نسمات من عبق الأدب والانتصار  على مسرح دار الأوبرا 

عمار النعمة: 
هنا في قلب دمشق الأبية، حيث يلتقي الماضي بالحاضر، وعلى مسرح دار الأوبرا قدموا لنا أبياتاً  تتناغم مع أنفاس هذه المدينة الجميلة، النقية، منبع الحضارة والتراث العظيم، فكانت الأمسية الشعرية (نصر يليق بنا) للشاعرين أنس دغيم، وحذيفة العرجي، بحضور وزير الثقافة محمد ياسين صالح، وحشد من المثقفين والإعلاميين ومحبي الشعر .
حين نتحدث عن الشعر، فإننا لا نتحدث عن أبيات وكفى، بل عن شعور متكامل، فجمال الشعر يكمن في قدرته على اختصار مشاعرنا العميقة في كلمات قليلة، وعلى رسم صور لا تُرى بالعين، بل نشعر بها في القلب .


من منّا لا يعشق الشعر ويطرب لسماعه، ألم يقل أرسطو أن الشعر فن من فنون المحاكاة كالموسيقا والرسم، وغير ذلك من الفنون الإبداعية، فكيف إذا كان الشعر من شاعرين قدما الشعر بصورة لامست قلوبنا ففاضت اللغة من حولنا لتشعل المكان بجمال النصر والحياة.
أنس دغيم الذي لم يتوقف صوته عن قول الشعر فجذبنا وجعلنا نتابعه في كل مكان وخصوصاً في برنامح بيت القصيد كان له اليوم جلسة شعرية بطعم دمشق.. فوقف على خشبة المسرح ليشاركنا بعضاً من أبياته التي نبعت من أعماق قلبه فوجدت لها مكاناً كبيراً في قلوبنا .


قال في رائعته إبراهيم:
عندي من الماء ما في الأرض مِن حَطَبٍ
لا توقدوا النار، إبراهيم كان أبي
فيا أبي يا أبي يا يوب يا أبتي
يا ياب يا بوي يا صوتي ويا عربي
لقد صدقتك وعدي صرت أشعرهم
لكنني لم أبع قلبي ولا أدبي
علمتني ما نسيت الدرس أذكره
وقلت لي شرف الإنسان يا ولدي
لا تقطع الخيط بين الخمر والعنب
في رفعة الرأس لا في فتلة الشنب
أما في قصيدته خمسون عاماً فقال :
خمسون عاماً وقلبي لا يفارقه نوح الحمام ولا حزن النواعير
ونحن من آمن الدنيا وأطعمها عام الرمادة من خبز التنانير
خمسون عاماً وبرد الظلم لم يغادر حارات دمشق القديمة
خمسون عاماً : وسادية القومية المشبوهة تجرّد حجارة قاسيون من تاريخها العربي.
خمسون عاماً والفرات يركض دون جدوى، وماء العاصي يغتاله حزن النواعير .
خمسون عاماً وحنطة الجزيرة تستجدي على أبواب المساجد .
خمسون عاماً والبعث يأخذ بالدم ويعطي بالدم ….. ولا يبعثون .
خمسون عاماً وطريق التحرير غير سالك بسبب تراكم العلوج .
خمسون عاماً وأبو عبيدة يرابط عند باب الجابية ولم يكتب له الفتح بعد .
خمسون عاماً وحمام الجامع الأموي غائب عن صلاة الجماعة.
خمسون عاماً وأركان العرش منصوبة على أشلاء المظلومين .
ما مسح الملك فيها على رأس فقير، ولا كفكف الحاكم فيها دمعة يتيم.
بدوره الشاعر حذيفة العرجي الذي كتب عن جراح الثورة، وأسئلة الإنسان بدأ في إلقاء شعره، فغُمرت الأجواء بنسمات من عبق الأدب والجمال، أتى شعره كنسمةٍ دافئة أو كصرخةٍ صادقة، ترافقنا في الحزن والفرح، وفي الغربة والحنين، وفي الحب والفقد… فقال:
بالطبع.. يمكنكِ التوجّهُ من هُنا
ثُمَّ اليمينَ، إذا بكِ الدربُ انثنى .
سيري قليلاً، ثَمَّ بائعُ أنجُمٍ
للتائهينَ، وقد يبيعُكِ موطنا!
وإذا أردتِ.. على يسارِ مَحلِّهِ
كشكٌ يوفّرُ كلَّ أنواعِ المُنى!
سترينَ ميتاً فيهِ، يُنشِدُ شِعرَهُ
لبلادهِ، لا تفزعي.. هذا أنا!
وفي قصيدته ” من تائه إلى تائهة” قال:
أفكارك السوداء ما يُبقيها؟
ما دمت لا تقوين.. فلتلقيها
لا تكذبي، تبدو بصوتك غصةً تتنحنحين رجاء أن تخفيها!
بالرغم من ثقل العلاقة بيننا وغرورها، بلواك أشعر فيها
إن كان لا يعنيك شأنك مطلقاً فالنار تحت تبسمي.. يعنيها
خلف الغموض تُخبئين مقابراً للذكريات.. وأهلها .. وبنيها
ما كل ما تئدين فيك بميت بعض المشاعر قتلها يُحييها
الحزن صياد الجميلات.. اهربي من لا تموت فداءهُ يُنهيها
أغرقت في عينيك روحي عامداً لا يرحم الرحمن من ينجيها!
يا مستحيلاً.. مثل شعر ضاحك قالته خنساء بموت أخيها
كما قدم قصيدته المشهورة “الاعتذاريّة” وجاء فيها:
أُحيي صمودَكَ بعدَ انهيارِهْ
وأشتاتَ قلبكَ بعدَ انكسارِهْ
لقد كنتَ طوداً عظيماً إلى أن
رمتكَ بما لا تُطيقُ المكارِه
تحملتَ فوقَ المُبالغِ فيه
فداءَ غدٍَ لم تزل بانتظارِه
وطأطأت للحُبِّ رأساً عزيزاً
فجازاك بعدَ الجنانِ بنارِه.

