الثورة- منهل إبراهيم:
تبقى فرنسا من ضمن اللاعبين الأساسيين على الساحة الدولية، وهي تحذر اليوم من تصدّع النظام العالمي، ويبدو أنها باتت تقضّ مضجع “إسرائيل” في الآونة الأخيرة، ما حدا بخارجيتها لوصف تحركات فرنسا بأنها حرب صليبية ضدّ “إسرائيل”.
ونقلت القناة الإخبارية الأوروبية “يورونيوز” عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحذيره الصين من أن استمرار دعم كوريا الشمالية لروسيا في أوكرانيا قد يدفع الناتو للتوسع في آسيا، ودعا دول المنطقة إلى استقلالٍ استراتيجي عن كل من واشنطن وبكين، محذراً أيضاً من تصدّع النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية.
ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحذيراً مبطناً إلى الصين، داعياً إياها إلى منع كوريا الشمالية من التورط في الحرب الروسية على أوكرانيا، وإلا فإن الناتو قد يجد نفسه منخرطاً بشكل أوسع في منطقة آسيا، في تحول استراتيجي غير مسبوق.
وأكدت “يورونيوز” أن ماكرون وفي خطاب ألقاه الجمعة الماضي في “حوار شانغريلا” الأمني في سنغافورة، قال: إن “وجود كوريا الشمالية في أوكرانيا مسألة تهمنا جميعاً، إذا كانت الصين لا تريد أن يكون للناتو دور في جنوب شرق آسيا، فعليها أن تمنع مشاركة بيونغ يانغ في النزاع على الأرض الأوروبية”.
وأوضحت “يورونيوز” أن تصريحات ماكرون تأتي في وقت تشير فيه تقارير إلى أن جنوداً كوريين شماليين يقاتلون إلى جانب القوات الروسية في منطقة كورسك، بموجب اتفاق عسكري بين روسيا وكوريا الشمالية.
ولفتت “يورونيوز” إلى أن هذه التصريحات تمثل تحولاً لافتاً في موقف باريس، التي كانت قد قادت الجهود في عام 2023 لمنع إنشاء مكتب ارتباط للناتو في اليابان، مؤكدة رفضها لتوسيع نفوذ الحلف في آسيا.
وقال ماكرون في كلمته في سنغافورة: “كنت قد عارضت دوراً للناتو في آسيا، لأنني لا أؤمن بالانخراط في صراعات استراتيجية تخصّ الآخرين”، ملمحاً إلى إمكانية إعادة النظر في هذا الموقف بحسب القناة الإخبارية الأوروبية.
وحذّر الرئيس الفرنسي أيضاً من مخاطر انتشار الأسلحة النووية، ومن انهيار النظام الدولي الذي أُرسيت قواعده بعد الحرب العالمية الثانية، ودعا دول آسيا إلى عدم الارتهان لا للولايات المتحدة ولا للصين، مضيفاً إن “فرنسا تؤمن بالاستقلال الاستراتيجي وسيادة القرار، ونحن ندافع عن هذا النهج في أوروبا وفي منطقة الهندي الهادئ”.
عقوبات ضد “إسرائيل”
في سياق متصل، هاجمت وزارة الخارجية الإسرائيلية الرئيس ماكرون واعتبرته في “حملة صليبية” ضدّ “إسرائيل” بعد دعوته لفرض عقوبات أوروبية إذا لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة، نافية وجود حصار إنساني في القطاع المنكوب.
وأكدت “يورونيوز” أن ماكرون صرّح في مقابلة تلفزيونية مطولة، عرضت في مايو-أيار، بأن على أوروبا النظر بجدية فرض عقوبات على “إسرائيل” إذا استمر تدهور الوضع الإنساني، محذراً من أن مئات الآلاف في غزة يواجهون خطر المجاعة.
وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة “TF1″، وصف ماكرون سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “مخزٍ”، في تصريح أثار رد فعل سريع من الأخير، الذي اتهم ماكرون بـ”الوقوف مجدداً إلى جانب حماس”.
وأوضحت “يورونيوز” أن هذا التوتر بين فرنسا وإسرائيل يأتي بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار مع “حماس” في مارس- آذار الماضي، والذي أعقبه فرض حصار خانق على قطاع غزة، أدى إلى توقف دخول المساعدات الإنسانية لما يقارب ثلاثة أشهر.
ولا تزال منظمات الإغاثة الدولية تطلق تحذيرات متزايدة من تفشي الجوع وخطر المجاعة في أجزاء واسعة من قطاع غزة.