احمد نور الرسلان:
جدد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، موقف بلاده الرافض للاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مشددًا على أن أنقرة ستواصل معارضة هذه الانتهاكات في جميع المحافل الدولية. جاء ذلك خلال لقائه بالرئيس أحمد الشرع الذي أجرى زيارة رسمية إلى إسطنبول اليوم السبت، هي الأولى له عقب قرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن سوريا.
وأوضح بيان صادر عن الرئاسة التركية، أن اللقاء الذي جمع الرئيسين في قصر دولما باهتشي التاريخي، تناول العلاقات الثنائية بين تركيا وسوريا، بالإضافة إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وعبر “أردوغان” عن ثقته بمستقبل سوريا، قائلًا إن “أيامًا أكثر إشراقًا وسلامًا تنتظر البلاد”، مؤكدًا التزام بلاده الدائم بدعم سوريا وشعبها، ومشدداً على أهمية وحدة الأراضي السورية وحتمية إدارة الدولة من مركز واحد يضمن سيادتها واستقرارها.
وأضاف الرئيس التركي، أن تركيا ترحب بقرار رفع العقوبات الدولية عن سوريا، معتبراً أن هذه الخطوة “محورية في فتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون والشراكة، ولا سيما في قطاعات الطاقة، والدفاع، والنقل”.
من جانبه، عبّر الرئيس أحمد الشرع عن تقديره العميق للدور التركي في دعم مسار رفع العقوبات، مثمنًا الجهود التي بذلتها أنقرة على المستويين الإقليمي والدولي لتسهيل هذا التحول.
وشهد الاجتماع مشاركة عدد من كبار المسؤولين الأتراك، على رأسهم وزير الخارجية هاكان فيدان، وزير الدفاع يشار غولر، رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالن، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية خلوق غورغون، بالإضافة إلى كبار المستشارين في الملفين الأمني والخارجي.
في المقابل، رافق الرئيس الشرع كل من وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، في زيارة رسمية وصفت بأنها تؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين أنقرة ودمشق.
ويعتبر هذا اللقاء، خطوة مفصلية في سياق تقارب سياسي متسارع بين البلدين، مدفوع بإعادة التموضع الإقليمي بعد سنوات من القطيعة والتوتر، وبالتزامن مع الانفتاح الدولي على الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع، لعبت تركيا دوراً بارزاً في تعزيز حضور سوريا الإقليمي والدولي، وكانت من أكثر الدول دعماً لقضية الشعب السوري في الحرية لسنوات طويلة، مايجعلها مقربة وفي موضع تقرير عال من الشعب السوري وقيادته.