الثورة :
عقد السيد الرئيس أحمد الشرع، اجتماعاً موسعاً في قصر الشعب بدمشق مع وفد سياسي من محافظة السويداء، ضم نشطاء وممثلين عن الفعاليات المحلية، بحضور محافظ السويداء مصطفى بكور، في جلسة استمرت نحو ساعة ونصف، خُصصت لبحث واقع المحافظة السياسي والأمني والخدمي، وطرح رؤية متكاملة تتوافق مع متطلبات المرحلة الانتقالية.
أكّد الرئيس الشرع خلال اللقاء أن الدولة منفتحة على مقاربات سياسية واقعية لمعالجة تحديات السويداء، مشدداً على ضرورة إشراك كل المحافظات في مسار التعافي الوطني، واعتبار السويداء جزءاً محورياً في أي نهضة اقتصادية أو تنموية قادمة.
وأضاف أن بيئة الاستثمار لا يمكن أن تنمو في ظل حالة الانفلات الأمني وتعدد الفصائل، معرباً عن تفهمه لخصوصية الوضع المحلي، لكنه دعا في الوقت ذاته إلى اندماج أبناء المحافظة في مؤسسات وزارتي الداخلية والدفاع، والعمل على تنظيم حيازة السلاح ضمن أطر الدولة، للحد من الفوضى واستغلالها من قبل أطراف تعيق الحلول.
قدّم الوفد الزائر ورقة مطالب شاملة تنقسم إلى ثلاثة محاور رئيسية، استُهلت بالتأكيد على ثوابت وطنية أساسية، أبرزها رفض خطاب الكراهية، وترسيخ مبدأ سيادة القانون على جميع السوريين دون تمييز.
ففي المستوى الأول، تعزيز الأمن وسيادة القانون، حيث دعا الوفد إلى تمكين الضابطة العدلية وتعزيز دور الشرطة المحلية بغطاء قانوني ولوجستي من وزارة الداخلية، وفتح باب الانتساب الرسمي لأبناء السويداء.
كما طالب باستكمال تشكيل وحدات عسكرية من الكوادر المحلية بالتعاون مع وزارة الدفاع، وتأمين طريق دمشق – السويداء، ومواجهة التهديدات الأمنية، وتشكيل لجنة تقصي حقائق مستقلة للتحقيق في أحداث السويداء وصحنايا، مع المطالبة بالإفراج عن المعتقلين وفق الأطر القانونية.
أما المستوى الثاني: إصلاح إداري وخدمي، شددت الورقة على أولوية تأهيل شبكة الكهرباء وحماية آبار المياه، وضمان استمرار تدفق التجارة إلى المحافظة، إلى جانب إعادة هيكلة المؤسسات الرسمية بما يتيح الاستفادة من الخبرات الأكاديمية والكفاءات المحلية.
وطُرحت مطالب بإيجاد حلول فورية لمشاكل الطلاب، وتحسين أوضاع الموظفين وزيادة رواتبهم، إضافة إلى تنفيذ خطة اقتصادية تستوعب العاطلين عن العمل وتوفر فرصاً تنموية حقيقية.
وركز المستوى الثالث على فتح حوار وطني ومبادرات مصالحة، حيث أكد الوفد ضرورة إطلاق حوار وطني مفتوح حول المسائل الدستورية والثقافية ومستقبل الدولة، وتفعيل آليات المصالحة بين السويداء ودرعا والعشائر المجاورة. واقترحت الورقة تشكيل لجان تخصصية تضم ممثلين عن مكونات المحافظة، تتولى متابعة هذه القضايا بالتنسيق مع الوزارات المعنية والمحافظة ضمن جدول زمني واضح.
أشار الحضور إلى أن اللقاء مثّل بداية لمسار تفاعلي جديد يربط بين قصر الشعب وقضايا الأطراف المحلية، ويؤسس لعلاقة تعاونية بين المجتمع الأهلي والمؤسسات المركزية. كما عبّر المشاركون عن أملهم في أن تكون هذه الجلسة خطوة أولى على طريق إرساء استقرار شامل في السويداء، يؤهلها لتكون شريكاً فاعلاً في بناء سوريا الجديدة.