الثورة – خاص:
أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين عن سلسلة من التعيينات الإدارية التي شملت مستشارين ومديرين في عدد من المفاصل الحساسة، كان لافتاً من بينها تكليف أربع سيدات بمهام نوعية ضمن ملفات سياسية وقانونية ودبلوماسية بارزة، في خطوة تعكس توجهاً جديداً نحو تعزيز الحضور النسائي في مواقع القرار.
وشملت قائمة التعيينات كلّاً من رزان سفور كمستشارة للإعلام والاتصال، زهرة البرازي كمستشارة قانونية مفوّضة بملف العدالة الانتقالية، ربى محيسن كمستشارة للتعاون الدولي، وسالي شوبط كمفوّضة خاصة لشؤون الأمم المتحدة.
رزان سفور.. وجه إعلامي شاب في المشهد الدبلوماسي
برز اسم رزان سفور، التي تحمل الجنسية البريطانية، بعد مشاركتها ضمن الوفد المرافق للرئيس السوري أحمد الشرع خلال زيارته إلى السعودية في شباط الماضي، تنحدر سفور من مدينة حمص، لكنها نشأت وتعلمت في المملكة المتحدة، حيث حصلت على درجة الماجستير في التاريخ من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS) التابعة لجامعة لندن.
تتقن رزان عدداً من اللغات، من بينها الإنجليزية والتركية، ما منحها قدرة فريدة على تمثيل الملف السوري في المحافل الدولية، وعُرفت سفور بنشاطها الحقوقي، خصوصاً في الدفاع عن المعتقلين واللاجئين وحقوق النساء، وشاركت في برامج تدريبية ومقالات تحليلية ضمن مؤسسات بحثية مرموقة، ما مهّد لظهورها السياسي في مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد.
زهرة البرازي.. القانون الدولي في خدمة العدالة الانتقالية
تأتي الدكتورة زهرة البرازي، المحامية المتخصصة في القانون الدولي وحقوق الإنسان، على رأس فريق العدالة الانتقالية ضمن الخارجية. ولدت في حماة وتنتمي لعائلة من كوباني، وتحمل شهادتي ماجستير ودكتوراه من جامعتي ليدز البريطانية وتيلبورغ الهولندية، ركزت في أبحاثها على قضايا انعدام الجنسية والنزوح والمواطنة.
للبرازي مسيرة مهنية حافلة، فقد أسست برامج قانونية متخصصة، منها برنامج التطوير القانوني السوري وشبكة “هويتي”، وشاركت في مشاريع دولية تعنى باللاجئين والفئات المهمشة. وقد ظهرت مؤخراً في لقاءات دبلوماسية جمعتها بوزراء خارجية دوليين في أنطاليا، بما يعكس ثقة الحكومة الجديدة بخبراتها.
ربى محيسن.. من العمل المجتمعي إلى إدارة التعاون الدولي
ربى محيسن، التي ولدت في لبنان لأب سوري وأم لبنانية، دخلت العمل العام من باب التنمية والاقتصاد، حيث درست في الجامعة الأميركية في بيروت، وأكملت دراستها العليا في كلية لندن للاقتصاد (LSE) وSOAS. أسست منظمة “سوا للتنمية والإغاثة” عام 2011 لمساعدة اللاجئين السوريين، ونقلتها لاحقاً إلى أوروبا لتوسيع نطاق الدعم.
من خلال “سوا” وتحالف “ندى”، قادت محيسن برامج تركز على العدالة الاجتماعية والتمكين الاقتصادي، وحصلت على جوائز دولية، كما حظيت بحضور لافت في منتديات إعلامية ومؤتمرات دولية. يُعوّل عليها الآن لتنسيق التعاون الدولي مع المنظمات الأممية وتحقيق تكامل في السياسات التنموية والحقوقية في سوريا.
سالي شوبط.. صوت أممي لشباب سوريا في المؤسسات الدولية
عيّنت الخارجية سالي شوبط كمفوّضة خاصة لشؤون الأمم المتحدة، في خطوة تُعزز إشراك الكفاءات الشابة في العمل الدبلوماسي الدولي. كانت شوبط مسؤولة قسم المناصرة في المنتدى السوري في نيويورك، ونشطت في الدفاع عن حقوق اللاجئين السوريين على المنصات الأممية، كما ظهرت إعلامياً على قناة TRT عربي في مقابلات تناولت العقوبات ودور المجتمع الدولي في مستقبل سوريا.
عرفت شوبط بدورها الحقوقي البارز ونشاطها الميداني، وتسعى اليوم لترسيخ الحضور السوري في المنظمات الدولية والدفع نحو إنهاء العزلة عن مؤسسات المجتمع المدني السوري.
التمكين النسائي في وزارة الخارجية: مؤشر لتحوّل أعمق
تعكس هذه التعيينات رغبة الحكومة السورية الجديدة في ترسيخ مبدأ المشاركة النسائية في مفاصل الدولة، لاسيما في وزارة ترتبط بصياغة صورة سوريا دولياً. فتمكين المرأة في الحقل الدبلوماسي لا يعبّر فقط عن إنصاف تمثيلي، بل يحمل بُعداً عملياً بإدخال طاقات جديدة قادرة على تعزيز التوازن والتعددية في اتخاذ القرار.