الثورة – هراير جوانيان:
تتجه الأنظار مساء اليوم إلى ملعب (أليانز أرينا) في ميونيخ الألمانية الذي يستضيف نهائياً من العيار الثقيل في النسخة الـ(70) في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بين باريس سان جيرمان الفرنسي وإنتر ميلانو الإيطالي، بقيادة الحكم الروماني استفان كوفاكس.
المتتبعون للكرة المستديرة سيكونون على موعد مع مواجهة لم تكن في الحسبان في بداية الموسم، إذ توقّع الجميع تأهل ليفربول أو ريال مدريد أو آرسنال أو بايرن ميونيخ إلى المباراة النهائية، إلا أنّ الكلمة على أرض الملعب جاءت من النادي الباريسي والنادي الإيطالي، اللذين استحقا بلوغ هذه المرحلة بجدارة.
جدار ميلان
بنى إنزاغي جداراً دفاعياً صلباً، هو الأفضل في أوروبا هذا الموسم، مع لاعبين من الطراز الرفيع، مثل أتشيربي ودومفريس وباستوني وغيرهم… ولا ننسى دور الحارس السويسري يان سومر الفعّال بين الخشبات الثلاث ومساهمته في إيصال النيراتزوري إلى النهائي.
وتمكن الأرجنتيني لاوتاردو مارتينيز، من تسجيل (22) هدفاً و(7) تمريرات حاسمة هذا الموسم بمختلف المسابقات، بينما حقق ماركوس تورام (18) هدفاً و(9) تمريرات حاسمة، ما يؤكد أنهما لاعبان حاسمان أمام المرمى، ويُحسب لهما ألف حساب، رغم اعتماد إنتر على التكتيك الدفاعي.
قوة هجومية
في المقابل، يعيش باريس سان جيرمان أجمل مواسمه، بقيادة المدرب الإسباني لويس إنريكه، فكرة القدم الهجومية التي يقدّمها الفريق الباريسي ممتعة وتصعب مواجهتها.
من كان يتخيّل أن يكون باريس سان جيرمان اليوم أفضل من ذلك الذي كان لديه أهم النجوم في صفوفه مثل كيليان مبابي وليونيل ميسي ونيمار؟ وجد إنريكه التوليفة المناسبة هذا الموسم، محققاً كل الألقاب المحلية الممكنة، وعينه على اللقب الأوروبي الأول في تاريخ النادي.
وثبّت اللاعب عثمان ديمبيلي قدميه جيداً في باريس، فلم يعد اللاعب (العبء) على فريقه كما كانت حاله مع برشلونة، حتى إنه تحسّن تحسناً ملحوظاً من الناحية البدنية، وابتعد عن الإصابات، وتمكن هذا الموسم من تسجيل (33) هدفاً و(13) تمريرة حاسمة، في (48) مباراة بمختلف المسابقات.
إلى جانب ديمبيلي، يبرز الجناح باركولا الذي سجل بدوره هذا الموسم (21) هدفاً و(18) تمريرة حاسمة في (57) مباراة، كما لا يمكن إغفال الدور المهم الذي يقوم به الشاب ديزيري دوي مع فريقه، وهو لايزال في الـ(19) من عمره.
الترسانة الهجومية في باريس سان جيرمان يُقابلها خط دفاعي قوي أيضاً، مع أسماء مثل أشرف حكيمي ونونو مينديش وويليان باكو وماركينيوس ولوكاس بيرالدو، بالإضافة إلى حائط محصّن في الخلف وهو الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما.
بهذه الأسماء، تمكن إنريكه من فرض سيطرته على الساحة المحلية والأوروبية، وسيسعى الآن إلى فك شيفرة جدار إنزاغي لحصد أول ألقاب الباريسي في الأبطال، وهو الهدف الذي عملت عليه الإدارة منذ سنوات، حتى اكتشفت الآن أنّ البطولات بإمكانها أن تأتي مع مدرب ذكي ومجموعة متكاملة ومتجانسة، وليس بالضرورة مع أسماء تبلغ قيمتها الملايين.
يبحث إنتر إنزاغي عن اللقب الرابع في هذه المسابقة القارية العريقة، والأول منذ (15) عاماً، فيما يريد باريس أن يكسر النحس ويرفع الكأس ذات الأذنين للمرّة الأولى، ليدوّن اسمه بين الكبار، فالانتظار استمرّ طويلاً والآن حان وقت الحصاد.