الثورة _ نيفين أحمد:
في تطور لافت على المسار الدبلوماسي كشفت تقارير أمريكية عن تفاؤل في أروقة البيت الأبيض بشأن التوصل إلى اتفاق، قد يُنهي الحرب في قطاع غزة، وسط تحركات متسارعة يقودها المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط “ستيف ويتكوف”.
ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس ترامب تعتبر أنها على بُعد خطوات قليلة من اتفاق محتمل بين إسرائيل وحركة “حماس” قد يُفضي إلى وقف القتال المستمر منذ أشهر.
وأضافت المصادر أن نجاح المبادرة مرهون بتحرك الطرفين وتقديم تنازلات محدودة، ويأتي هذا التحرك بعد تأكيد ترامب أمس الأربعاء أن إدارته “تبلي بلاءً حسناً” في ما يتعلق بملف غزة، داعياً جميع الأطراف إلى الموافقة على الوثيقة التي قدمها ويتكوف، والتي تُعد -بحسب مراقبين- أكثر المقترحات توازناً منذ اندلاع الأزمة الأخيرة.
وأعرب ترامب في تصريحات سابقة مطلع الأسبوع عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى “أخبار سارة من غزة” في إشارة إلى تجاوب حركة “حماس” مع المقترحات الأمريكية.
من جانبه قال ويتكوف إن واشنطن بصدد إرسال “ورقة شروط جديدة” بهدف التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب، مضيفاً: “ينتابني شعور جيد بشأن إمكانية التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة كخطوة أولى نحو حلٍ طويل الأمد للنزاع”.
انسحاب تدريجي
وأكد المبعوث الأمريكي أن بلاده تواصل الضغط على جميع الأطراف لقبول المقترحات المطروحة، مضيفاً: “نحث كل الجهات المعنية على اغتنام هذه الفرصة من أجل إنهاء الأزمة”.
وفي تطور ميداني مهم، أعلنت حركة “حماس” رسمياً قبولها بمقترح ويتكوف الذي يتضمن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، وانسحاباً تدريجياً لقوات الاحتلال الإسرائيلية من قطاع غزة، مقابل الإفراج عن نصف الأسرى الأحياء ونصف الجثث التي تحتجزها الحركة، تمهيداً لمفاوضات أكثر شمولاً لإنهاء الحرب.
وبحسب شبكة “سي إن إن” فإن الخطة تتضمن مراحل متدرجة تؤدي إلى وقف العمليات القتالية، وبدء عملية سياسية تهدف إلى إعادة الاستقرار إلى القطاع.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات قد تمهد الطريق نحو إنهاء واحدة من أكثر جولات الصراع دموية في غزة، لكنها تبقى رهينة التنفيذ الفعلي والتزام الأطراف المعنية بالشروط المطروحة.