أنه لتحقيق ذلك، من الضروري جلب استثمارات جديدة إلى سوريا ودعم الحكومة السورية الجديدة.
رفع العقوبات عن الرئيس الشرع وخطاب، يحمل الكثير من الدلالات والمعاني السياسية بعيدا عن التبعات الإيجابية الاقتصادية، حيث يشكل القرار 25 اعترافا أميركيا رسميا بالرئيس الشرع والحكومة، ويدلل على استعداد واشنطن للتعاون معهما من باب الشرعية ومنظور الدولة، لا من باب الفصائل والمجموعات التي كانت تصنفها “إرهابية”، كما أنه يبعث برسائل إلى الخارج الدولي أجمع أن التعامل مع دمشق والحفاظ على أمنها واستقرارها أمر أساس لاستقرار المنطقة، وبث السلام بين دولها.
وفي السياق فإن القرار ورفع واشنطن العقوبات عن الرئيس الشرع وخطاب وعدد من الكيانات الاقتصادية، سيساهم إلى حد كبير في دفع باقي الدول المترددة الأوروبية والعربية إلى سلوك ذات الطريق والتوجه نحو دمشق لبناء علاقات جديدة وفق مبدأ المصالح المشتركة واحترام سيادة واستقرار كل دولة للأخرى.
لقد طوى قرار واشنطن ذو الرقم25 صفحة سوداء من عمر العلاقات السورية- الأميركية، وإعلان عن عهد جديد في العلاقات، وفق ما جاء في بيان وزارة الخزانة بقولها:” انتهى عهد وحشية نظام الأسد ضد شعبه ودعمه للإرهاب في المنطقة، وبدأ فصل جديد من حياة الشعب السوري، تلتزم حكومة الولايات المتحدة بدعم سوريا مستقرة وموحدة، تعيش في سلام مع نفسها ومع جيرانها، وقد مُدد تخفيف العقوبات الأمريكية ليشمل الحكومة السورية الجديدة، بشرط ألا توفر البلاد ملاذًا آمنًا للمنظمات الإرهابية، وأن تضمن أمن أقلياتها الدينية والعرقية، وستواصل الولايات المتحدة مراقبة تقدم سوريا وتطوراتها على أرض الواقع”، وفق ما ذكرت قناة “CNN”.
