الثورة-أسماء الفريح:
حذر المقرر الخاص الأممي المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري من أن الاحتلال أوصل غزة إلى “أخطر مراحل التجويع” , مشدداً على أنه حان الأوان للتحرك.
وفي تصريحات للأناضول حول المجاعة في غزة, قال فخري:” ينبغي عدم نسيان أن “إسرائيل” أعلنت نيتها استخدام التجويع كسلاح”, مضيفاً إن: “إسرائيل منعت المساعدات الإنسانية تماماً، أو قيّدتها أو هاجمت قوافل الإغاثة بشكل متعمد..والآن، ما نشهده هو المرحلة الأخطر من حملة التجويع”.
وأكد أن آثار ذلك ستستمر لأجيال، وخاصة أن ما يحدث في القطاع هو “إبادة جماعية وتجويع وجريمة ضد الإنسانية وانتهاك جسيم لحقوق الإنسان”.
وتابع أن: “خطة إسرائيل كانت دائما إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر والدمار وإيقاع أعلى عدد من القتلى لتحقيق هدفها الأساسي وهو احتلال غزة بالكامل وضمها”.
وقال إن القطاع شهد مؤخرا دخول كمية ضئيلة من المساعدات، “لكنها لا تلبي احتياجات السكان”, وشدد على أن “أهم ما يجب تذكره هو أن الأرقام التي لدينا الآن دائما أقل بكثير من الواقع، لأن الصحفيين الدوليين لا يُسمح لهم بالدخول، كما أن عددا محدودا جدا من موظفي الإغاثة يُسمح لهم بالعمل هناك.. لذلك نعلم أن الواقع أسوأ بكثير مما يمكننا تخيله”.
وأكد أن “الحصار الكامل الذي فرضته إسرائيل على القطاع أدى إلى زيادة حادة في حالات سوء التغذية بين الأطفال، حيث ارتفعت بنسبة 80 بالمئة في آذار وحده”, كما أن أسعار دقيق القمح المستخدم في صناعة الخبز ارتفعت بنسبة 3000 بالمئة منذ شباط الماضي.
وتابع فخري: “هذه ليست مجرد أرقام.. ويجب أن نتذكر أن هذا يعني أن الناس يرون أطفالهم يموتون جوعاً بين أيديهم.. إنها كارثة مجتمعية ستستمر لأجيال”.
وشدد على أن “الأولوية القصوى الآن هي السماح العاجل بدخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى غزة”، مقترحاً أن تقوم الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ”منح تفويض لقوات حفظ السلام لمرافقة قوافل الإغاثة، أو مشاركة أعضاء برلمانات ودبلوماسيين وسياسيين ضمن قوافل المساعدات المدنية للدخول إلى غزة”.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” وصف أمس قطاع غزة بأنه “أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض”، وأكد استعداد الأمم المتحدة لإدخال المساعدات إلى القطاع “فوراً وعلى نطاق واسع” ولاسيما أن “الوقت ينفد بسرعة كبيرة، والأرواح تُزهق كل ساعة” في القطاع.
وفي حوار لمتحدث “أوتشا” يانس لاركيه مع موقع أخبار الأمم المتحدة قال: إن لدى المنظمة الأممية قرابة 180 ألف منصة متنقلة من المواد الغذائية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة جاهزة لدخول غزة.
الضحايا لهم أحلام وآمال
من جانبها قالت منسقة الأمم المتحدة الخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط سيغريد كاغ إنه ينبغي عدم الاعتياد على أعداد القتلى والجرحى في القطاع ، وإن الضحايا ليسوا مجرد أرقام بل أناس لهم أسماء وأحلام وآمال.
وخلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، نقلت الأناضول عن كاغ , التي تشغل أيضًا منصب، منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، إن المؤتمر الدولي رفيع المستوى المزمع عقده في حزيران القادم برئاسة فرنسا والسعودية، يقدم فرصة مهمة للغاية بهذا الصدد.
وفي السياق, دعت إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا والنرويج، في بيان مشترك أمس إلى قبول فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة, مؤكدة أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومنحها العضوية الكاملة في المنظمة الدولية أصبح ضرورة سياسية ودبلوماسية، وليس مجرد موقف أخلاقي، في ظل الجمود الطويل في عملية السلام.
ووفق موقع روسيا اليوم فإن دعوة الدول الأربع جاءت في سياق اجتماع مجموعة “مدريد+”.
جدير بالذكر، أن 147 دولة من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة اعترفت بدولة فلسطين حتى الآن، بينما لا تزال بعض الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع، ترفض ذلك.
وفي القاهرة, أشاد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية السفير أحمد رشيد خطابي، بموقف “الأغلبية القوية” في الاتحاد الأوروبي (17 من 27 عضواً) بشأن التوجه نحو مراجعة اتفاقية الشراكة القائمة مع “إسرائيل” وذلك في ضوء المقترح المقدم من هولندا وبما يحمله من مغزى سياسي وحقوقي عميق بحكم اعتماده على المقتضيات الخاصة “باحترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية” وسط الوضع الكارثي في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال السفير خطابي، في تصريح له أمس نقله موقع بوابة الأهرام إن مواقف حازمة مماثلة من قبيل الاعتراف بدولة فلسطين والتلويح بالعقوبات ضد “إسرائيل”، وحظر بيع السلاح، وتجميد مفاوضات التبادل الحر، ومنع استيراد منتجات المستوطنين، تعد خطوات متقدمة لفرض مزيد من الضغط الدولي لإنهاء الحرب على غزة، إضافة إلى أنها تشكل مدخلا مشجعا للفهم السليم والقويم لهذا النزاع التاريخي المرير وفق رؤية “حل الدولتين”.