الثورة – ناديا سعود:
تواجه سوريا واحدة من أشد الكوارث البيئية، بعد أن اجتاحت حرائق مدمّرة مساحات واسعة من محافظة اللاذقية، مخلّفة وراءها أكثر من 37,000 فدان من الغابات والأراضي الزراعية، وسط موجات نزوح وانقطاعات كهربائية واحتياجات طبية وإنسانية متزايدة.
وفي مواجهة هذه الكارثة، أعلنت الجمعية الطبية السورية- الأميركية (SAMS) عن استجابة عاجلة شاملة في المناطق المتضررة، بالتنسيق المباشر مع مديرية صحة اللاذقية، وعدد من الشركاء المحليين والدوليين.
وقال مدير مكتب الساحل في الجمعية الدكتور محمد بكرو لـ”الثورة”: “منذ اللحظات الأولى للكارثة، شرعت SAMS في تنفيذ خطة طوارئ ميدانية، بالتعاون مع مديرية صحة اللاذقية، بقيادة الدكتور خليل آغا، الذي يُعد من الكوادر الصحية الفاعلة في المنطقة. وتهدف هذه الخطة إلى تخفيف الآثار الصحية الناجمة عن الحرائق عبر دعم المنظومة الطبية وتعزيز قدرتها على الاستجابة الفورية”.
وأوضح أن الجمعية أرسلت شحنة أولى من الأدوية والمستهلكات الطبية الأساسية من مستودعاتها لتغطية النقص في المناطق المنكوبة، كما سيرت سيارتي إسعاف تابعتين لمنظومة الإسعاف في شمال غرب سوريا إلى مواقع الحرائق، بعد التنسيق مع منظمة الصحة العالمية (WHO).
وقد تمركزت إحدى السيارتين في ما يُعرف بـ”النقطة صفر” الأقرب لمواقع النيران، وساهمت بنقل مصابين إلى مراكز طبية لتلقي العلاج اللازم، وفي إطار الدعم المالي، قدّمت SAMS مبلغًا أولياً قدره 10,000 دولار أمريكي لتأمين الاحتياجات الطبية العاجلة، أعقبه دعم إضافي بقيمة 40,000 دولار لتوفير الوقود اللازم لآليات الدفاع المدني العاملة في إخماد الحرائق.
كما كثّفت الجمعية جهودها التنسيقية مع الشركاء في المجلس التنفيذي وأعضاء مجلس الأمناء، بالتوازي مع العمل الميداني المشترك مع الدفاع المدني السوري لتحديد الأولويات الطارئة.
استمرار الدعم في الساحل
وبعيداً عن الاستجابة الطارئة، تواصل SAMS تعزيز البنية التحتية الصحية في الساحل السوري. فقد تم مؤخراً تشغيل أول جهاز مسرّع خطي للعلاج الإشعاعي في مستشفى اللاذقية، في خطوة وصفها مختصون بالنقلة النوعية في علاج مرضى الأورام في المنطقة.. كما تم تأمين قطع الغيار اللازمة لتشغيل الجهاز الثاني، بجهود فريق SAMS والمهندس الطبي إسماعيل، مع توقع بدء تشغيله خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأكد الدكتور بكرو أن الجمعية ماضية في التزامها الإنساني والطبي تجاه جميع المناطق السورية المتضررة، مشدداً على أهمية الجهوزية الدائمة لمواجهة الكوارث.
رسالة تضامن ومسؤولية
من جانبه، قال مدير المكتب الإعلامي لـ”SAMS” محمد الشيخ يوسف: إن حرائق الساحل لم تكن مجرد كارثة بيئية، بل شكلت جرس إنذار أعاد تسليط الضوء على ضرورة تعزيز العمل الجماعي والمؤسساتي.
وقال الشيخ يوسف في تصريح لـ”الثورة”: “وحّدت هذه الكارثة الجهود، وأظهرت أن التعاون المبني على الشعور بالمسؤولية هو السبيل لتقليل حجم الخسائر ومواجهة التحديات الكبرى، كما ذكّرتنا بضرورة الاستثمار في تطوير الموارد المحلية، ولاسيما في مجالات الاستجابة السريعة والبنية التحتية الصحية، استعداداً لأي أزمة مشابهة في المستقبل، سواء أكانت بيئية، كالحرائق، أو طبيعية، كما شهدنا في كارثة الزلزال 2023 أو خلال جائحة كورونا”.
وفي ظل استمرار التحديات المناخية والبيئية، تُجدد SAMS تأكيدها على الوقوف إلى جانب الشعب السوري، عبر استجابات فعالة تضمن تقديم الرعاية والدعم في الأوقات الحرجة، بالتنسيق مع الهيئات الصحية المحلية والدولية.