آخر الأخبار
الاتصالات تبحث التعاون الرقمي والتقني مع وفد التجارة الأردني في بيلدكس.. شركات تعود من الغربة لتبني من جديد  رؤى لتطوير صناعة النسيج ومقومات نجاحه    خربوطلي لـ"الثورة": سوريا تبقى الشاغل لدول العالم لفرصها الاستثمارية  الشيباني: بوادر الاستثمارات الضخمة بدأت وستنعكس إيجاباً على المواطن شركات جزائرية في حسياء الصناعية بشائر خير للأسواق السورية..  تفاهمات ولجان لعلاقات صناعية و تجارية متقدمة مع الأردن    وقف استيراد الخضار  العقاد لـ"الثورة": بلدنا زراعي يصدّر ولا يستورد    تشخيص واقع مزارع الفستق الحلبي ودعوات لدعم المزارعين  محاضرة عن واقع مياه الشرب في حلب .. آفاق وتحديات    ميليباند: الاحتياجات في سوريا هائلة والقيادة الجديدة تريد الاستقرار للمنطقة تشغيل محطة مياه المريعية النموذجية باستطاعة 160 م3/سا خازن غرفة تجارة الريف : نسعى إلى تبسيط الإجراءات تسويق 242 طناً من القمح في حمص  اغتيال ضابط شرطة في جرابلس بعبوة ناسفة استهدفت سيارته وأصابت أسرته  "المالية" والمنافذ البرية والبحرية تناقشان التنسيق المالي والجمركي  تناقص كبير في نسبة تخزين سدود حمص تقييم أضرار المباني الخاصة تمهيداً لإعمارها في درعا  توزيع قرطاسية على 1300 طالب وطالبة في كويا  العملات المشفرة إلى أين؟.. تعاملات في الظل عبر الانترنت ومن دون مرجعية "المركزي"