الثورة – جاك وهبه:
أكد وزير الإدارة المحلية والبيئة، محمد عنجراني، أن معرض بيلدكس يمثل منصة استراتيجية لدعم مسار تعافي سوريا وإعادة الإعمار، مشيراً إلى أن هذه الفعالية تؤكد على قدرة البلاد على جذب الاستثمارات المحلية والدولية، وفتح نوافذ تعاون حقيقية بين القطاعين العام والخاص.
وأشار الوزير إلى أن المعرض شكّل فرصة مهمة للاطلاع على أحدث المشاريع والأفكار المقدمة من الشركات العربية والأجنبية، مؤكداً أن الحضور الكثيف هذا العام يعكس حالة الاهتمام والدعم الشعبي والمؤسساتي لمسار التعافي، وبيّن أن سوريا، التي عانت من انقطاع طويل عن العالم الخارجي، تسعى اليوم إلى استعادة كفاءاتها ومواردها من خلال فعاليات كهذه، تفتح الأبواب مجددا نحو التواصل والتكامل الإقليمي والدولي.
وفيما يخص المخططات التنظيمية، بيّن عنجراني أن هناك تحديات رئيسية تواجه هذا الملف، تتعلق أولاً بالعقلية والآليات التقليدية في تخطيط المدن، وثانيا بالأدوات المحدودة لدى الجهات العامة، وأكد أن الوزارة تعمل حاليا على تحديث هذه المخططات وفقا للمعايير العالمية، بالتعاون مع القطاع الخاص، بهدف تلبية تطلعات المواطنين وحل المشاكل البنيوية.
وحول توقيع العقود، أشار الوزير إلى أن العقوبات كانت العائق الأكبر في السنوات الماضية، لكن مع التغيرات الأخيرة، تم التقدم في عدد من المشاريع، من أبرزها اتفاقية إنشاء برج تجاري استثماري في دمشق سيكون الأعلى في سوريا، ويوفر فرص عمل جديدة وبيئة استثمارية نشطة.
وفيما يتعلق بإعادة الإعمار، شدد عنجراني على أن هذا المسار يتطلب تعددا في مصادر التمويل، منها الاستثمارات المباشرة، والجهات الإنسانية، والمؤسسات الحكومية، وبيّن أن الحكومة تسعى إلى إشراك جميع الأطراف المؤهلة، وإبرام عقود تغطي كافة القطاعات المتضررة، لتحقيق التعافي بأسرع وقت ممكن.
وأكد الوزير أن للشركات العربية دوراً أساسيا في دعم جهود سوريا، مستندا إلى المواقف السياسية الداعمة من الدول العربية، وبيّن أن اتفاقيات تم توقيعها مؤخرا مع شركات عربية في مجالات الطاقة تعكس هذا التوجه، وأضاف: إن الشركات السورية أثبتت قدرتها العالية من خلال مشاركاتها في المعرض، ما يعزز الاعتماد عليها في المراحل المقبلة من إعادة الإعمار.
وحول تقدير كلفة إعادة الإعمار، أوضح عنجراني أن غياب البيانات الدقيقة في السابق كان تحديا كبيرا، لكن الحكومة الحالية بدأت بجمع إحصاءات رسمية، وتم إطلاق مشروع إحصاء وطني شامل لدعم التخطيط السليم والاستثمارات.
وفيما يخص الاستفادة من وجود الشركات الدولية، أشار إلى أن معظمها قدم حلولا فعالة في مجالات الإسكان، البيئة، والبنى التحتية، مع مراعاة لمعايير الاستدامة، مؤكدا أن الاهتمام البيئي بات جزءا أصيلاً من رؤية الحكومة الجديدة في التنمية وإعادة الإعمار.
أما بخصوص المناطق العشوائية والمدمرة، مثل جوبر والقابون، فأوضح عنجراني أن عملية الإعمار لن تقتصر على مواقع محددة، بل ستبدأ بالأكثر تضررا بشكل تدريجي، بناءً على بنك احتياجات وبيانات تم إعدادها لتوجيه التدخلات بشكل منهجي ومنظم.
واختتم وزير الإدارة المحلية والبيئة تصريحه بالتأكيد على أن ما شهدته سوريا في معرض بيلدكس 22 يمثل علامة فارقة، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعافي والبناء المشترك، معربا عن ثقته في قدرة السوريين وشركائهم على تجاوز التحديات، وتحقيق مستقبل واعد للبلاد.