الثورة – متابعات:
قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، “هند قبوات”، في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” تناولتها عدة وسائل إعلام غربية، إن رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العمل التنفيذي الحقيقي، بعد سنوات من التخطيط المعطل بسبب القيود الدولية، معتبرة أن البلاد باتت مهيأة الآن لمواجهة تحديات جوهرية أبرزها محاربة الفساد وإعادة ملايين اللاجئين إلى وطنهم.
لفتت قبوات إلى أن الحكومة السورية الجديدة كانت، في السابق، تعمل على صياغة الخطط والرؤى، لكن لم يكن بالإمكان تنفيذ أي شيء على الأرض، موضحة: “العقوبات كانت تشلّ كل مفاصل العمل، أما الآن فبإمكاننا الانتقال إلى مرحلة التنفيذ”، لكنها شددت في الوقت ذاته على أن “تخفيف العقوبات لن يُحدث فرقاً مباشراً، بل سيأخذ وقتاً حتى تظهر آثاره بشكل ملموس على الأرض”.
وبنبرة واقعية، قالت الوزيرة: “نحن لا نقول إن أي شيء سهل، وندرك تماماً حجم التحديات، لكننا نرفض الاستسلام للتشاؤم، ونحتاج إلى التفاؤل كي نمضي خطوة بخطوة نحو التغيير”، معتبرة أن رؤية الحكومة السورية اليوم ترتكز على هدف واضح: “لا نريد لا سلالاً غذائية ولا خياماً بعد خمس سنوات، بل نريد اقتصاداً حيوياً ومؤسسات مستدامة”.
سلّطت قبوات الضوء على التحديات المتعلقة بمحاربة الفساد، قائلة: “كيف يمكنني مكافحة الفساد، إذا كان الراتب الشهري لموظف حكومي لا يتجاوز 40 دولاراً، وهو مبلغ لا يكفي لتأمين طعام لعشرة أيام؟”، داعية إلى تحسين الظروف المعيشية كشرط أساسي لبناء مؤسسات شفافة ومسؤولة.
تطرّقت الوزيرة إلى الهواجس الغربية بشأن وضع الأقليات في سوريا، موضحة: “في كل بلد أزوره، يكون أول وآخر سؤال هو: ما هو وضع الأقليات؟ وأنا أتفهم هذه المخاوف، لكن ينبغي على الغرب أن يقلق من وضع جميع السوريين، نساءً ورجالاً”، مشددة على ضرورة أن تكون المساواة والعدالة للجميع حجر أساس في مستقبل البلاد.
أشادت قبوات بالدور الذي لعبته المرأة السورية خلال السنوات الـ14 الماضية، قائلة: “المرأة السورية عانت كثيراً، لكنها نهضت وعملت في كل المجالات، واليوم هناك فرص أكبر للنساء مما كان عليه الوضع في عهد الأسد”، مضيفة أن إعادة بناء سوريا تتطلب مشاركة كاملة للنساء والرجال في كل مفاصل الدولة.
في ختام حديثها، وجهت وزيرة الشؤون الاجتماعية رسالة إلى المجتمع الدولي، داعية إلى أن تكون أولوية المرحلة المقبلة دعم الاقتصاد السوري، مضيفة: “علينا جميعاً أن نمنع انزلاق البلاد نحو الفوضى، والاستثمار في الاستقرار هو استثمار في أمن المنطقة والعالم”.