حماة – عهد رستم:
على مسرح خريف في جمعيّة أصدقاء سلمية احتفل الوسط الأدبي والثقافي بإشهار “تجمع كلمة” وهو تجمع أدبي ثقافي جديد يضم مجموعة من الشعراء والأدباء والمثقفين الملتزمين بالكلمة الحرة في كل إنتاج أدبي ثقافي يصدر عنهم.
وفي بداية الحفل الذي جمع أهل الأدب والثقافة والفن بالسلمية، ومشاركة نخبة من الأدباء الضيوف وحضور رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا الدكتور محمد طه العثمان ووفد من الاتحاد.
ألقت الشّاعرة والأديبة إباء الخطيب كلمة التجمع، مؤكدة أن الهدف الأسمى لتجمع كلمة هو إحياء دور الأدب والأديب الحر في المجتمع والوفاء للكلمة الحرّة بجمالها وجلالها وصرختها وعمقها، موضحة أن قدر أبناء السلميّة أنّ يحملوا شعلة الفكر والمعرفة عبر الزمان.
بعد ذلك بدأت فعاليات الحفل بمجموعة أغان ومقطوعات موسيقيّة قدّمتها فرقة كورال اليوبيل الماسي من الأغاني /يا سائلي في الضحى- وطني يا جبل الغيم الأزرق/.
وألقى رئيس اتحاد الكتاب العرب كلمة قصيرة، وعد خلالها بدعم الاتحاد لتجمع كلمة والحركة الثقافية في سوريا عموماً، وأشاد بالعمل الثقافي في مدينة سلمية فقال: في سلمية تنبت الكلمة والحكمة هنا تعود الناس قول الحقيقة.
وبدأت المشاركات الشعرية مع الشاعر هانيبال عزوز، وألقى مجموعة من القصائد ممزوجة بألم الاعتقال ومعاناة السوريين منها /عبرنا ولم ننتبه- متلازمة الحداد/.
تبعه الشاعر والناشط حسين العبد الله من دير الزور بعدّة نصوص تصدح بالجمال والإحساس العالي في الأم والأب والوطن منها /أمي تسأل- نخلة من الفرح- لو أمطرت ذهبا/.
وكانت أول المشاركات القصصية مع القاصة روعة سنبل التي قرأت قصّتين قصيرتين /رسائل مشفرة- دو يك/ وهي لوحات من الذاكرة والألم بلغة خاصة.
واختتم الأمسية الأولى الشاعر محمد طه العثمان بمجموعة من القصائد صورت الشتات والحنين والحب منها /الكون سوف يضيق- خطاك يا لخطاك المثمرات/.
وفي اليوم الثاني من الاحتفال قدم الدكتور مازن أكثم سليمان محاضرة بعنوان /ملامح موضوعية وفنية من الشعر السوري في زمن الثورة والحرب وآفاقه المستقبلية/، في قاعة زيزفون بجمعية أصدقاء سلميّة تحدث خلالها عن ضرورة إعادة بناء القواعد الثقافية وشرح نتائج دراسته التي نشرها تباعا لنتاج 76 شاعراً وشاعرة والمهيمنات في الشعر السوري عبر عدة مراحل وصولا للثورة والنصر.
وقدّمت الفنانة أنجلا عجوب برفقة عازف الإيقاع حسام بصو مجموعة أغان ومقطوعة موسيقية /ليليي بترجع يا ليك- يا مال الشام– أنا خوفي من عتم الليل- رقصة ستي/ تفاعل معها الجمهور وشارك في الغناء.
ثم ألقت الشّاعرة ديمة قاسم نصوصاً منوّعة بين المحكي والنثري والخليلي منها /قومي تمشي- دق الفرج- خفا حنين- طفل الكنايات/.. تبعها الشاعر حسن بعيتي بنصين /أسأل النهر- أثقل كلامك/، ثم القاصة فدوى العبود بقصتين قصيرتين /زيارة – البكاءة/، والشاعر عبد السلام العبوسي من القامشلي بقصيدتين خليليتين /الولد المنذور للعجاج – وادي النمال/، وكان مسك الختام مع شاعر الجمال الدكتور سعد الدين كليب في /الوصية- هذا الضريح لي- خراب تكون الأرض/.
وكتب الدكتور فراس الضمان: وبعد غياب قسري عن الخفقان، ستعود الكلمة السلمونية لِتَرتدي أقراط محمد الماغوط، وغربة سليمان عواد، وقميص علي الجندي، ودموع فائز خضور رافعةً كأس منذر الشيحاوي عالياً عالياً في سماء سلمية العطشى منذ خمسين عاماً خلَتْ، تَجمُّع كلمة الثقافي سيُعيدها مشكوراً لنا جميعاً، سَأبكي فرَحاً من عيني اليسرى وأبكي فخراً من اليمنى، فخراً بشعراء سلمية العظماء.