معرة النعمان… عودة بازار السبت تزرع الفرح مع اقتراب العيد 

الثورة – سيرين المصطفى:

في مشهد طال انتظاره، عاد بازار يوم السبت، إلى شوارع مدينة معرة النعمان بريف إدلب، بعد سنوات من الغياب، ليضج بالحياة والحركة، وتغمره أجواء من الفرح والأمل، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك. السوق الذي كان يعتمد عليه الأهالي بشراء احتياجاتهم، استعاد اليوم نبضه وسط حضورٍ كثيف، وابتسامات تعبر عن أكثر من مجرد فرح بالتسوق.

“كأننا نرجع نعيش من جديد”

أبو محمد، من سكان المدينة، عبّر عن مشاعره قائلاً: “اليوم، عندما صرت أمشي بالسوق، وأراقب الأهالي يشترون أغراضهم، والأطفال يتحركون بينهم فرحين، والبسطات مملوءة بالأغراض. منذ سنوات ونحن نحلم بأن نعيش مثل هذه اللحظات في بلدنا”.

العودة لم تكن فقط للبازار، بل كانت عودة الناس إليه. فالعائلات بدأت تتوافد منذ الصباح، قادمة من الأحياء المجاورة وريف المدينة، في مشهد يشبه عيداً شعبياً مبكراً. تقول في هذا السياق أم رائد، التي كانت تتسوق لشراء ملابس العيد: “منذ الصباح وأنا أقول لبناتي: اليوم سنعيش أجواء العيد قبل أن يحل. هذا السوق يذكرنا بأيامنا الحلوة، واللمة فيه هي أجمل ما فيه”.

السوق نقطة انطلاق اقتصادي واجتماعي

افتتاح البازار اليوم أظهر أهمية السوق الشعبي كمحرك اقتصادي محلي. الباعة الصغار وأصحاب الحرف وجدوا في هذا الحدث فرصة لإحياء مصادر دخلهم. يوضح أبو خالد، بائع حلويات، “اليوم شعرت أن تعبنا لم يذهب سدى. هناك ناس، وهناك بيع وحركة. والله إننا بحاجة لأن نعيش ونفرح بالعيد مثل باقي الناس”.

وأكد عدد من الأهالي أن السوق يشكل فرصة لإعادة الدورة الاقتصادية، خاصة مع غياب الأسواق الكبيرة وارتفاع الأسعار، مما يجعل من البازار الشعبي متنفساً حقيقياً ومكاناً للتكافل. يعلق عبد الله، 17 عاماً، ويعمل في بسطة للأواني المنزلية: السوق اليوم ليس مجرد تجارة، بل هو رسالة… أننا هنا، وسنبقى هنا

عودة بازار السبت اليوم إلى معرة النعمان لم تكن مجرد حدث اعتيادي، بل كانت بمثابة عودة الروح إلى المدينة، وإشارة واضحة إلى إرادة الناس في العيش رغم كل شيء. وبين بائع ينادي وزبون يبتسم، كانت الرسالة أوضح من الكلمات: الحياة مستمرة… والأمل أقوى من كل الظروف.

يُذكر أن مدينة معرة النعمان، الواقعة في جنوب محافظة إدلب، كانت قد تعرضت لدمارٍ شديد نتيجة عمليات القصف الممنهج التي نفذها نظام الأسد وحلفاؤه. وخلال فترة سيطرتهم على المدينة بين عامي 2019 و2024، طال التخريب المنظّم المباني العامة والخاصة، كما حدث في العديد من المدن الحيوية في المحافظات . وبعد تحرير المدينة وسقوط نظام الأسد، بدأت فيها المبادرات الخدمية والتطوعية، وسارع المواطنون إلى العودة إليها، في محاولة لوضع نهاية لرحلة نزوحٍ شاقة امتدت لسنوات.

آخر الأخبار
المستلزمات بالتقسيط وحسب الأولوية..  من نصف مليون إلى 700 ألف ليرة تكلفة الطالب من أرض الفلاح يبدأ التعافي السوريون يصنعون نموذجاً اقتصادياً جديداً بالصمود والتكافل المجتمعي محافظ إدلب يستقبل وزير الدفاع لبحث إزالة الألغام وتأمين عودة الأهالي ريف إدلب يتهيأ للعام الدراسي الجديد بحملات تأهيل ومتابعات ميدانية واسعة اتفاق سياسي أميركي - سوري: لإلغاء قانون قيصر وفق شروط محددة تحطيب مستمر وقرارات بلا تنفيذ.. منبج في مرمى التصحر العودة إلى المدارس.. غلاء ينهك الأهالي والتعليم يتحول إلى عبء "تقنيات التعلم الفعال".. تحصيل حياتي أفضل تشريعات الاغتصاب .. صرامة في النص تساهل في التطبيق ثلاثية بيضاء لميلان في الكالتشيو طرح الدوري الممتاز وكأس الجمهورية للبيع.. فمن يشتري؟ دمشق وواشنطن .. نحو بناء علاقات راسخة تحاكي المصالح المشتركة مزارعو الغاب بين قسوة الجفاف ونيران الحرائق  وقفة احتجاجية تطالب بإسقاط المرسوم 66 .. أصحاب الحقوق: أكبر جريمة نهب عقاري في تاريخ دمشق السياسة الخارجية السورية التفاعلية... نقطة على السطر الشيباني.. واختبار جدية التأثير الأميركي على "قسد" صفحة جديدة في مسار العلاقات السورية-الأميركية الزبداني .. تعيد النور إلى فصول مدارسها 30 مدرسة بريف دمشق تتحضر لاستقبال طلابها