دبلوماسي فرنسي: ما جرى في السويداء كشف نيات “إسرائيل” في سوريا وتعنتها

الثورة-أسماء الفريح:

كتب الدبلوماسي الفرنسي المتقاعد جيرار أرنو في مقال له بمجلة لوبوان الفرنسية أنه في ظل فوضى ما بعد الرئيس المخلوع بشار الأسد، تسعى “إسرائيل” لتعزيز نفوذ بيادقها في جنوب سوريا، مشيراً إلى أنه وراء المساعدات الإسرائيلية المُقدمة للدروز في السويداء، تتبلور إستراتيجية أوسع نطاقاً.

أرنو، الذي شغل منصب سفير فرنسا لدى واشنطن ما بين عامي 2014 و2019 يبين في مقاله، الذي أورده موقع الجزيرة نت، أن الأحداث الأخيرة في السويداء تعد مثالاً صارخاً على هذا التوجه، حيث تتحول الحقائق المعقدة بسرعة إلى روايات عن “إبادة جماعية” أو تدخلات “إنسانية” بكل بساطة.

وأشار أرنو إلى أن أزمة السويداء تنسجم تماماً مع هذا السياق الفوضوي، إذ شهدت هذه المنطقة، التي تسيطر عليها ميليشيا درزية، اشتباكات بين الدروز والبدو، وتحول تدخل القوات الحكومية إلى كارثة، حيث قُتل عشرات الجنود وأُعدم مدنيون، موضحاً أن “إسرائيل” تدخلت هنا وأوقفت تقدم الجيش السوري بغارات جوية.

ويتابع أرنو، أن رسالة “إسرائيل” واضحة، فهي ترفض عودة الجيش السوري إلى الجنوب، وتطالب بمنطقة “منزوعة السلاح” تحت سيطرة مليشيات درزية، مبيناً أن هذا التدخل الذي لم يواجه بأي معارضة دولية حقيقية يؤكد هيمنة “إسرائيل” في المنطقة.

ويُسلط أرنو الضوء على التعنت الإسرائيلي وعدم قبول أن يتم رسم الواقع السياسي الجديد من خلال التفاوض رغم اليد الممدودة للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع.

ويؤكد أرنو، الذي شغل كذلك منصب المدير العام للشؤون السياسية والأمنية بوزارة الخارجية الفرنسية، والممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، أن أحداث السويداء تثبت أن “إسرائيل” لا تسعى إلى إعادة توحيد سوريا، بل إلى إضعافها، أو حتى تقسيمها إلى دويلات عرقية دينية.

وقال إن الاحتجاجات من جانب تركيا والدول العربية، وانسحاب الولايات المتحدة، والدعوات من جانب مجلس الأمن لاحترام السيادة السورية، لم يكن لها تأثير يذكر على تصرفات “إسرائيل، “وحذر من أن الخطر الذي قد يشعر به الطرف الآخر في أحداث السويداء في حال لم تتمكن الحكومة السورية الجديدة من السيطرة عليها قد يدفع به لحمل السلاح، ما يجعل سوريا تمر من جديد بمنعطفات مأساوية لم تكن في الحسبان.

ووفق الكاتب أرنو فإن أهم التحديات التي تواجه السلطات السورية الجديدة تكمن في خمس مسائل وهي:

أولاً: بلد مُدمَّر، انخفض ناتجه المحلي الإجمالي إلى النصف مقارنة بعام 2010.

وثانياً: بلد يمر بكارثة طبيعية، إذ تواجه سوريا أسوأ جفاف منذ عام 1956.

ويتابع إن المسألة الثالثة: هي أن السلطة المركزية لم تثبت أقدامها بعد، إذ لا بد للسلطات الجديدة أن تقنع كل القادة المحليين بقبول استعادة سلطة الحكومة المركزية.

ورابعاً: ضرورة أن تستوعب السلطات الجديدة غضب ضحايا الأسد وأن تكبح جماح سعيهم للانتقام، الذي يقول أرنو إنه “غالباً ما كان موجهاً ضد الأقليات.

“واعتبر أرنو أن التحدي الخامس: هو ضعف قوات الأمن، فهي ضعيفة التسليح وغير منضبطة، و”مخترقة في بعض مكوناتها “، ويرى أنه بسبب نقص الموارد العسكرية، اضطرت الحكومة السورية الجديدة إلى التفاوض والتوصل إلى تسويات مع مختلف الفصائل، وقال إن فشل المفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية في الشمال يعد أحد تجليات صعوبة هذا النهج.

ووصف أرنو سوريا ما بعد الأسد، بأنها عبارة عن فسيفساء من المعاقل التي تسيطر عليها مليشيات تم تجنيدها، في كثير من الأحيان، على أسس عرقية أو دينية.

ووفق المجلة فإن تحليل أرنو يعد تذكيراً أساسياً بهشاشة المنطقة ومخاطر السياسات التبسيطية في مواجهة واقع بالغ التعقيد.

آخر الأخبار
إلغاء ترخيص شركة "طلال أبو غزالة وشركاه" في سوريا إثر تصريحات مسيئة محافظ حلب: تعزيز القيم الأخلاقية وتطوير الأداء المؤسسي تعاون بين التعليم العالي وسفير فلسطين لتطوير معهد "فلسطين التقاني" وزير الدفاع يعزي أسر شهداء الجيش العربي السوري ويواسي المصابين اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق بأحداث الساحل تعقد غداً مؤتمراً صحفياً حول نتائج عملها وزير الإعلام: الحكومة تعمل بجهود حثيثة لنزع فتيل التوتر في السويداء الشائعات.. وجه الحروب الآخر وزير المالية يؤكد استمرار صرف رواتب العاملين في السويداء من دون انقطاع وزير التعليم العالي: دعم البحث العلمي أساس البناء والنهضة ليث البلعوس ينفي تهم التأزيم: لسنا طرفاً في مؤامرة ورفضنا تحويل السويداء إلى ورقة ضغط "الفرش البارامتري".. في معرض لطلاب الهندسة المعمارية بحمص بحث توسعة المدينة الصناعية بحسياء على 20 عقاراً أهالٍ من طرطوس: سوريا الجديدة واحدة موحدة من دون تقسيم " الثورة " في جرمانا ... إصرار على ألا تنكسر الحياة الوحدة الوطنية.. خارطة طريق السوريين نحو العبور الآمن الاستثمار في الأوراق المالية.. فرص ومزايا لتوظيف مالي طويل الأجل السويداء بلا خدمات باراك: دمشق نفذت تعهداتها ولم تخطئ في أحداث السويداء "حرب الكلمة".. بين تزوير المعنى وتزييف الحقيقة أسعار جنونية للشقق السكنية رغم الركود الحاد!